نجا مانشستر سيتي بصعوبة بالغة وفي الوقت القاتل من فخ وولفرهامبتون المحكم في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي، بعدما استطاع خطف هدف الفوز في اللحظات الأخيرة بعد مباراة صعبة كان بها إيرينج هالاند الحاضر الغائب.
السيتي وجد نفسه متأخرًا على ملعب مولينيو بهدف يورجن لارسن بعد 6 دقائق فقط من الانطلاق، لكن بعد استحواذ كامل تقريبًا نجح في التعادل بتسديدة رائعة من مدافعه الأيسر، جوسكو جفارديول قبل انتهاء الشوط، ورغم السيطرة التامة في الفترة الثانية إلا أن هدف الفوز سجله جون ستونز في اللحظة الأخيرة من المواجهة.
هالاند عاش أسبوعًا صعبًا بعد خسارته مع منتخب بلاده، النرويج، أمام النمسا 5-1 وتعرضه لانتقادات عنيفة لمستواه المتواضع، ويُمكن القول أن حالة "التواضع" تلك استمرت اليوم خلال مواجهة الذئاب في الدوري الإنجليزي، حيث كان الحاضر الغائب في المباراة من حيث اللمسات والفعالية والخطورة.
هالاند لم يظهر في أي فرصة خطيرة للسيتي، بل لم ينجح في استلام الكرة داخل منطقة الجزاء بشكل متكامل سوى في لقطة واحدة عند الدقيقة الـ85 وقد خسرها سريعًا، ولم يفز بأي صراع هوائي مع مدافعي الخصم، كل ما فعله في اللقاء كان مشاهدته للكرة تحتضن المرمى بعد تسديدة الكرواتي المدهشة، وتحركات جيدة نسبيًا لخلخلة الدفاع لإتاحة الفرصة للاعبي الوسط لاقتحام منطقة الجزاء.
هذا الحضور الباهت للمهاجم النرويجي لا يتحمل مسؤوليته وحيدًا، صحيح أنه تاه بين مدافعي أصحاب الملعب ولم يُظهر أي مقاومة للتمرد على هذا الوضع، لكن هجوم السيتي اليوم لم يصل للمستوى المطلوب من الخطورة ولم يصنع أي فرصة حقيقية لهالاند، بل كانت كل الكرات المرسلة لمنطقة الجزاء تمريرات عرضية أرضية أو هوائية بعد اختراقات دوكو وسافينيو في الطرفين، ومحاولات الجناحين لم تكن ناجحة كثيرًا أيضًا.
السيتي استحوذ على الكرة بنسبة 78% ومرر أكثر من 700 تمريرة وسدد 22 تسديدة لكنه لم يصنع أي فرصة خطيرة ولم يتجاوز عدد الأهداف المتوقعة لديه حاجة الـ1.7 هدف، وهذا دليل واضح على معاناة هجومه اليوم أمام الدفاع المنظم والممتاز فرديًا وجماعيًا من وولفرهامبتون.
بالنسبة إلى هالاند نفسه، فيُمكن القول أن الصفر يُسيطر على إحصائياته! إذ لم يُسجل ولم يصنع ولم يُسدد، بل حتى لم يُحاول التسديد، وعدد أهدافه المتوقعة كان 0.02! ولم يربح أي صراع أرضي أو هوائي ولم يلمس الكرة سوى 13 مرة ولم يُمرر سوى 8 تمريرات 6 منها صحيحة!
مباراة ربما هي الأقل لهالاند مع السيتي منذ انضم إليه صيف 2023، الأسباب ليست متعلقة فقط بالخصم وطريقة لعبه الدفاعية الممتازة وأيضًا الحالة الهجومية السيئة لفريقه وعجزه عن صناعة الفرص الخطيرة بوفرة بل كذلك بحالة من عدم التركيز والشرود الذهني للاعب نفسه، ربما يكون مازال متأثرًا بأحداث التوقف الدولي وربما لديه أمور أخرى تشغل ذهنه.