pep guardiolaGetty

هل "التطبيل" لجوارديولا "زايد عن حدّه"؟

أولاً في مفهوم "التطبيل" 

في عالمنا المفتوح على التعبير الصريح عن آرائنا بات الانتماء يصل بصوت أعلى، إن كنت تُفضّل لاعب على آخر او نادٍ على آخر فكل ما يلزمك هو زر الـtweet، وكثرة إستخدام هذا الزر في التعبير عن هذه التفضيلات يُسمّى "تطبيل"، أن تقول في لاعبك او ناديك صفاته الحسنة أو حتى تبرير بعض أخطائه او التغاضي عنها، وفي حالتنا هذه سنتحدّث عن "التطبيل" لجوارديولا بالأخص مع أرقامه رفقة مانشستر سيتي مؤخراً، هل ما يُحكى عبارة عن مبالغة في الإطراء او أنه يستحق هذه الإشادات حقاً؟ 

حالة بيب جوارديولا

عادةً يرتبط "التطبيل" بلاعب كبير أو حتى لاعبي فريق معيّن (الذي نُشحعه) لكن في حالة بيب جوارديولا الوضع مختلف، من النوادر ان نرى حالة تشجيع أو حتى تبرير لمدرب معيّن، منهم بيب جوارديولا، جوزيه مورينيو أو حتى "حزب مارسيلو بييلسا"، في بعض الأحيان الأمر متربط بالأندية التي يدربونها، أو بخصومة معينة، خصوصاً في وضع بيب - جوزيه، لكن في أحيان أخرى يرتبط هذا الانحياز الى تفضيل أسلوب لعب على آخر، أو على إحترام رجل ما بسبب التزامه بأسلوبه. 

لماذا عاد "التطبيل" الى الواجهة

في مقتبل الموسم جدد مانشستر سيتي مدربه بيب جوارديولا في ظروف لم تكن مواتية حينها لتصرف مشابه، كان السيتي يمر بفترة سيئة من خسارات وتعادلات وإصابات جمّة. 

نذكر حينها تعليق من أسطورة الأهلي السابق ومحلل قنوات Bein Sport محمد أبو تريكة، أحد أكبر المتعاطفين مع أسلوب بيب جوارديولا: "سيندم مانشستر سيتي على هذا القرار، بيب استنفذ كل ما لديه". استغرق الأمر 4 أشهر ليجد السيتي نفسه متصدراً بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه، يملك أكثر الدفاعات صلابة في البريميرليج (نقطة ضعفه منطلق الموسم) وهو في الطريق لسلسلة انتصارات وصلت حتى كتابة هذه السطور الى 20. 

أرقامه الحالية وهل هو الوحيد الذي مرّ بهذه الحالة؟ 

هل مانشستر سيتي - بيب جوارديولا هو أول من يصل الى أرقام كبيرة وسلسلة إنتصارات؟ كلا، فعلها ريال مدريد وفعلها ليفربول وبرشلونة ويوفنتوس، الأمر ليس بالجديد وما زال الموسم لم ينتهِ بعد وكل ما يُمكن حدوثه - سلبياً - وارد، لكن الأمر المتعلّق بسيتي - بيب مختلف، هي ليست بالأرقام بل بكيفية الوصول اليها، هذا الموسم تحديداً حيث تمكن من إيجاد حلول خارج صندوقه المعتاد لحلّها، حلّ الأزمة الدفاعية التي لازمته لموسم وتحوله الى فريق صلب دفاعية بل أقوى دفاع في الدوري، حل أزمته الهجومية بتكرر إصابات جابرييل خيسوس وسيرجيو أغويرو بتوظيف جديد إلكاي جوندوان - الذي يُقدّم أحد أفضل مواسمه تهديفياً-  حتى أنه تمكن من "التستّر" على حالة غياب كيفين دي بروين. الأمر ليس بالأرقام وحدها بل بما تُمثّله وكيفية الوصول اليه، بجمالية الطريق الى هذا الرقم وما يعنيه. 

أسلوب بيب وانتقاد "حال الصرف" 

بعد فوزه على بروسيا مونشجلادباخ في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا سُئل بيب جوارديولا عن سبب سلسلة انتصاراته والى ماذا يعز هذا النجاح المتكرر، رد بتهكّم غير ظاهر: "لأننا نملك الكثير من الأموال لشراء اللاعبين الرائعين وهؤلاء هم سبب النتائج المبهرة"، وفي ذلك رد على الاتهامات التي تطاول فريقه بأنه يبذخ في الصرف" وأن سبب نجاحاته هي قدرته على استقدام لاعبين من الصف الأول في جميع المراكز. 

اليكم أرقامه كاملاً في هذا الخبر

الصرف ليس اتهاماً بل هو حقيقة، إذ ان مانشستر سيتي هو أحد أغنى الأندية في العالم ولديه القدرات النادية والبنى التحتية الرياضية ليُصدّر مواهب الى الفريق الأول أكثر من باقي الأندية، لكن الأمر ليس فريداً من نوعه، هو ليس النادي الغني الوحيد في أوروبا، فمنذ تولي بيب جوارديولا سُدة الادارة الفنيّة للسيتي أنفق الفريق 550 مليون باوند بينما أنفق غريمه مانشستر يونايتد 500 مليون باوند، الأول حقق لقبي دوري انجليزي وخماسية والاخر لم يُحقق اي لقب دوري في هذه الفترة. 

ماذا عن اوروبياً؟ هل مانشستر سيتي الوحيد الذي ينفق أمولاً ويُحقق النجاحات؟ فعلياً مانشستر سيتي باعتراف مدربه ليس بعد "في مصافي الكبار الذين ينافسون على اللقب الأوروبي، فماذا عن هؤلاء، برشلونة مثالاً، فالنادي الكتلوني أنفق المبلغ نفسه لكنه أيضاً مبتعد على اللقب الأوروبي منذ 4 مواسم ولوا وجود ليونيل ميسي في الفيق لما تُوّج محلياً، ناذا عن الفريق الأقرب من حيث "الرؤية" لمانشستر سيتي: باريس سان جيرمان: محلياً لا يمكن المقارنة بين الدوري الفرنسي والانجليزي، فباريس لديه مهمّة أقل شقاءً بمراحل، لكن الفريقان ايضاً لم يُحقق دوري الأبطال، باريس وصل للنهائي وفشل أمام بايرن ميونخ. 

الأمر لا يتعلّق باللاعبين بل بتوظيفهم، ليس بأسلوب اللعب بل بكيفية تطويعه للخروج من الأزمات بهذا الشكل، ليس بالأموال بل كيف تُنفقها.. ليس بالنجاح بل بأن تقلب رأي منتقديك إعتذاراتِ.. مثلاً، ان تراجع أبو تريكة عن تعليقه في بداية الموسم: "كنت مخطئاً بحق بيب جوارديولا" 

إعلان