guardiola-amorim-vincent-companyGoal

القفص الذهبي: نجوم أغنى من أن يتم بيعهم .. ورطة برشلونة لم تؤثر في كبار أوروبا!

انتهى الميركاتو الصيفي في أوروبا بحلوه ومره، لكنه يظل واحدًا من أقوى موسم الانتقالات نظرًا لحالة النشاط التي سيطرت على الأندية الكبرى من أجل تعزيز صفوفها بأفضل العناصر والوصول إلى القائمة المثالية.

بشكل أو بآخر كان ما حققه باريس سان جيرمان في الموسم الاستثنائي الأخير الذي حقق خلاله الخماسية، هو المحرك الأساسي لأندية أوروبا في الميركاتو، فرأينا الكل يبحث عن الكمال، على أمل تقوية صفوفه والسيطرة على البطولات المحلية ولم لا الوصول إلى منصات التتويج القارية.

لكن، في خضم هذه المعركة الشرسة بالميركاتو، برزت ظاهرة لافتة أثارت الكثير من الجدل، عندما شاهدنا عددًا من اللاعبين المميزين أصحاب العقود الضخمة والرواتب الفلكية، معلقين بدون تحديد مصيرهم، فناديهم يريد رفعهم من القوائم والتخلص من رواتبهم الضخمة من أجل إضافة أسماء أخرى بديلة، وفي ذات الوقت يرفض التفريط في خدماتهم بأسعار زهيدة!

هؤلاء اللاعبين وجدوا أنفسهم وكأنهم في قفص ذهبي، حيث خرجوا فجأة من حسابات أنديتهم الأصلية، ولم يكن أمامهم وسيلة سوى الانتقال بنظام الإعارة إلى فرق أخرى، ليس لأن مستواهم الفني لا يؤهلهم، بل لأن أنديتهم لم تعد ترغب فيهم، وفي ذات الوقت لا تستطيع التخلص منهم بسهولة.

ومن أبرز الأمثلة على فشل هذا النموذج، اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو، الذي انتقل إلى برشلونة بصفقة تاريخية، ثم أُعير إلى بايرن ميونخ، قبل أن يُباع لاحقًا بسعر منخفض جدًا، هذه القصة تلخص كيف يمكن أن تتحول صفقة واعدة إلى عبء مالي وفني، حين تغيب الرؤية وتُغلب العاطفة على الحسابات.

  • راشفوردGetty Images

    خلل فني في إدارة الأندية الكبرى

    ظاهرة "اللاعبين العالقين" لم تعد مجرد حالات فردية، بل أصبحت مؤشرًا على خلل هيكلي في إدارة الأندية الكبرى، ومع تغير موازين السوق، يبدو أن الإعارة ستتحول من حل يائس إلى استراتيجية أساسية، في عصر أصبح فيه اللاعب أغلى من أن يُباع، وأثقل من أن يُحتفظ به.

    الصفقة الأبرز كانت انتقال ماركوس راشفورد إلى برشلونة، قادمًا من مانشستر يونايتد، وذلك بعد 5 أشهر فقط من إعارته السابقة إلى أستون فيلا، ورغم أن المهاجم الإنجليزي قدم صورة جيدة مع "الفيلانز"، إلا أن رغبة روبن أموريم مدرب الفريق في إقصاء ماركوس أهدت الصفة إلى البارسا.

    رأينا أيضًا جاك جريليش جناح مانشستر سيتي الذي خرج بحثًا عن فرصة للمشاركة مع إيفرتون، وكذلك ضمن توتنهام انتظام جواو بالينيا في صفوفه حتى نهاية الموسم الجديد بعقد إعارة من بايرن ميونخ مع بند الشراء النهائي.

    أما الإنجليزي جادون سانشو، فهو النموذج الأكثر وضوحًا على ظاهرة الإعارات المتكررة، فقد انضم إلى اليونايتد صيف 2021، ومنذ ذلك الحين خرج معارًا إلى 3 أندية مختلفة، بوروسيا دورتموند وتشيلسي وأخيرًا أستون فيلا، في واحدة من أغرب الصفقات بالسوق الأوروبية.

