الكلاسيكو | هذا ما جنته الفرص المهدرة يا برشلونة .. وإليكم النسخة المحسنة من زيدان في بيلينجهام!

تغيير تكتيكي بسيط وخدعة قام بها تشافي هيرنانديز منحته السيطرة الكاملة على أحد أبرز مفاتيح اللعب لصالح ريال مدريد وهو فينيسيوس جونيور.

بالرغم من جاهزية أراوخو وجواو كانسيلو الكاملة ووجود ماركوس ألونسو وجول كوندي على مقاعد البدلاء إلا أن المدرب فضل أن يدفع بكريستنسن في قلب الدفاع بجوار إينييغو مارتينيز.

في المقابل منح مهمة الظهير الأيمن لأراخو الذي يجيد السيطرة على فينيسيوس جونيور بشكل جيد، وترك حرية التقدم واللعب في الجناح لكانسيلو الخطير هجوميًا.

وجود كانسيلو مع أراوخو في الجانب الأيمن منح الفريق اليد العليا في الصراع مع فينيسيوس جونيور وترك خطورته عند الحد الأدنى لها.

في اللحظات الأول من المباراة أبى دافيد ألابا أن ينهي لعنة الرقم أربعة الخاص بسيرخيو راموس القائد التاريخي للملكي في مباريات الكلاسيكو.

راموس رغم تألقه الواضح في المباريات مرارًا وتكرارًا وتحديدًا في الكلاسيكو إلا أنه عرف عنه تقديم الهدايا لبرشلونة، سواء من أخطاء دفاعية ساذجة أو من بطاقات حمراء سهلت مهمة البلوجرانا.

اليوم كان حامل الرقم أربعة هو دافيد ألابا، الذي حاول أن يحل المشكلة التي تسبب فيها أوريليان تشواميني، لكنه تأخر للغاية وأهدى الهدف الأول لصالح برشلونة بسهولة بالغة.

خلال مجريات الشوط الأول تفوق برشلونة بالطول والعرض في منطقة وسط الملعب، فكل الكرات الثانية كانت لصالح النادي الكتالوني.

ليس هذا فحسب، فلقد نجح نجوم النادي الكتالوني في معظم الصراعات الثنائية، واستعادوا الكرات بشكل أسرع بكثير من النادي الملكي.

حتى في الوقت الذي تركوا فيه الاستحواذ لريال مدريد في الشوط الثاني لم يكن هناك الكثير من المساحات التي يستطيع خلالها نجوم الملكي تمرير الكرة للأمام، وغالبًا ما انتهت التمريرات دون معنى إلى الخلف.

لكن الأمور اختلفت قليلًا في الشوط الثاني تحديدًا، بالأخص مع انخفاض المردود البدني لجافي والتراجع العام في أداء برشلونة مع كثرة الفرص المهدرة.

شهدت الدقيقة 57 من عمر اللقاء أول تسديدة على المرمى من قبل ريال مدريد الذي لم ينجح طوال ساعة في تقديم أي شيء يذكر على مرمى تير شتيجن.

بعدها بعشر دقائق جاءت التسديدة الثانية ليدرك الملكي أن ذلك هو الحل الوحيد له للتسجيل أمام برشلونة، وبالفعل جاء هدف بيلينجهام بتلك الطريقة.

لكن بشكل واضح وخلال الشوط الثاني كان تحسن الملكي عائد لتحرر بيلينجهام بشكل أكثر مما كان عليه في الشوط الأول، فالنجم الإنجليزي لم يكن يتنفس خلال أول 45 دقيقة، وكلمة السر هنا تعود لدخول المهاجم خوسيلو الذي أخذ بعض من انتباه دفاع برشلونة.

يبدو بشكل واضح تحسن تشافي هيرنانديز خلال الأشهر الماضية، بالأخص فيما يتعلق بالتعامل مع الإصابات، بعد أن كان الفريق يجد نفسه تائهًا تمامًا لمجرد غياب أي عنصر.

في نهاية المطاف لا يمكن لتشافي إلا السيطرة على مجموعة محددة من الظروف والأوضاع، وبالرغم من سيطرة برشلونة وإهدار أكثر من فرصة إلا أنه خسر أمام ريال مدريد الذي لم يكن الطرف الأفضل بكل تأكيد، على الأقل طوال 60 دقيقة أولى.

كان واضحًا للغاية خلال المباراة رغم الاستعانة بالثنائي رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي أنها غير جاهزين، والدفع بهما كان ربما خطأ من تشافي.

رأينا اليوم قيمة جود بيلينجهام، والسبب الذي يجعل فلورنتينو بيريز يدفع 100 مليون يورو دون جولات من المفاوضات لتخفيض ذلك الرقم.

نفس ما حدث في ضم زين الدين زيدان قبل عقدين من الزمن تقريبًا كأغلى صفقة في العالم، هناك الكثير من التشابهات بين الثنائي تتخطى رقم القميص والقيمة العالية للصفقة.

ريال مدريد فاز اليوم بفضل جود بيلينجهام، الذي فتح المباراة في البداية عن طريق تسديدة عرفت كيف تصل إلى شباك تير شتيجن.

في نهاية المطاف، كان بيلينجهام هو صاحب هدف الفوز أيضًا، ليؤكد على قيمته الكبيرة، وعلى فردياته المميزة، التي ربما لو كانت تحت قيادة مدرب آخر غير كارلو أنشيلوتي لكان قد تم تحجيمه وخسر الكثير من تلك الإمكانيات.

زيدان أيضًا تمتع بالكثير من الفرديات المميزة، التي ربما لو كان حظه سيئًا وتركه يلعب مع مدربين غير هؤلاء الذين تعامل معهم، لما كان قد أبرزها، لكن الأمر عند بيلينجهام يختلف قليلًا في تسجيله لأهداف أكثر بمعدل أعلى بكثير من الأسطورة الفرنسية.

برشلونة خسر بأقدام لاعبيه في المقام الأول، لا يمكن أن تسيطر على مباراة كلاسيكو أمام ريال مدريد بهذا الشكل طوال 60 دقيقة، ولا تستغل ذلك.

عدد الفرص التي أهدرها نجوم برشلونة في الشوط الأول وتفضيلهم للمهارة على حساب الحسم دفعوا ثمنه غاليًا في النصف ساعة الأخيرة من عمر اللقاء.

صحيح أن برشلونة له إصابات عديدة في الوسط والدفاع والهجوم، لكنه سيطر وتفوق في لحظات كثيرة، وربما لو كان قد ترجم تلك السيطرة إلى أهداف لما كانت النتيجة خرجت بهذا الشكل.