هيا نضم أكبر قدر ممكن من النجوم الذين تنتهي عقودهم، مهما كان المركز ومهما كان احتياجنا، هكذا كانت هي سياسة نادي يوفنتوس خلال السنوات الماضية.
النادي الإيطالي استمر في التراجع خلال السنوات الأخيرة حتى وجد نفسه في القاع الآن يخسر من فيرونا وساسوولو ويجمع النقاط بشق الأنفس.
نفس ذلك الفريق كان ينافس على دوري أبطال أوروبا ووصل للنهائي مرتين في آخر عشر سنوات، لكن لمن تروي التاريخ إذا كان صناع الحاضر في حالة تغييب تام!
تأثير رحيل كريستيانو رونالدو
مشكلة واضحة يعاني منها يوفنتوس في الوقت الحالي هي غياب اللاعب الهداف الذي يستغل أنصاف الفرص في منطقة الجزاء وخارجها.
كريستيانو رونالدو بالرغم من تقدم عمره وتراجع مستواه نسبيًا كان يقوم بذلك الدور بشكل مثالي، حتى لو كان يوفنتوس سيئًا فكان يظهر ويخطف الفوز أو التعادل بقدرته التهديفية الخارقة.
رحل رونالدو رحلت معه تلك القدرة، فأصبح يوفنتوس بلا حول ولا قوة في الهجوم، ويعاني أمام أقل الفرق قوة دفاعية في الدوري الإيطالي.
يوفنتوس أحرز فقط 15 هدفًا هذا الموسم في الدوري الإيطالي، وهو نفس الرقم الذي أحرزه جنوى صاحب المركز الـ 18 حتى الآن، لك أن تتخيل يا عزيزي مدى الكارثة التي يعانيها البيانكونيري على المستوى الهجومي.
وفي نفس اليوم الذي يتعثر فيه يوفنتوس في أسوأ نسخة له منذ سنوات ضد فيرونا، يقود كريستيانو رونالدو مانشستر يونايتد الأسوأ للفوز على توتنهام في لندن.
Gettyغياب المنافسة يقتل أحيانًا!
عندما تجد نفسك تحقق البطولات المحلية دون منافس واحد ثابت وقوي على مدار سنوات فما هو الدافع الذي سيجعلك تطور من نفسك؟
يوفنتوس اعتاد أن يحقق لقب الدوري الإيطالي كما لو كان الأمر مسلم به ومؤكد حتى قبل بداية الموسم، حدث ذلك لتسعة أعوام متتالية.
عندما يحدث ذلك تجد نفسك بشكل تلقائي لا تحاول حتى التطور، فكل شيء يبقى على ما هو عليه مهما حدث من متغيرات في فريقك.
وصول يوفنتوس لتلك النقطة جعله يتراجع بشدة في ظل تقدم فرق مثل نابولي وإنتر وميلان وعودتهم لمكانتهم السابقة في قمة المسابقة.
أين التخطيط؟ّ
كما تحدثنا في فقرتنا الأولى، فيوفنتوس يفتقر بشكل واضح للتخطيط، بالرغم من أن النادي يملك إدارة ربما تكون الأفضل في إيطاليا، والأكثر رفاهية بين الجميع فيما يتعلق بالشؤون المالية.
إدارة يوفنتوس كانت تتجه لضم أي لاعب حر في سوق الانتقالات، حتى لو لم يكن ذلك اللاعب هو الأفضل والأهم بالنسبة لهم ولاحتياجاتهم.
الأمر تخطى ذلك لضم كريستيانو رونالدو لمجرد أنه متاح في السوق، دون النظر لأي اعتبارات فنية أو مشاريع تم العمل عليها لسنوات.
وبعد أن جاء رونالدو وتم وضع كافة حمل الفريق عليه وانتهى المشروع الذي سبقه، وقرر البرتغالي الرحيل أصبح كل شيء أسوأ بطبيعة الحال.
فالرجل الذي اعتمدوا عليه لأشهر طويلة وتسبب قدومه في اضمحلال المشروع الخاص بهم رحل دون رجعة لفريقه الأسبق في إنجلترا.
مشاكل دفاعية بالجملة
بعد الفوز على سبيزيا وسامبدوريا كنا أول من تحدث عن مشاكل يوفنتوس الدفاعية، وأن تحقيق انتصارين متتاليين لا يعني على الإطلاق أن كافة المشاكل انتهت بطريقة سحرية.
نجح يوفنتوس لاحقًا في حل تلك المشاكل بشكل مؤقت ضد روما وتورينو ونجح في الخروج بشباك نظيفة، لكن سرعان ما عادت من جديد للظهور ضد إنتر.
يوفنتوس أصبح ضمن أسوأ الفرق دفاعًأ في الدوري الإيطالي في الوقت الحالي بعد أن تلقت شباكه 15 هدفًا في 11 مباراة.
بيت القصيد
على أليجري أن يراجع نفسه خلال ما تبقى من الموسم الجاري، وأن يحل مشاكله الدفاعية ويجد طريقة هجومية مناسبة تظهر إمكانيات الفريق وعناصره الحقيقية.
وعلى المدى البعيد تحتاج إدارة الفريق لوقفة حقيقية مع نفسها، في ظل التخبط الكبير في السنوات الماضية والذي يبعد يوفنتوس عن منصات التتويج شيئًا فشيئًا.
