Ansu Fati Monaco 2025 26Getty Images/Calciomercato

أخطر بديل في العالم: انسوا الإصابات.. فاتي يحول انتقاله لموناكو إلى سرقة القرن!

في ليلة للنسيان لنادي موناكو، التي انتهت بخسارة قاسية بنتيجة 3-1 أمام لوريان، كان هناك ضوء وحيد في نهاية النفق المظلم، ضوء يحمل اسم أنسو فاتي. 

اللاعب الذي كان يومًا وريث عرش ميسي في برشلونة قبل أن تسحقه الإصابات، بدأ رحلة العودة إلى الحياة من جديد في الدوري الفرنسي.

ففي الدقائق القليلة التي شارك فيها، واصل فاتي عادته الجديدة والمذهلة: تسجيل الأهداف، هذه الفعالية الخارقة لا تضعه فقط كأفضل لاعبي فريقه حاليًا، بل تفتح الباب أمام نقاش أكبر حول مستقبل اللاعب، واحتمالية أن يكون موناكو على وشك إتمام واحدة من أذكى الصفقات وأكثرها ربحية في تاريخ كرة القدم الحديثة، على حساب ناديه الأم برشلونة. 

  • Club Brugge KV v AS Monaco - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    لعنة البطاقة الحمراء.. كيف أخّر طرد كيرير انفجار فاتي؟

    كان من المفترض أن تكون مباراة لوريان هي المحطة التالية في خطة تجهيز أنسو فاتي المدروسة، فبعد أن شارك لـ 28 دقيقة أمام كلوب بروج، ثم 45 دقيقة كاملة أمام ميتز سجل فيها هدفين، كان من المتوقع أن يحصل على دقائق أكثر أمام لوريان.

    لكن خطط المدرب أدي هوتر انهارت تمامًا في الدقيقة 38، عندما ارتكب المدافع تيلو كيرير، لاعب باريس سان جيرمان السابق، خطأً ساذجًا ليحصل على البطاقة الصفراء الثانية ويُطرد من الملعب. 

    هذا الطرد المبكر أجبر المدرب على إعادة ترتيب أوراقه بشكل دفاعي، وتأجيل الدفع بورقته الهجومية الرابحة، أنسو فاتي، حيث لم يتمكن نجم برشلونة المعار من الدخول إلا في الدقيقة 65، حينها كان فريقه متأخرًا بهدف نظيف ويلعب بعشرة لاعبين، في مهمة شبه مستحيلة. 

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-MONACO-METZAFP

    قاتل مأجور في 97 دقيقة.. الأرقام لا تكذب

    على الرغم من الظروف الصعبة التي يشارك فيها كبديل، إلا أن أرقام فاتي هذا الموسم تقترب من الخيال.

    فبعد هدفه في شباك لوريان، وصل فاتي إلى هدفه الرابع في 97 دقيقة فقط من اللعب بقميص موناكو. 

    بتفصيل أدق: سجل هدفًا في 27 دقيقة ضد كلوب بروج، وسجل ثنائية في 45 دقيقة ضد ميتز، ثم أضاف هدفًا في 25 دقيقة ضد لوريان. 

    هذا يعني أن فاتي يسجل هدفًا كل 24 دقيقة في المتوسط، وهو معدل تهديفي لا يملكه إلا كبار هدافي العالم.

    هذه الأرقام تثبت أن فاتي لم يفقد أبدًا حاسته التهديفية الفطرية وقدرته على التمركز وإنهاء الهجمات، بل كان يحتاج فقط إلى فرصة للعب بعيدًا عن الضغوط الهائلة التي تعرض لها في برشلونة. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-MONACO-METZAFP

    ما وراء الهدف.. شخصية تظهر في الأوقات الصعبة

    بتحليل أدائه في الـ 25 دقيقة التي لعبها ضد لوريان، نجد أنه لم يكن الأداء الأجمل فنيًا، فقد فشل في إكمال أي مراوغة ناجحة، وكانت دقة تمريراته متواضعة (73%)، ولم يصنع أي فرصة لزملائه. 

    كان تأثيره يكمن في مكان آخر، ففي الدقيقة 97، ومع خسارة فريقه 3-0، تحصل الفريق على ركلة جزاء، فتقدم فاتي بثقة كاملة لتحمل المسؤولية وسددها بنجاح. 

    تسجيله لهدف شرفي في هذا التوقيت المتأخر، وفي مباراة محسومة، يظهر مدى رغبته في التسجيل، وتعطشه لإثبات الذات، وشخصيته التي لا تستسلم حتى صافرة النهاية، وهي السمات التي افتقدها موناكو في هذه الليلة. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-MONACO-METZAFP

    صفقة الموسم؟.. برشلونة قد يندم كثيرًا

    وهنا نصل إلى النقطة الأهم في قصة فاتي وموناكو، لقد انتقل النجم الإسباني على سبيل الإعارة مع خيار شراء غير إلزامي. 

    ورغم أن الرقم الرسمي لم يُعلن، إلا أن كل التقارير تشير إلى أنه شرط رخيص نسبيًا في عالم كرة القدم اليوم بحوالي 15 مليون يورو أو أقل.

    إذا استمر فاتي على هذا المنوال من التطور والتهديف، ونجح في تسجيل 15 أو 20 هدفًا هذا الموسم، فإن تفعيل موناكو لهذا البند سيكون بمثابة سرقة القرن.

    الحصول على لاعب بجودة فاتي، الذي لا يزال يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، بهذا المبلغ المنخفض، سيمثل صفقة تاريخية لموناكو، وفي المقابل، قد يجد برشلونة نفسه في موقف لا يحسد عليه، وهو يرى الموهبة التي كانت يومًا مستقبل النادي تتألق بعيدًا عنه، بسبب قرار قد يندمون عليه لسنوات طويلة. 

  • FatiGetty Images

    بيت القصيد

    بيت القصيد هو أن أنسو فاتي يخوض معركة شخصية لإعادة إحياء مسيرته، ويبدو أنه بدأ يكسبها. 

    لقد أثبت في 97 دقيقة فقط أنه ما زال يمتلك الموهبة الفذة التي جعلت العالم يتحدث عنه وهو في السابعة عشرة من عمره. 

    انتقاله لموناكو لم يكن هروبًا، بل كان بحثًا عن بيئة صحية تعيد له الثقة التي فقدها بسبب الإصابات. 

    صحيح أن موناكو خسر المباراة، لكنه على المدى الطويل قد يكون ربح ما هو أهم بكثير: نجم عالمي بسعر لاعب شاب، وبرشلونة هو من سيدفع الثمن.