أفضل منتخبات يورو 2020 حتى الآن: تقدم لبلجيكا وإيطاليا وتراجع منطقي لفرنسا

أداء مروع للغاية من منتخب تركيا، ثلاث مباريات استقبلوا فيها تسعة أهداف، إلى جانب تسجيل هدف يتيم وتوديع من الباب الضيق، الأتراك تقريبًا هم أسوأ من لعبوا في يورو 2020.

حاول منتخب مقدونيا على قدر إمكانياته، ورغم الهزيمة في ثلاث مباريات لكنه أظهر بعض اللمحات الجيدة لمنتخب جديد على مثل هذه المنافسات الضخمة، بطولة مشرفة لزملاء بانديف.

إلى متى ستظل بولندا مخيبة للآمال في البطولات الكبرى؟

منتخب بولندا لم يفلح في عبور المجموعات في آخر خمس بطولات (كأس العالم واليورو) إلا مرة واحدة، والآن تتكرر المأساة مجددًا.

لم تفلح جهود روبرت ليفاندوفسكي في صناعة الفارق، أحرز القائد ثلاثة أهداف ولكن بلاده خسرت من السويد وسلوفاكيا واكتفت بتعادل مع إسبانيا، لتودع مبكرًا كما هي عادتها.

قد لا تكون الطريقة التي وصلت بها سلوفاكيا إلى يورو 2020 قد أثارت إعجاب الكثيرين، لكن في الواقع أن الطريقة التي لعبوا بها أمام بولندا وأوقفوا قوة روبرت ليفاندوفسكي بها في أول مباراة بالبطولة، كانت أحد أفضل العروض التكتيكية حتى الآن.

خيبة أمل كبيرة بعد بداية مثالية أمام بولندا، هزيمتان من السويد وإسبانيا، والأخيرة تحديدًا كانت قاسية بخماسية، لتفشل سلوفاكيا في التواجد وسط الأربعة الثوالث الأفضل وتودع مبكرًا.

ليس هذا منتخب روسيا الذي بهر العالم بما قدمه في كأس العالم 2018 وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نصف النهائي، أداء مخيب للآمال للغاية في أول مباراة أمام بلجيكا.

ورغم العودة بشكل نسبي أمام فنلندا، لكن خيبة أمل كبرى أمام الدنمارك وضياع لتأهل كان في المتناول، فارق شاسع بين روسيا 2018 وروسيا اليوم.

من المؤسف الطريقة التي آلت بها الأمور مع منتخب اسكتلندا، فبدلًا من التأهل عجزوا عن الفوز في أي مباراة رغم تقديمهم لأداء هجومي مميز أمام التشيك ونديتهم أمام كرواتيا وإنجلترا.

استحقت اسكتلندا أكثر مما جنت، لكن الخبرة كانت العامل المؤثر الذي استغلته التشيك وخطفت الورقة من نظيرتها.

للأسف، الظهور الأول لمنتخب فنلندا في بطولة كبرى بتاريخه سيذكره الناس بالأحداث المأساوية، بعدما تعرض كريستيان إريكسن لأزمة قلبية في أولى جولات دور المجموعات من هذا اليورو.

يمكن القول أن مشاركة فنلندا كانت جيدة بالفوز على الجار الدنمارك ثم الهزيمة المنطقية من روسيا وبلجيكا، احتلال المرتبة الثالثة في أول مشاركة من هذا النوع والاقتراب من التأهل إنجاز كبير بكل الأحوال.

لم يكن أشد المتفائلين من المجريين يتوقع أن يكون منتخب بلاده شوكة في حلق الكبار في يورو 2020 إلى هذا الحد.

أمام ثلاثي بحجم البرتغال وفرنسا وألمانيا قاتلت المجر بكل قوة ونجحت في اقتناص نقطتين، ربما لو صمدت أكثر أمام الألمان لكانت الآن في دور الـ16، لكن فارق الخبرة والتجربة حسموا الأمور لكتيبة يواخيم لوف.

بقيادة جاريث بيل، نجحت ويلز في الفوز على تركيا بعد النقطة المهمة التي اقتنصتها بصعوبة من سويسرا، ورغم الهزيمة من إيطاليا، لكن وصلوا إلى ثمن النهائي.

