لفت اسم عبد الله الرديف الأنظار خلال مشوار المنتخب السعودي الناجح في بطولة كأس العرب للشباب التي أقيمت في مصر وانتهت بفوز الأخضر الشاب باللقب على حساب الجزائر.
المهاجم المولود عام 2003 نجح في إحراز 4 أهداف ليبدأ الجميع في الحديث عنه وعن موهبته وقدراته وضرورة منحه الفرصة مع الفريق الأول، من هو هذا المهاجم الشاب؟
خليفة سامي الجابر في الهلال
انطلق سامي الجابر من فريق الشباب في الهلال، كان هدافًا لا يشق له غبار في دوري الشباب الذي تُوج هدافًا له برصيد 18 هدفًا في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وقد مُنح فرصة اللعب للفريق الأول عام 1989 ونجح في إحراز هدفه الأول قبل أن يتم تصعيده لينضم للفريق الأول رسميًا عام 1990 وتبدأ هنا مسيرة ذهبية تُوجت بالعديد من الإنجازات الفردية والجماعية.
عبد الله الرديف يسير على نفس الخطوات تقريبًا، فهو أحد خريجي قطاع الشباب في الهلال وقد نجح في إحراز 16 هدفًا خلال موسم 2019-2020 في الدوري السعودي تحت 17 عامًا، ثم تُوج هدافًا لدوري الشباب تحت 19 عامًا لموسم 2020-2021.
لم يحصل الرديف بعد على الفرصة مع الفريق الأول للهلال، لكن تألقه الملفت في كأس العرب للشباب فرض اسمه على النادي، وقد بدأت الجماهير في تويتر تُطالب بمنحه الفرصة الحقيقية، ويبدو أنها لن تكون بعيدة، سواء مع الفريق أو معارًا لغيره.
الرديف يمتلك كل الإمكانيات التي تجعله أحد نجوم الدوري السعودي في السنوات القادمة، فهو قناص رائع داخل منطقة الجزاء بجانب إجادته التحرك خارجها وخلق المساحات ولعب دور المحطة، أهم ما يُميزه التحرك الدائم دون كرة والقدرة على الاستلام تحت الضغط والانطلاق بالكرة، ويُساعده في ذلك قوته الجسدية وحالته البدنية الجيدة جدًا.
الخطر الأكبر على السومة
42 هدفًا خلال موسمين من دوري الشباب السعودي يُعطيان انطباعًا بأننا أمام هداف كبير قادر على تحطيم الأرقام القياسية حال واصل تطوره ونضجه ووُفرت له العوامل المساعدة.
الحل الأفضل للرديف إعارته لأحد أندية الوسط في الدوري السعودي، حتى يحصل على فرصة جيدة في اللعب لن تكون متاحة في ظل "تخمة" المهاجمين الموجود في الهلال.
إن كانت النهايات رائعة مثلما هي البدايات بالنسبة للمهاجم صاحب الـ18 عامًا .. سيكون هو الخطر الأكبر على السوري عمر السومة الهداف التاريخي لدوري المحترفين السعودي.
السومة يمتلك حاليًا 133 هدفًا مرشحين للزيادة بالطبع، ولا يبدو أن أي مهاجم من الناشطين حاليًا قادر على اللحاق به، لذا قد تكون تلك مهمة عبد الله الرديف خلال سنواته القادمة في الدوري السعودي.
جارديم .. هل يصنع منه مبابي الهلال؟
أحيانًا تفصيلة صغيرة تلعب دورًا مفصليًا في حياة لاعب كرة القدم، إصابة ما أو انتقال ما أو مدرب وضعه القدر في طريقه.
ليوناردو جارديم الذي تعاقد معه الهلال هذا الصيف معروف بحبه للعمل مع اللاعبين الصغار، والأهم إجادته التعامل معهم وصقل مواهبهم وتطويرها بالشكل المناسب ليُصبحوا نجومًا كبار.
تجربته الرائعة في موناكو أنتجت الوحش الفرنسي "كيليان مبابي"، إذ منحه فرصة اللعب مع الفريق الأول ولم يكن قد وصل عامه الـ18 بعد، وتحديدًا كان عُمره حين لعب مع موناكو ضد كان 16 عامًا و347 يومًا.
Getty Imagesنعلم أن الضغوطات في الهلال مختلفة عن أي فريق آخر، وأنه مطالب بالفوز دومًا وأبدًا، ولكن شجاعة جارديم وجرأته وموهبة الرديف الكبيرة قد تتقاطعان في طريق واحد ليُصبح المهاجم الصغير أحد العناصر المهمة في الهلال، لن يلعب أساسيًا بالطبع لكن سيكون له دوره وحضوره المستمر مع الفريق.
جارديم وقع عقدًا يمتد لموسم واحد مع الهلال، لكن نجاحه قد يجعل إقامته تطول عن ذلك، وهذا ما قد يكون في صالح عبد الرديف الذي ربما يُصبح مبابي الهلال وكرة القدم السعودية.
النجم الفرنسي لعب 14 مباراة في موسمه الأول مع جارديم، لكنه انفجر في الموسم التالي ولعب 44 مباراة سجل خلالها 26 هدفًا وقاد موناكو للفوز بلقب الدوري الفرنسي ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يشد الرحال إلى باريس سان جيرمان.
