أدمن المخدرات وعضو بعصابة برازيلية .. حكايات ميشيل لاعب الهلال

شهدت نشأة ميشيل صعوبات كبيرة جدًا، حيث نشأ في حي فقير يعرف بـ"الفافيلا" بالبرازيل، وهو الحي المعروف بالمخدرات وجرائم القتل.

تلك النشأة جعلت ديلجادو ينشأ بطريقة غير جيدة بالمرة، حيث وجد جميع يتاجر ويتعاطى المخدرات، وأيضًا العصابات تقوم بجرائم قتل وغيرها من الأمور غير القانونية.

وفقًا لما جاء في صحيفة "esportes" البرازيلية، فإنه عندما كان يبلغ ميشيل من العمر 13 عامًا فقط، بدأ يرتاد أوكار المخدرات، وعمل فيها حيث تعاطاها وقام أيضًا ببيعها، بالإضافة إلى أنه كان كثير تناول الكحول.

وبدأ ديلجادو يرافق العصابات العنيفة ويرتكب السرقات والأمور غير القانونية، كما أنه كان يحمل مسدسًا يستخدمه للدفاع عن نفسه.

أمسك ديلجادو بمسدسه وكاد أن يُنهي حياته، بالرغم أنه كان مازال فتى صغير وأمامه مستقبل كبير، ولكن حالة اليأس كادت أن تتمالك منه.

السبب في التفكير في الانتحار، هو رغبته في عدم الانتظار لحين قيام الشرطة بقتله في إحدى المداهمات، ولكن الفتى تراجع عن قراره في اللحظات الأخيرة.

وذكرت صحيفة صحيفة "esportes" البرازيلية، أنه على المستوى الدراسي كان ميشيل لا ينجح، حيث رسب في الصف الثالث الإبتدائي، ومع ذلك معلمه في المدرسة، طلب من والده مانويل أن يوقع تفويضًا للمدرسة من أجل تمثيلها ببطولة كرة قدم.

والد ميشيل كان غاضبًا من رسوب نجله، وكان يرفض أن يلعب كرة القدم، ولكن شقيقه أقنعه بترك ديلجادو يلعب كرة القدم، وهذا ما حدث بالفعل، وتألق وقتها رفقة فريق مدرسته.

دائمًا ما كانت تطارد الأجهزة الأمنية ميشيل ديلجادو، بسبب عمله في المخدرات، بالإضافة إلى مشاركته مع عصابته في جرائم عديدة سواء القتل أو السرقة.

وحينما قامت الشرطة بمطاردته وإطلاق النار عليه، قرر الفتى البرازيلي أن يرحل من فافيلا لينتقل إلى مدينة جويانيا.

مانويل ميسياس دي أوليفيرا؛ والد ميشيل يحكي ما حدث، حيث قال: "كنت في مدينة بوكسوريو، وتلقيت مكالمة من ميشيل، كان يبكي وخائف جدًا، حيث كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط.

والد ميشيل قال خلال تصريحات لصحيفة "esportes" البرازيلية: "ميشيل كان خائفًا من الموت، بعد أن علم بمقتل تاجر المخدرات الذي كان يتقاسم السكن معه في مدينة جويانيا".

وواصل: "الجريمة كانت عبارة عن تصفية حسابات لتجارة المخدرات، وميشيل كان يعلم أن مصيره يمكن أن يكون مثله، وهنا بدأ ميشيل مشوار التغيير".

وفقًا لما ذكره والده، فإن ميشيل توجه إلى جوياش من أجل العيش مع ابن عمه وعمته، حيث نجحوا في أن يصبحوا نقطة تحول في حياة ديلجادو.

ميشيل اهتم بكرة القدم أكثر، ولعب في أندية مونتي كريستو وجويانيا، إلى أن تم تعاقده مع جوياش عام 2017، وساعده المغني أمادو باتيستا، أول فرصة كبيرة في مسيرته.

ميشيل كان يلعب رفقة العاملين في مزرعة أمادو باتيستا، والمغني شاهده وأعجب بقدراته، مما دفعه لاستغلال علاقاته لمساعدة الشاب ديلجادو.

هارلي مينيديز نائب رئيس نادي جوياش قال: "كنت في طريقي لمغادرة المنزل، وجدت أمادو باتيستا يتصل بي يقول لي أن هناك لاعب صغير ولكنه مميز للغاية، سريع ومراوغ ويمتلك إمكانيات رائعة".

وواصل: "في اليوم التالي تواصلت مع أمادو، وذهبت له لمشاهدة ميشيل، وبالفعل وجدت كلامه كله صحيح، وقتها قمت بالتعاقد معه لمدة 5 سنوات".

بعدها تألق ميشيل مع جوياش، وقدم مستويات مذهلة للغاية، حتى شاهده البرتغالي جورج جيسوس؛ المدير الفني السابق لفلامنجو، ليبدي إعجابه بقدراته ويطلب بالتعاقد معه، وهذا ما حدث بالفعل.

يروي ميشيل بنفسه محاولة قتله، حيث قال في لقاء تليفزيوني: "تعرضت لانتقادات كثيرة، عامل التوصيل أراد أن يضع سم لي في الطعام، ولكني قابلت الشر بالخير".

وتابع: "الأمر تعدى المتعارف عليه، في يوم طلبت وجبة من إحدى المطاعم، وجدت عامل التوصيل يقول لي لو كنت أعلم أنك صاحب الطلب لوضعت لك سم فئران، وقتها لم أرد بالإساءة، بل تركته ودخلت للمنزل".

ميشيل انتقل إلى الهلال خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، بعد اتفاق بين النادي السعودي وفلامنجو، ليصبح ميشيل لاعبًا في صفوف الزعيم.

يضع مايكل عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أغنية يعتز بها وهي تحمل اسم "انتصار الفافيلا"، للمغني إم سي دريم، في إشارة لقصة نجاحه على المصاعب التي واجهته في حياته.