الأمور جيدة في ويلز وكل شيء يدعو للتفاؤل حتى وإن كان الأداء أقل مما كان عليه في 2016 بصورة واضحة.

يمكن تصنيف أوكرانيا بأنها المنتخب "اللغز" في مسابقة اليورو حقًا، وبعد أول مباراة أمام هولندا والهزيمة بثلاثة أهداف لهدفين، ازداد هذا اللغز كثيرًا.

في النهاية، تعاطف القدر مع أوكرانيا ومنحها التأهل إلى دور الـ16 من ضمن أفضل الثوالث، والقدر يمنحهم الآن فرصة للذهاب بعيدًا قياسًا بمواجهة السويد التي تبدو متوازنة إلى حد كبير.

رغم أن الفوز على مقدونيا الشمالية هو الأول لمنتخب النمسا في تاريخ مشاركاته باليورو، إلا أنه أظهر أن هذا المنتخب يستطيع التقدم بقوة في هذه البطولة.

ورغم البداية المميزة لزملاء دافيد ألابا أمام مقدونيا، لم تسر الأمور كالمتوقع أمام هولندا، ثم عاد الفريق واستعاد توازنه بالفوز على أوكرانيا والتأهل، ولكن مهمة صعبة للغاية تنتظرهم أمام إيطاليا.

لم تقدم وصيفة بطل العالم الأداء المنتظر منها أبدًا في الافتتاح أمام إنجلترا، وكانت الهزيمة بهدف نظيف مع قلة المحاولات على مرمى بيكفورد دليلًا على المعاناة حقًا لزملاء لوكا مودريتش.

بداية غير جيدة لكن الإنقاذ في النهاية أتى عبر لوكا مودريتش، كرواتيا في مهمة ستكون صعبة للغاية أمام إسبانيا، والمواصلة بنفس طريقة دور المجموعات يبدد حظوظها في الذهاب بعيدًا باليورو.

التعادل أمام ويلز في افتتاح المجموعة لم يكن الأسوأ لكتيبة المدرب بيتكوفيتش، ولكن في الحقيقة هم فعلوا الكثير وكانوا يستحقون الخروج بالنقاط الثلاث.

رغم أن النتائج لم تخدم سويسرا كثيرًا أو تعبر عن أدائهم المميز، لكن أتت المكافأة بالتأهل كأفضل ثالث، والمواجهة ستكون صعبة للغاية أمام الجار فرنسا.

خالص الدعوات والأمنيات لكريستيان إريكسن بالشفاء العاجل والعودة للملاعب مجددًا.

بعد مأساة إريكسن، ابتسم القدر للدنمارك وعوضها، وبات المنتخب الأول الذي يتأهل إلى ثمن النهائي رغم هزيمته في أول مباراتين.

الأمور في متناول المنتخب الشاب أمام ويلز، يمكنهم أن يذهبوا بعيدًا بروح إريكسن حقًا.

نادرًا ما تم ذكر منتخب التشيك على أنهم حصان أسود قبل بدء البطولة، ولكن كان هناك كثير من الأشياء المثيرة للإعجاب في فوزهم على اسكتلندا، حتى لو استقبلوا الكثير من الفرص في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة.

رغم تراجع النتائج المنطقي بعد ذلك، يتوقع الكثير من التشيك في مواجهة هولندا، خصوصًا مع القوة التي أظهروها دفاعيًا في المجموعات.

الحصان الأسود الحقيقي حتى الآن هو منتخب السويد، تعادل مع إسبانيا وفوزين على سلوفاكيا وبولندا كفل لهم التأهل في الصدارة على حساب كتيبة لويس إنريكي.

قوة زملاء ألكسندر إيزاك لا يستهان بها أبدًا، ومواجهتهم أمام أوكرانيا المتوازنة تزيد من حظوظهم في بلوغ ربع النهائي.

أمام البرتغال، كشرت ألمانيا عن أنيابها بقوة، ثم عادت بأداء مخيب للآمال أمام المجر وصعود بشق الأنفس.

