الإجابة الأولى على الأرجح هي لا، والثانية أيضاً، مهما حاولت ستصل إلى نفس النتيجة، فيرجيل فان دايك يقدم مستوى لا يقارن سوى بأساطير اللعبة، أداء لو استمر عليه سيحفر اسمه بينهم بلا شك..
ليس بمجرد جائزة أفضل لاعب في أوروبا ولا حتى جائزتي الأفضل والكرة الذهبية إن حصل عليهما، بل بمستويات مذهلة تحصد إعجاب جميع المتابعين، الجدد والقدامى، والأمر ذاته لبقية اللاعبين.
على الناحية الأخرى ماجواير مدافع مميز للغاية، قد يعتبر أفضل مدافع إنجليزي في هذا الوقت وأحد أفضل 5 في البريميرليج على أقل تقدير، ولكن تشابهات الظروف قد تمنح تطلعات أكثر من اللازم..
لنعد بالشريط إلى الوراء، مدافع واعد يبدأ مسيرته مع الفريق الاول لجرونيجن في 2011، ينتقل منه إلى سلتيك في 2013، ثم إلى ساوثامبتون في 2015، أحد فرق الوسط التي أهدت إلى الكبار والعالم كله مدافعاً من طراز نادر، أغلى مدافع في تاريخ اللعبة لحظة التعاقد معه في يناير 2018 مقابل 75 مليون جنيه استرليني.
يظهر اللاعب دولياً بالتزامن مع ظهوره في البريميرليج، تحديداً في العاشر من أكتوبر 2015 بعد انتقاله إلى ساوثامبتون، يحصد اعتراف الجميع خطوة تلو الأخرى حتى ينتهي به المطاف نجم ليفربول ودرع إنقاذه من مهازل دفاعية عاشها لوقت طويل وكادت أن تنسف مشروع يورجن كلوب بأكمله، ليتحول إلى بطل دوري أبطال أوروبا ووصيف البريميرليج بفارق نقطة واحدة دون أن يتعرض لمراوغة واحدة.




ما الرابط هنا؟ مدافع إنجليزي يصغره بعامين، لم يغادر بلاده وواصل الطور من شيفيلد يونايتد الذي بلغ فريقه الأول في 2011 أيضاً، إلى هال سيتي في 2014 مروراً بإعارة قصيرة في ويجان، يظهر بالتدريج فيلتقطه ليستر سيتي في 2017، قبل أن يجعله أغلى من فان دايك في نهاية المطاف ببيعه لمانشستر يونايتد في الموسم الماضي.
مانشستر الذي عانى كثيراً من كوارث دفاعية بلا مبالغة، صار يمتلك مدافعاً قوياً قادراً على قيادة هذا الخط الخلفي، وصحيح أن التحسن الدفاعي للشياطين الحمر كان واضحاً على مر المباريات الأخيرة، ولكن هذا لا يقودنا إلى أي مكان..
فان دايك كان الركيزة الأهم في انتقالات الريدز، ولكن بظهور كارثة أخرى في الحراسة، تم التعامل معها على الفور، الآن يوجد بعض النواقص الطفيفة في قائمة ليفربول، بعض التحسينات الممكنة، ولكن هل يفتقر الفريق لأي من الأساسيات؟ لا، هل يمكن قول الشيء نفسه عن مانشستر يونايتد؟ مستحيل.
فان دايك أنقذ ليفربول، هذا صحيح، ولكن البيئة التي خلقها يورجن كلوب قد ساهمت بشكل أو بآخر في توحشه، على أقل تقدير ساهمت في إبراز جودته ومميزاته، فمن السهل مدح المدافع حين يفوز الفريقن ولكن حين يخسر، لا يصبح الأمر بنفس السهولة.
هذا لا يعني أن ماجواير أفضل، أو يمكنه أن يصبح أفضل، كل ما يمكن تأكيده أنه يواجه بعض الظروف الأصعب، فان دايك لا يزال أفضل بوضوح، ومن غير المتوقع أن يخسر عرشه في صدارة مدافعي البريميرليج لصالح ماجواير، ولكن إن نجح ماجواير وسط كل تلك الظروف في إحداث تأثير مشابه لتأثير الهولندي، سيستحق كل ما دفع لأجله وربما أكثر.. النجاح في ليفربول مع كلوب يتطلب بذل الكثير من الجهد، ولكن النجاح في مانشستر يونايتد؟ لا أحد يدري ما يتطلبه الأمر تلك الأيام.
