العين الخبيرة والمثل الأعلى للجيل.. أسباب تجعل كلوب وزيدان الأقرب لتدريب ألمانيا وفرنسا

تجربة يورجن كلوب مع بوروسيا دورتموند وكذلك ليفربول كانتا شبيهتين في قضية أنهما ثنائي عملاق بمرور الوقت عانى من انهيار وقام هو بإعادتهما إلى الطريق الصحيح.

الأمر نفسه يتكرر حاليًا مع منتخب ألمانيا، بطل العالم 2014 عاد إلى الخلف كثيرًا مع يواخيم لوف في الست سنوات الأخيرة، ولا يحتاج سوى ساحر لإعادته بأقل الإمكانيات إلى الطريق الصحيح.

ومن غيره؟ تخصص انتشال الكبار من الوحل إلى القمة.. إنه يورجن كلوب.

في تصريحات من قبل، أعلن زين الدين زيدان أنه يحلم بتدريب منتخب فرنسا في يومٍ من الأيام، وأكد أنه سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق تلك الغاية.

من المعروف أن زيزو من الشخصيات التي تسعى وتنجح دومًا في تحقيق أهدافها، ومع قلة الأسماء المرشحة لخلافة ديشان إن رحل، بالطبع سيكون هو الأوفر حظًا لتحقيق حلمه الأكبر.

الواقع أن يواخيم لوف باتت أفكاره قديمة وبلا جدوى تذكر، مع الوضع في الاعتبار أن الجيل الحالي للاعبين الألمان ليس الأفضل أبدًا بل هناك قصور في عديد من المراكز وقلة في المواهب التي يمكنها صناعة الفارق، وخصوصًا في الشق الدفاعي وفي مركز المهاجم الصريح.

يبدو أن كلوب هو الشخص الوحيد القادر على تطويع الإمكانيات المتوسطة الحالية لمنتخب ألمانيا وإخراج أحسن ما في أولئك اللاعبين، لا سيما وأن اعتماد المدرب الفيلسوف دائمًا على الجماعية لا على الأفراد.

يحظى زيدان بشعبية جارفة بين لاعبي منتخب فرنسا، حتى أنه وعند سؤال أغلبهم من هو مثلك الأعلى فحتمًا سيقول زيزو، فماذا إن اتحد هذا العشق مع أفكار تدريبية مميزة؟

ما يميز زيدان أنه مدرب جيد بدون شك، ليس كالأسطورة مارادونا مثلًا، شخصية استثنائية ولكن بلا أفكار، أما الفرنسي فجمع الأمرين سويًا، ومع عشق اللاعبين لشخصه وإيمانهم بأفكاره فالنتيجة قد تكون نجاحًا مطلقًا.

من كان يصدق أن ألكسندر أرنولد سيصبح من أفضل ظهراء الجبهة اليُمنى في العالم؟ ومن كان يصدق أن محمد صلاح سيتحول إلى تلك الماكينة التهديفية؟ إن كل ذلك يأتي في المقام الأول بفضل العين الخبيرة ليورجن كلوب.

مع بلد تتسم بمنح الفرصة للاعبين الشباب، فحقًا كلوب سيكون اختيارًا مثاليًأ، فما يمكن أن يمنحه المدرب من اكتشافات للاعبين شباب وفرص من شأنها أن تُغير واقع الجيل الألماني الكروي الحالي 180 درجة.

بالنظر إلى تاريخ زيدان التدريبي، فيبدو أن الفرنسي من أفضل المدربين في العالم في العمل ببطولات خروج المغلوب، ما يتناسب بشكل مثالي مع تدريب المنتخبات.

تتطلب بطولات كاليورو وكأس العالم مدربًا خبيرًا في التعامل في الأوقات الصعبة أمام المنافسين الكبار في الأدوار الإقصائية، فما بين القدرة التكتيكية من جهة، والقدرة على منح اللاعبين الأمل والعزم.

لا يوجد أعظم من ثلاث بطولات لدوري أبطال أوروبا لتؤكد هذه الحقيقة، ولا عجب أن كريستيانو رونالدو حتى الآن لم يحقق مع يوفنتوس ذات الأذنين، فما افتقده من زيزو فنيًا وبدنيًا لا يعوض أبدًا.

النظرة إلى كلوب دائمًا هي أنه شخص يعشق التحديات الجديدة، فمن ماينتس في الدرجة الثانية إلى دورتموند لمنافسة بايرن ميونخ ثم إلى ليفربول لإعادته إلى خارطة الكبار.

ما الذي ينقص كلوب حقًا؟ لقد حقق دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي والألماني، تعامل مع نجوم ولاعبين شباب، ما الأمر الذي قد يجذبه لتجربة ما بعد انتهاء مرحلته في ليفربول؟

العمل مع منتخب ألمانيا حيث الشعور الوطني وبطولات كأس العالم واليورو وقيادة الجيل الألماني هو تحدٍ جديد بكل المقاييس على كلوب قد يجذبه حقًا للمانشافت.

من ضمن ما قد يُزيد من رغبة زين الدين زيدان في تولي تدريب منتخب الديوك هو فكرة "الحفاظ على النجاح" التي دائمًا ما تكون أصعب من الوصول للنجاح نفسه.

منتخب فرنسا الآن على القمة، هناك بعض الانتقادات للطريقة التي انتهجها ديديه ديشان في كأس العالم وكانت دفاعية، فماذا إن أتى زيزو وغيّر الفلسفة إلى هجومية وقدّم كرة قدم ممتعة كالتي يقدمها مع ريال مدريد؟

الحقيقة أنه تحدٍ جديد أيضًا لأسطورة كرة القدم الفرنسية من الممكن أن يُبرهن من خلاله استثنائيته في قدرته على العمل مع نخبة لاعبي العالم وإخراج أفضل ما فيهم بدون أي أزمات، تمامًا كما فعل في ريال مدريد.

السؤال المطروح حقًا هو من أفضل من زيدان وكلوب لتدريب فرنسا وألمانيا؟ إذا تم الأخذ في الاعتبار أن الدولتين من هواة التعاقد مع مدربين محليين لا أجانب.

في فرنسا لا توجد أسماء استثنائية بقدر زيدان أبدًا قد يطمئن اتحاد الكرة على المنتخب ونظامه معها، وفي ألمانيا فحتى في وجود توخيل وناجلسمان، يظل كلوب الأكثر خبرة والمدرب الذي يحظى باحترام الجميع هناك.