في الـ 29 من شهر يناير الماضي قبل حوالي أقل من عشرة أشهر من يومنا الحالي نجح مانشستر يونايتد في ضم النجم البرتغالي برونو فيرنانديش من صفوف سبورتينج لشبونة بمقابل مادي وصل لـ 55 مليون يورو، لم يتحرك الشياطين الحمر لدفعهم إلا عندما انتشرت الأنباء عن اهتمام برشلونة بضم اللاعب.
تلك الـ 55 مليون يورو ربما تكون أفضل استثمار استثمرته إدارة مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة عبر سوق الانتقالات، بعد سنوات من الفشل والصفقات الغير مناسبة للفريق.
فيديو | قصص لا تصدق عن كريستيانو رونالدو برواية زملائه ومدربيه
واحد من أهم أسباب كون ذلك الاستثمار ناجحًا هو الدور الذي لعبه برونو فيرنانديش بشكل فوري بعد دخوله في تشكيلة الشياطين الحمر.
لكن مؤخرًا وبسبب حصوله على الدور الرئيسي في تسديد ركلات الجزاء وهو ما أدى للعدد الكبير من الأهداف المسجلة من نقطة الترجيح، أصبح فيرنانديش يتلقى الكثير من الاتهامات أن تلك هي نقطة قوته الوحيدة.
لكن على العكس تمامًا، دعونا نستعرض ونفهم لماذا برونو فيرنانديش دوره في مانشستر يونايتد أهم من مجرد تسديد ركلات الجزاء.
طابع مختلف
في وسط ملعب مانشستر يونايتد قبل قدوم برونو فيرنانديش لم يكن هناك ذلك اللاعب الذي يستطيع تسجيل الأهداف، حتى بول بوجبا صاحب الأدوار الهجومية لم يكن يملك تلك الميزة بشكل قوي، وحتى لو كان يملك البعض منها فهو يهدره هبائًا بسبب رعونته وسوء تقديره للمواقف.
وبمجرد مجيء النجم البرتغالي أصبحت تلك مشكلة من الماضي، فمنح وسط ملعب مانشستر يونايتد إضافة هجومية فورية.
تلك الحالة لم يجد فيرنانديش نفسه فيها بشكل تلقائي أو دون عمل، فاللاعب كرر الأمر من قبل سواء مع لشبونة أو نافورا الإيطالي أو منتخب بلاده.
قدرات فيرنانديش الهجومية لا يمكن التدليل عليها بما هو أفضل من حصوله على جائزة أحسن لاعب في الدوري البرتغالي لموسمين متتاليين، وهو الشيء الذي لم يحققه أي لاعب وسط ملعب في تاريخ البطولة.
Goal/Gettyتجاوز ما قام به بوجبا في أربع سنوات
رغم وصوله متأخرًا قبل أقل من عشرة أشهر، نجح فيرنانديش في أن يكون له الدور الأكبر في التأثير على نتائج مانشستر يونايتد في كل البطولات.
فيرنانديش أضاف لوسط ملعب مانشستر يونايتد خلال عشرة أشهر ما فشل بول بوجبا في إضافته خلال أربعة سنوات هناك رفقة الشياطين الحمر.
الدور الهجومي الكبير لفيرنانديش وقدرته على نقل اللعب وربط الخطوط، وقيادة الهجمات بشكل سريع يناسب أسلوب مانشستر يونايتد وقدرات المهاجمين وسرعاتهم، كل ذلك جعله العنصر الأهم للفريق في الأشهر الأخيرة.
أرقامه تتحدث عنه
شارك برونو فيرنانديش حتى الآن في 33 مباراة رفقة مانشستر يونايتد في كافة البطولات الممكنة، ولم يغب سوى عن ثلاث مواجهات فقط.
اللاعب تواجد في الملعب لمدة 2614 دقيقة، أكثر من غالبية زملائه في الفريق خلال نفس الفترة منذ قدومه في الـ 29 من يناير الماضي.
سجل فيرنانديش 18 هدفًا وصنع 13 في كل البطولات، بإجمالي 31 هدفًا ساهم فيهم وبواقع أقل من هدف واحد في كل مباراة.
صنع النجم البرتغالي 11 فرصة خطيرة على المرمى لزملائه في الفريق، وهي فرص تحويلها لأهداف تكون نسبته غالية للغاية لكنها لم تسكن الشباك في النهاية، أي أن أرقام صناعته للأهداف كان من الممكن أن تتضاعف.
وسدد اللاعب الكرة على مرمى الخصوم في 83 مناسبة، أي أكثر من مرتين في كل مباراة، وهو رقم أكبر من بعض المهاجمين سواء في مانشستر يونايتد أو غيره من الفرق.
Goal/Gettyهل يجب أن يهدر ركلات الجزاء؟
في خلال الأشهر العشرة الماضية حصل برونو على فرصة تسديد ركلات الجزاء في 12 مناسبة، نجح في أول 11 منها في التسجيل بشكل مباشر في مرمى الخصوم.
وفي المرة الـ 12 أمام نيوكاسل فشل برونو في التسجيل، وخرج ليعترف أنه تعامل مع الكرة بشكل سيئ، وكان يجب أن يسددها بشكل أفضل.
لكن هل تعني إجادة لهذا الجانب من لعبة كرة القدم أنه لا يجيد أي شيء غيره؟ هل يجب عليه أن يبدأ في إهدار المزيد من ركلات الجزاء؟ أم يتوجب على فيرنانديش التخلي عن حقه الشرعي في تسديد ركلات الجزاء في مانشستر يونايتد كأفضل من يقوم بذلك حتى يثبت خطأ وجهة نظر البعض؟
بكل تأكيد كل تلك الأسئلة الاستنكارية ستكون إجابتها لا لو كانت استفهامية، فلا يوجد أي منطق يقول أن اللاعب الذي يجب تسديد ركلات الجزاء لا يجيد أي شيء آخر بالأخص لو كان ذلك اللاعب هو برونو فيرنانديش الذي قاد مانشستر يونايتد لتقديم أفضل نسخة له منذ سنوات في ختام الموسم الماضي.


