الكرة الذهبية الثامنة لميسي ليست "فضيحة" ولكن هل هي الأخيرة له؟

يبلغ ميسي الآن من العمر 36 عامًا، ولم يعد يلعب في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى بعد انتقاله هذا الصيف إلى إنتر ميامي الأمريكي، وسيتطلب الأمر تحقيقه إنجازًا تاريخيًا حتى ينافس مجددًا على جائزة الكرة الذهبية، خاصة أنه سيواجه منافسة شبابية كبيرة من هالاند وكيليان مبابي وجود بيلينجهام في الموسم المقبل.

ولا يمكن استبعاد أي شيء عندما يتعلق الأمر باللاعب المعجزة الذي أعاد كتابة الأرقام القياسية بشكل مستمر، لقد اعتقدنا جميعًا أن ميسي سيعتزل دوليًا بعد بطولة قطر 2022، ولكن لم يحدث ذلك واستمر الأرجنتيني في قيادة بلاده حتى الآن.

وبكي ميسي بعد فوزه مع الأرجنتين بكأس العالم وقال: "من الواضح أنني أردت إكمال مسيرتي بهذه الجائزة لا يمكنني أن أطلب المزيد".

عندما قال ميسي، إنه يرغب في الاستمتاع ببعض المباريات الإضافية كبطل للعالم، كان يُعتقد أنه يريد فقط الاستمتاع ولكن لا يزال قوياً، ويسجل الأهداف ويتوج بالألقاب وإذا سمحت لياقته، فسوف يلعب في كوبا أمريكا مرة أخرى في الصيف المقبل.

وقد يفوز منتخب الأرجنتين مجددًا بالبطولة مع عودة ميسي إلى أفضل حالاته مرة أخرى، حتى تكون لديه فرصة كبيرة للفوز بالكرة الذهبية التاسعة.

ولكن من الصعب التخلص من الشكوك بأن عدم لعبه مع ناديه في أوروبا سيكون ضده وربما يكون ميسي قد تغلب على أفضل الفائزين بالثلاثية في مانشستر سيتي هذا العام، لكن حدث ذلك فقط نتيجة تتويجه بكأس العالم والفوز بكأس كوبا أمريكا لن يكون له نفس القوة في مقاييس الاختيارات.

ومن المؤكد أن مشجعين كرة القدم بدأوا يتطلعون إلى خارج أوروبا، خاصة محبين ميسي وكريستيانو رونالدو، ولكن يجد النجوم الذين انتقلوا إلى أندية خارج أوروبا صعوبة في الفوز بالكرة الذهبية.

وتم الاعتراف بميسي من قبل مجلة فرانس فوتبول مرة أخرى ليس لأنه ألهم ميامي للفوز بكأس الدوريات خلال الصيف، ولكن لقيادته الأرجنتين للفوز بكأس العالم لأول مرة منذ عام 1986.

يعتقد البعض ومنهم ويلسون، أن ميسي لعب لمدة ستة أسابيع فقط في موسم 2023-2024، وشارك ميسي في خروج فريقه باريس سان جيرمان من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.

واتهم البعض ميسي بتراجع مستواه كثيرًا مع باريس سان جيرمان، والحقيقة هي أنه ضمن أربعة لاعبين فقط من الدوريات "الخمس الكبرى" في أوروبا الذين شاركوا بشكل مباشر في تسجيل المزيد من الأهداف في جميع المسابقات على مستوى الأندية الموسم الماضي.

ورغم قوة ميسي ومهارته ولكن لن يستطيع منفردًا حل مشاكل باريس سان جيرمان.

ما فعله ميسي في كأس العالم كان مذهلاً حقًا ولا يمكن تفسيره فبعمر 35 عامًا، سيطر على كأس العالم وتألق أمام المنتخبات الكبرى.

وقال حارس المرمى إميليانو مارتينيز، عن ميسي "99.9% من قوة الفريق"، وتم اختيار ميسي رجل المباراة في خمس مواجهات من السبع، بما في ذلك جميع مباريات الأرجنتين في الأدوار الحاسمة.

