الأول جاء عبر ركلة مقصية رائعة، وبعد أسبوع أظهر مهارة أخرى في التحكم بالكرة ثم الدوران الذكي واللمسة الأخيرة المميزة في الزاوية البعيدة.
مر أسبوعين فقط من عودته من التجميد الذي فرضه النادي، حيث أظهر نيمار بالظبط لماذا كان باريس سان جيرمان عنيدًا للغاية في شروطه لبيعه هذا الصيف، كما أظهر كيف خسره برشلونة.
بعد أسابيع من عدم اليقين حول مستقبله، عاد المهاجم المثير للجدل ليُظهر مواهبه الخارقة على البساط الأخضر، وبفضل تلك المواهب منح باريس سان جيرمان انتصارات حيوية في الدوري الفرنسي في آخر مباراتين.
نجم وسط باريس سان جيرمان ماركو فيراتي، في تصريحات صحفية، اعتبر أن أهم ما فعله النادي هذا الصيف هو الحفاظ على نيمار باعتباره صفقة جديدة.
كان باريس سان جيرمان مهدد بخسارة 4 نقاط أمام ستراسبورج على أرضه، وليون خارج أرضه، وفي كلتا المباراتين تدخل نيمار وحسم المباراتين في الوقت القاتل، مظهرًا للعالم أنه لا يزال من بين لاعبي النخبة.
لم يُظهر نيمار جودته فحسب، بل جعل برشلونة يشعر بأنه خسر من عدم قدومه هذا الصيف.
فإدارة برشلونة شعرت أن نيمار لا يستحق الشروط التي طلبها باريس سان جيرمان، الذي دفع 222 مليون يورو لضمه في 2017.
حاول برشلونة تخفيض تلك المطالب بعرض بعض لاعبي فريقه على باريس سان جيرمان، لكن لم يتم الاتفاق في الأخير على الشروط، وانهارت الصفقة قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية بفترة قصيرة.
عقب فشل صفقة عودة نيمار لبرشلونة، أراد رئيس البارسا جوسيب ماريا بارتوميو تخفيف وطأة فشل الصفقة، واعتبر أن نيمار كان سيكون "مجرد إضافة" لفريق برشلونة لا أكثر.
وقال في تصريحات لموقع النادي الرسمي "لم تنجح الصفقة لأن النادي لم يكن قادرًا على تلبية طلبات باريس سان جيرمان. كان برشلونة قد خطط لتشكيلته، لكن أتت فرصة التعاقد مع نيمار. التعاقد معه كان إضافة ولم يكن مخططا".
لكن مما لا شك فيه فإن إدارة برشلونة ستشعر بالأسف لعدم نجاح الصفقة بالنظر لعروضه الحاسمة مع باريس سان جيرمان، في وقت تعثر فيه برشلونة في الأسابيع الافتتاحية للموسم.
في ظل ابتعاد ميسي عن لياقة المباريات وانخفاض مردود لويس سواريز، وبدون جودة هجومية حقيقية "سدد برشلونة مرة واحدة فقط على مرمى غرناطة في أخرى مباراة"، وجد برشلونة نفسه في المركز الثامن في الدوري بانتصارين في 6 مباريات.
حتى أنطوان جريزمان، الذي وصل هذا الصيف، لم يجد أريحية في اللعب في هجوم يتكون من 3 لاعبين، لأنه لم يعتاد عليه.
كل هذا يؤكد أن نيمار لم يكن "مجرد إضافة" كما قال رئيس برشلونة، بل كان سيكون ركيزة أساسية يحتاج إليها برشلونة أكثر من أي لاعب آخر.
Gettyجاء تألق نيمار رغم أنه واجه استقبالاً عدائيًا من جمهور باريس سان جيرمان في أول ظهور له أمام ستراسبورج، لكنه كان ناضجًا وقادرًا على التعامل مع تلك الضغوطات بشكل جيد.
وقال اللاعب عقب المباراة "لقد لعبت في أماكن عدائية عديدة سواء في البرازيل أو فرنسا خارج ملعبنا، لكن الأمر مؤسف أن ذلك يحدث في ملعبنا الآن سألعب كل المباريات كما لو كنا خارج ملعبنا".
بعد 7 أيام من إسكات إهانات وسخرية جمهور البارك دي برانس له، كان يلعب مرة أخرى في ليون، هذه المرة تصاعدت إساءة المعاملة: تم إلقاء عليه الكرات الورقية والزجاجات البلاستيكية وحتى نقانق المرقاز في كل مرة كان يلعب فيها الركلات الركنية.
حافظ نيمار على هدوئه وتركيزه، وقام رجال الأمن في الملعب بتشكيل درع بشري له لحمايته من المقذوفات للسماح له بتنفيذ الركنيات.
مع هذه الأجواء العدائية، كان رد نيمار جاهزًا قبل60 ثانية فقط على نهاية المباراة، حين حطم دفاعات ليون عندما تحصل على الكرة داخل الصندوق، فراوغ بإجادة وسجل الهدف القاتل لباريس سان جيرمان.
Gettyقدم نيمار لمحة فنية لعل قلة من اللاعبين حول العالم - يمكن تعدادهم على أصابع اليد الواحدة - قادرون على تنفيذها بنفس الدرجة من الذكاء في وقت حساس من المباراة وبذلك نجح بتقديم قدراته على حسم المباريات وهو أمر أثار مقارنة فورية مع برشلونة الذي افتقد لهذه اللمسة الحاسمة قبلها بأربع وعشرين ساعة في خسارة محرجة تعرضها لها أمام غرناطة بالدوري الإسباني.
عقب المباراة حذر توماس توخيل، مدرب باريس سان جيرمان، الخصوم ليس فقط في فرنسا بل في أوروبا أيضًا من عودة نيمار قائلاً "يمكنه أن يفعل ما هو أفضل وسيحقق أداءً أفضل عندما يستعيد كامل لياقته البدنية، إنها فقط مباراته الثانية أو الثالثة في أربعة أشهر".
وتابع "نحن بحاجة إلى لاعبين مثله في مثل هذه المباريات الصعبة لاستخدام مهاراتهم الفردية وصناعة الفارق".
بدون ميسي احتاج برشلونة للاعب من هذه النوعية، لكن مطالب باريس سان جيرمان حرمته منه، ويمكن أن يكون قرار باريس سان جيرمان مفتاحه للحفاظ على تفوقه المحلي، فبفضل النقاط التي أنقذها نيمار عاد "البي إس جي" إلى صدارة الليج 1.