لا يمكن المراهنة على منتخب ألمانيا بالنظر إلى مستواه المتذبذب، ربما سيكون الاختبار أمام إنجلترا هو الحاسم في ويمبلي لحقيقة كتيبة يواخيم لوف.

حامل اللقب كانت عليه آمال كبيرة في أن يذهب بعيدًا بالبطولة، لكن بعد الأداء أمام ألمانيا وفرنسا هناك شكوك كثيرة.

الحقيقة أن الطريقة الدفاعية للمدرب سانتوس عليها علامات استفهام، ومن الصعب أن ينقذه رونالدو في كل مرة، ولكن تظل الأسماء الموجودة في قائمة البرتغال قادرة على الذهاب بعيدًا حتى لو اصطدمت ببلجيكا مبكرًا.

هل تكون هولندا من ضمن المنتخبات الممتعة في يورو 2020؟ نعم، ولكن هل هي مرشحة للفوز باللقب؟ على الأغلب لا.

كانت الإيجابيات والسلبيات واضحة في كتيبة فرانك دي بور خلال دور المجموعات، لكن في سبيل المضي قدمًا في هذه البطولة، عليهم إظهار المزيد من الصلابة.

انتقادات كثيرة تعرض لها منتخب إسبانيا بسبب العجز عن التهديف، ورغم ذلك تمسك لويس إنريكي بألفارو موراتا في مركز المهاجم الصريح.

بالنهاية، تمكن الماتادور من التكشير عن أنيابه بنجاح شديد أمام سلوفاكيا بخماسية، ووجه للجميع رسالة أن النجاعة التهديفية انتهت وأنهم قادمون بقوة للمنافسة على لقب اليورو.

ليس هذا هو الأداء المتوقع أبدًا من منتخب يحتوي على الأسماء الموجودة في قائمة منتخب إنجلترا، فوزان وتعادل سلبي، وهدفان فقط من توقيع رحيم ستيرلينج.

رغم كل شيء يقال أن البطولات كاليورو تكسب ولا تلعب، التحدي الآن أمام إنجلترا في ويمبلي، هل ينجح ساوثجيت في تأكيد حقيقة أن الأداء غير مهم والفوز هو الأهم؟ هذا ما سيعرف أمام المانشافت.

تراجع منطقي لأبطال العالم في ترتيب الأفضل، فليس هذا هو أداء منتخب دعائمه الهجومية مبابي وبنزيما وجريزمان ومن خلفهم بول بوجبا.

التعادل مع المجر رغم فارق الإمكانيات والعقم الهجومي رغم الأسماء يطرح الكثير من الأسئلة حول قدرة ديدييه ديشان على قيادة الديوك بعيدًا في اليورو.

على الرغم من مسيرتهم الطويلة التي لم يهزموا فيها، لا تزال هناك بعض الأسئلة التي احتاجت إيطاليا للإجابة عليها عندما استهلوا البطولة ضد تركيا، وبالفعل قدموا أحد العروض الرائعة في الجولة الافتتاحية من المباريات للفوز 3-0.

منتخب إيطاليا من القلائل الثابتين على نفس المستوى، ثلاثيتان في شباك سويسرا وويلز وأداء مميز من كتيبة روبيرتو مانشيني.

السؤال الآن، هل تتحقق نبوءة لوف مدرب ألمانيا بأن من يبدأ جيدًا لا ينهي اليورو جيدًا أبدًا؟ تحدي الطليان صعب أمام النمسا العنيدة، ولكنه في المتناول، وسيكون هو مفتاح الإجابة.

بعودة كيفن دي بروينه ووجود روميلو لوكاكو وإيدين هازارد، وثبات المستوى البلجيكي إلى حد كبير، تكون كتيبة روبيرتو مارتينيز هي المرشح الأوفر حظًا لليورو.

الواقع أن بلجيكا هي الأقوى كقائمة وأداء حتى الآن رغم الأداء السيئ في شوط وحيد كان أمام الدنمارك، لكن المهارات الفردية تجعل بلجيكا مرشحة فوق العادة.

الاختبار في دور الـ16 قوي للغاية أمام البرتغال، إلا أن زملاء هازارد قادرون بكل المقاييس على التغلب على زملاء الدون رونالدو.