النصر والتعاون | لابورت يرد على فهد الهريفي .. وليس كل من يخسر الكأس "ينتقم في الدوري"

"تركنا لكم الاستحواذ"، هكذا كان لسان حال فريق التعاون، في مباراة النصر، منذ بداية الشوط الأول، حيث لعب المدير الفني ستيفانو بيولي، بخطة لعب 4-3-3، مع بقاء علي الحسن في المحور، والدفع الهجومي ببروزوفيتش وساديو ماني، وكذلك انطلاق الظهيرين نواف بوشل وسلطان الغنام، لمواجهة التكتل الدفاعي للتعاون، الذي لعب بخطة 5-3-2، مع تراجع كافة لاعبي النصر للخلف، في حال شن كرات مرتدة من قِبل الذئاب.

وفشل لاعبو النصر، خلال الشوط الأول، في استغلال مشكلة التعاون، في المساحات الخلفية للظهيرين، والتي كادت تمنح فرصة انفراد محققة لعبد الرحمن غريب في الدقيقة 18، بعد تسلمه كرة عرضية، قبل أن يسددها برعونة بين أيدي الحارس مايلسون.

في المقابل، نجح التعاون في لعبة الظهيرين، بانطلاق سعد الناصر من الناحية اليسرى، وفهد الجميعة من اليمنى، حيث قام الأخير باستغلال تقدم نواف بوشل للأمام، ولعب على المساحات، قبل أن يرسل كرة عرضية إلى الناصر، لينجح في إيداع الكرة بالشباك، رغم تواجد لابورت وسيماكان في المربع، وكذلك سلطان الغنام الذي تعامل بغرابة مع لحظة تسديدة الكرة في مرمى بينتو.

ومع بداية الشوط الثاني، قرر بيولي، إخراج غريب، الذي لا يزال بحاجة لوقت من أجل التأقلم، والدفع بالبرازيلي أنجيلو جابرييل، في الجهة اليمنى، مع إعادة ساديو ماني للجبهة اليسرى، ما ساهم في زيادة الفعالية الهجومية، كما بدا الانسجام واضحًا بين الثنائي سلطان الغنام وأنجيلو، وإن جازف النصر بتقدم الخطوط، وفتح المجال، لكرات مرتدة، قادرة على الوصول بسهولة لمرمى كريبسكي.

وبينما كان الخط الهجومي يحاول فك شفرة التكتل الدفاعي للتعاون، جاء الحل من الخطوط الخلفية، من خلال ركلة ثابتة، استغلها أنجيلو جابرييل لإرسال كرة عرضية نموذجية، ترجمها لابورت بكرة رأسية في شباك الحارس مايلسون.

أهداف لابورت، دائمًا ما تكون مؤثرة، إما ليساهم في الانتصار على الشباب (2-1)، أو التعادل مع الخلود (3-3) في الجولتين السابعة والثامنة، أو يقود فريقه للانتصار على الاستقلال الإيراني (2-1)، في دوري النخبة الآسيوية، وثم نجح المدافع الإسباني في العودة بفريقه الذي كان يخشى تكرار نتيجة كأس الملك.

ولعل أهدافه المؤثرة تكون شافعًا له، لإثبات نفسه كأحد نجوم النصر البارزين الذي يستحق البقاء، بعدما صرّح فهد الهريفي، أسطورة الأصفر، في حوار قبل أيام، بأنه يجب الاستغناء عن لابورت مع تاليسكا، ويفضل انتقاله إلى ريال مدريد.

عندما ودع التعاون بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، من الدور ربع النهائي، أمام القادسية، بنتيجة (0-3)، نجح الذئاب في الثأر في الدوري، حيث اكتسح القادسية بنفس النتيجة.

وطبقًا لذلك، فقد كانت جماهير النصر، تنتظر تكرار نفس السيناريو، بعدما ودع النصر كأس الملك من دور الـ16، على يد التعاون بنتيجة (0-1)، ولكن يبدو أنه ليس كل من يخسر الكأس، يمكنه الانتقام في الدوري، فها هو التعاون يجبر النصر على التعادل، ويصعّب موقفه بشكل أكبر، في منافسة الهلال والاتحاد على لقب الدوري هذا الموسم.

GOAL

ومع تردد أنباء بشأن الرحيل المرتقب للجناح البرازيلي آندرسون تاليسكا، قرر بيولي، الدفع بساديو ماني في الجهة اليمنى، والاعتماد على عبد الرحمن غريب، في اليسار، إلا أن الأخير يبدو وكأنه تأثر كثيرًا بالبقاء طويلًا على مقاعد البدلاء.

وكان غريب أحد أسوأ لاعبي النصر في الشوط الأول، قبل استبداله بأنجيلو مع بداية الشوط الثاني، حيث لمس غريب الكرة 35 مرة، ولم يسدد سوى كرة واحدة "ضعيفة" على المرمى، رغم تواجده منفردًا داخل منطقة الجزاء، فيما قدم تمريرة مفتاحية لزملائه، بينما فشل على مستوى الكرات العرضية والمواجهات الثنائية، حيث قدم 3 محاولات في كلٍ منهما، ولم ينجح.

وبدا الفارق واضحًا بعدما قرر بيولي، الاستعانة بأنجيلو في الشوط الثاني، حيث لمس الكرة 37 مرة، وقدم تمريرتين مفتاحيتين، كما لعب 4 مراوغات ناجحة من أصل 5، وفاز في 5 مواجهات ثنائية من أصل 7، ناهيك عن صناعة تمريرة حاسمة، التي ترجمها لابورت بهدف التعادل للنصر.

وأمام هذا التألق البرازيلي، يمكن القول إن عبد الرحمن غريب يهدر فرصة جديدة لإثبات أحقيته في نيل فرصة المشاركة أساسيًا في كتيبة ستيفانو بيولي، أو على الأقل يحتاج للمزيد من الوقت.