الكثير من "كيم" وسيطرة الجغرافيا والسياسة .. أشياء لا تحدث سوى في كأس آسيا

هل تخيلت يومًا ما أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية في اليورو أو كأس إفريقيا؟ هذا ما يحدث بالفعل ولكن في قارة آسيا التي تشارك أستراليا بشكل منتظم في مسابقاتها.

موقع أستراليا الجغرافي ليس تابعًا بأي شكل من الأشكال لقارة آسيا، بل تعتبر قارة في حد ذاتها، ومع ذلك نشاهدها بشكل مستمر في كأس الأمم الآسيوية.

أستراليا حاولت الانضمام لآسيا أكثر من مرة، حيث تقدمت بطلبين تم رفضهما قبل الموافقة أخيرًا في 23 مارس 2005، والسبب الرئيسي لهذا الإصرار هو الحصول على فرص أفضل للتأهل إلى كأس العالم وهو ما تحقق لها بالفعل.

وأما على صعيد كأس آسيا فتمتلك أستراليا لقب وحيد لها منذ الانضمام للقارة الصفراء بالحصول على نسخة 2015.

إقامة بطولة مجمعة في دولتين كان أمرًا طبيعيًا وحدث أكثر من مرة في كأس العالم كوريا الجنوبية واليابان، وكذلك أمم أوروبا في بلجيكا وهولندا بنسخة 2000.

آسيا كانت هي القارة الأولى التي تقيم بطولة مجمعة بـ4 دول مختلفة، وهو الأمر الذي حدث في نسخة 2007 بمشاركة إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام في الاستضافة.

البطل في النهاية كان عربيًا وهو المنتخب العراقي، وبعدها لم تتكرر هذه الحالة إلا في يورو 2020 عندما قرر الاتحاد الأوروبي تنظيم البطولة في 11 دولة وهي أذربيجان، الدنمارك، إنجلترا، ألمانيا، المجر، إيطاليا، هولندا، رومانيا، روسيا، اسكتلندا وإسبانيا.

واقعة فريدة من نوعها كان بطلها منتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم 2022 خلال مواجهته بدور المجموعات أمام أوروجواي.

المفارقة التاريخية في المونديال، هي أن حارس مرمى كوريا الجنوبية ورباعي خط الدفاع يتشاركون جميعًا اسم "كيم"، وهو ما حدث للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم.

حارس كوريا الجنوبية هو كيم سيونج جيو الذي يلعب لنادي الشباب السعودي، وفي خط الدفاع تواجد كيم مون هوان، وكيم مين جاي، وكيم يونج جون، وأخيرًا كيم جين سو.

وقد نرى هذه الظاهرة تتكرر بشكل أو بآخر بهذه النسخة من كأس آسيا بسبب تواجد 7 لاعبين من المنتخب الكوري يتشاركون في اللقب "كيم".

وسط المعاناة الفلسطينية على الصعيد السياسي، إلا أن الفريق سيظهر بصورة نادرة في محفل دولي كبير مثل كأس أمم آسيا.

البطولة التي ستقام في قطر هي النسخة الثالثة للفريق على مدار تاريخه بعد المشاركة مرتين عامي 2015 في أستراليا و2019 في الإمارات.

المهمة ستكون صعبة للغاية على فريق المدرب مكرم دبوب لأنه سيتواجد بالمجموعة الثالثة التي تضم إيران بطل المسابقة 3 مرات بالإضافة للإمارات وهونج كونج.

لو سألت أحدهم عن نجوم قارة آسيا سيجيبك على الفور بالحديث عن سون هيونج مين نجم توتنهام أو كارو ميتوما جناح برايتون، وربما تاكيفوسا كوبو لو كان متابعًا جيدًا للدوري الإسباني وبالتحديد ريال سوسييداد.

كيم مين جاي مدافع بايرن ميونخ ونجم كوريا الجنوبية قد لا يعرفه البعض لو لم يكن متابعًا جيدًا للكرة الإيطالية لرؤيته سابقًا مع نابولي أو الألمانية لمشاهدته بصفوف فريقه الحالي بايرن ميونخ.

البطولة سيكون بها العديد من اللاعبين الذين يستحقون الاهتمام مثل هيروكي إيتو مدافع شتوتجارت، ريتسو دوان جناح فرايبورج، يوكيناري سوجاوارا مدافع فينورد ولي كانج إن نجم باريس سان جيرمان الشاب.

بالطبع مواهب القارات الأخرى أكثر شهرة وقيمة سوقية من كل هؤلاء، ولكن قارة آسيا تستحق الحصول على اهتمام أكثر من ذلك!

تتمتع تركيا بموقع جغرافي استراتيجي يصل بين قارتي آسيا وأوروبا، ولكنها تفضل المشاركة في المسابقات الأوروبية بعيدًا عن القارة الصفراء.

تركيا حتى الآن ليس لها أي إنجازات على الصعيد القاري في بطولات اليورو، فهل تفعل مثلما قامت به أستراليا؟

روسيا أيضًا نفس القصة حيث تقع مساحتها الأكبر في قارة آسيا بنسبة60% مقابل 40% فقط في أوروبا وتفضل المشاركة في بطولات القارة العجوز.

ظاهرة أخرى في كأس أمم آسيا وهي غياب إسرائيل التي حصلت على لقب البطولة في 1964 على حساب الهند.

البطولة كانت فريدة من نوعها بعدما أعلن 11 منتخبًا عن انسحابهم الكامل من خوض مرحلة التصفيات بسبب المشاكل السياسية مع إسرائيل البلد المستضيف للبطولة.

وحصل الفريق على اللقب بمشاركة 4 منتخبات فقط، وبسبب ظهور العديد من الأزمات قررت إسرائيل التوجه إلى قارة أوروبا للمشاركة في مسابقاتها وهو الأمر الذي وافق عليه الاتحاد الأوروبي في عام 1992.