مع انفجار موهبة إرلينج هالاند مع ريد بول سالزبورج على أفضل مسرح لكرة القدم في العالم، دوري أبطال أوروبا، توقع الجميع أن تكون وجهته الجديدة نحو أحد عمالقة أوروبا التي كانت ترغب وبقوة في ضمه ولعى رأسهم مانشستر يونايتد ويوفنتوس.
لكن حدثت المفاجأة المدوية بتفضيل اللاعب الانتقال إلى بوروسيا دورتموند، ومن هنا خرجت التساؤلات لماذا رفض اللاعب مغريات يوفنتوس واليونايتد للانضمام إلى دورتموند؟
الإجابة الأكثر منطقية أن هالاند مع يوفنتوس واليونايتد ربما لن يضمن المشاركة بصفة أساسية، كما أن الضغوطات في هذه الفرق أكبر بكثير، وهو يعي أنه لا يزال أمامه طريق لقطعه، وعليه أن ياخذ السلم درجة بدرجة.
لكن لماذا دورتموند تحديدًا؟!
في الحقيقة اختياره لدورتموند تحديدًا يعود لأن دورتموند هو البيئة المثالية لصقل المواهب وبيعها بعد ذلك لأندية أكبر ومن ثم تتحقق الاستفادة بالنسبة للاعب والنادي، والأمثلة عديدة.
آخر الأمثلة كان جادون سانشو، الذي رحل عن أكاديمية مانشستر سيتي ليحصل على وقت أكبر للعب في دورتموند، ومن ثم دخل عالم النجومية من أوسع أبوابه.
يوفر دورتموند أمرين مهمين لأي لاعب.. أنه نادي لا يمكن شطبه من أندية النخبة الأوروبية لأنه دائم المشاركة في دوري أبطال أوروبا، وأيضًا للنظام الرياضي المميز الذي فرضه مايكل زورك والرعاية الكبيرة للمواهب.

هالاند ليس اللاعب الوحيد الذي تجاهل الكبار وفضل الانتقال لدورتموند، كان هناك ماركو رويس في عام 2012، حيث كان قريبًا من بايرن ميونيخ، لكنه فضل الانتقال إلى دورتموند حيث كان يرى أن فرصه الرياضية أفضل هناك.
الأمر نفسه بالنسبة لثورجان هازارد، الشقيق الأصغر لإيدين هازارد، الذي زعمت تقارير صحفية بلجيكية أنه فضل الانتقال لدورتموند عن الانتقال إلى ليفربول، لأنه يشعر أنه دورتموند هو النادي المثالي في هذه الفترة من تكوين نضجه الكروي.
وكان النجم المغربي أشرف حكيمي أن يندثر في ريال مدريد، لكن انتقاله لدورتموند كان نقلة كبيرة في مسيرته فبات ظهيرًا ناريًا بمعنى الكلمة على الطرفين، والسبب مرة أخرى هي سياسة النادي في الإيمان بالشباب وتطويرها.
Getty Imagesسياسة دورتموند تسير بنجاح منذ تلك الخطة التي تم وضعها في عام 2005، حيث كان دورتموند على وشك السقوط في هوة الإفلاس، إذ بلغت ديونه في تلك الفترة نحو 120 مليون أورو، حيث فشلت استثماراته في النجوم الجدد، بعد جيل التسعينات الذهبي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا 1997 بقيادة المدرب اوتمار هيتسفيلد.
لكن في الأخير اثمرت فلسفة النادي في الاعتماد على الشبان، ثم تم بيعهم ليجني النادي أرباحًا ضخمة، ليتحول النادي الى مدرسة في اقتناص المواهب وتأهيلها ثم بيعها، والأمثلة بخلاف التي سبق ذكرها كأوسمان ديمبيلي وبيير إيميريك أوباميانج وماتس هاملس وإلكاي جوندوجان وغيرهم.