  • إعلان
  • صفقات تحت الضغط!

    تعود جذور هذه الظاهرة إلى عدة أسباب متشابكة، أبرزها الضغط الجماهيري والإعلامي الذي يدفع الأندية الكبرى إلى إبرام صفقات ضخمة دون دراسة كافية لطبيعة احتياجاتها.

    وفي كثير من الأحيان، تكون هذه التعاقدات نتيجة تقييمات خاطئة من الكشافين، أو رغبة في مجاراة المنافسين دون النظر إلى احتياجات الفريق الحقيقية.

     لكن الأخطر من ذلك، أن هذه الصفقات غالبًا ما تُبرم بعقود طويلة الأمد وبرواتب مرتفعة، تضمن للاعب مستقبلًا ماليًا مريحًا، لكنها في المقابل تقلل من حافزه للتطور أو القتال من أجل مكانه في التشكيلة الأساسية.

  • Valencia CF v Aston Villa - Pre Season FriendlyGetty Images Sport

    الإعارة: حل مؤقت أم عبء دائم؟!

    تلجأ الأندية إلى نظام الإعارة كحل مؤقت للتخلص من اللاعبين غير المرغوب فيهم، لكنها في الواقع تتحمل جزءًا كبيرًا من رواتبهم، ما يثقل كاهل الميزانية ويؤثر على قدرتها في التعاقد مع لاعبين جدد.

    الإعارة في حد ذاتها لا تكون مجانية لكنها تكون بمقابل زهيد، وغالبًا ما تؤدي إلى انخفاض القيمة السوقية للاعب، مما يصعب بيعه لاحقًا بسعر مناسب، إلا إذا نجح اللاعب المعار في فريقه الجديد وفرض نفسه بقوة.

    هذا النموذج المالي غير المستدام يتعارض أيضًا مع قوانين اللعب المالي النظيف، التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الأندية، بضرورة ضبط الإنفاق بما يتناسب مع الإيرادات، وهو ما يضعها في مأزق حقيقي.

    من جهة أخرى، يجد اللاعب نفسه في موقف معقد أيضًا، فيكون حائرًا بين رغبته في الاحتفاظ بمميزات العقد الضخم الذي يربطه بناديه والذي يمنحه رفاهية مالية قد تجعله غير مكترث بالمشاركة الفعلية في المباريات.

    وهناك كثير بل أغلبية اللاعبين يرفضون تخفيض رواتبهم للانتقال حال الإعارة، وذلك كوسيلة للضغط من أجل الانتقال بشكل دائم إلى وجهة جديدة، ومنهم من يفضل البقاء في الظل على حساب مسيرته الرياضية.

    لذلك قد تكون الإعارة فرصة مثالية لإنقاذ المسيرة، لكنها في كثير من الحالات تتحول إلى مجرد محطة مؤقتة لا تضيف شيئًا جديدًا.

  • مستقبل السوق: هل تتوسع الظاهرة؟

    السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، هو ما مصير هذه الظاهرة التي توسعت بشكل كبير، خصوصًا مع دخول الدوري السعودي بقوة على خط المنافسة ورفع سقف الرواتب بشكل غير مسبوق، حيث باتت الأندية الأوروبية تواجه تحديًا جديدًا في الحفاظ على لاعبيها والاستفادة من وراء رحيلهم.

    في الوقت نفسه، تزداد صرامة القوانين المالية داخل أوروبا، ما يدفع الأندية إلى التفكير في الإعارة كاستراتيجية دائمة للتخلص من الأعباء المالية. هذا التحول قد يؤدي إلى زيادة عدد "اللاعبين العالقين"، الذين لا يُباعون ولا يُستفاد منهم، بل يُرحّلون مؤقتًا دون حل جذري.