ولم يسبق لأي لاعب أن سجل في كل جولة من دور الـ16 إلى النهائي، بعد تغيير نظام البطولة عام 1986، وتمريراته الحاسمة لناهويل مولينا، ضد أستراليا، وخوليان ألفاريز، ضد كرواتيا، الأعظم في تاريخ كأس العالم.

وبفضل ثنائيته ضد فرنسا، وصل أيضًا إلى 21 مشاركة في 26 مباراة وكلاهما أرقام قياسية.

كان الأمر يتعلق بأكثر من مجرد أرقام كان الأمر يتعلق بالعاطفة، لقد جعل ميسي لاعبي الأرجنتين يشعرون وكأنهم مجموعة واحدة يتجهون إلى معركة كانوا يعلمون أنهم سيفوزون بها لمجرد أنه كان إلى جانبهم.

وقال مارتينيز في وقت سابق: "سنكون دائما متنافسين لأننا نملك أفضل لاعب في العالم نحن جميعًا أسود نقاتل من أجله".

وكان ميسي على استعداد للقتال من أجلهم أيضًا وربما للمرة الأولى في مسيرته، رأينا ميسي الذي يتسم عادة بالهدوء وهو شرسًا في مواجهة خصومه، وبالتحديد في مباراة ربع النهائي الساخنة مع هولندا، وتحول قائد الأرجنتين الصامت إلى قائدًا مقاتلًا.

شعر خصومه بالرهبة من قدرته وقارنه الأسترالي كيانو باكوس بـ "تمثال الشمع" وقال: "إنه يبدو مزيفًا في الملعب" وفي هذه الأثناء، لم يتمكن جوسكو جفارديول من مجاراة لاعب يكبره بـ 15 عامًا، لكنه فضل النظر إلى الجانب الإيجابي وقال: "اليوم وغدًا سأتمكن من إخبار الأطفال أنني راقبت ميسي لمدة 90 دقيقة".

حتى أن مدرب فرنسا ديدييه ديشان اعترف قبل المباراة النهائية بأن بعض مواطنيه كانوا يأملون أن ينتهي الأمر بميسي فائزًا وهو الشعور الذي شاركه رونالدو وريفالدو، وهما اثنان من أفضل اللاعبين الذين لعبوا مع البرازيل، غريم الأرجنتين الكبير.

وقال ريفالدو: "الله يعلم كل شيء وسيتوجك بطلاً للعالم، لشخصك ولكرة القدم الرائعة التي لعبتها دائمًا".

بدت المباراة النهائية لكأس العالم وكأنها تتويج لمسيرة ميسي، وانتهى التصويت على جائزة الكرة الذهبية لهذا العام باللحظة التي حصل فيها ميسي على الجائزة المرموقة وكما أشار هنري، هذا العام، يمكنك بلا شك المجادلة لصالح لاعبين آخرين بسبب ما حدث في دوري أبطال أوروبا، لكن لا يمكنك الجدال ضد ميسي.

ويستحق مانشستر سيتي التقدير لنجاحه الجماعي، فهو حقًا أفضل فريق في العالم حاليًا لكن حتى بيب جوارديولا اعترف بأنه بينما يريد رؤية هالاند يفوز بالكرة الذهبية، يجب أن يكون هناك جائزتين أحدهما لميسي والأخرى للآخرين" لماذا؟ لأن ميسي حقق مستوى من التميز المستمر، لم يتمكن أحدًا من تحقيقه في أي وقت خلال الـ 12 شهرًا الماضية.

ولكن ليس هناك مفر من حقيقة أنه كان جيدًا وناجحًا للغاية لفترة طويلة، لدرجة أن الكرة الذهبية لم تعد ذات أهمية كبيرة بالنسبة له وقد اعترف في وقت سابق من هذا العام بأن الكأس الحقيقية الوحيدة التي تهمه حقًا هي كأس العالم، وإن الكرة الذهبية الأخيرة، ليست أكثر من مجرد مكافأة صغيرة رائعة.

هل يمكن لميسي الفوز مرة أخرى العام المقبل؟ قد يبدو الأمر غير مرجح، ولم يعد الأمر يهم النجم الأرجنتيني بعد الآن لأنه حصل بالفعل على الكأس التي أرادها حقًا.