دوري الأبطال، البطولة الأعرق والأهم في القارة العجوز، حتى ولو حاول كبار القارة التخلي عنها وصناعة دوريهم الحصري، ولكن يوم الأحد سنكون على موعد مع صراع بين ناديين من هؤلاء من أجل التواجد بالبطولة التي حاولوا الهروب منها.
ميلان ويوفنتوس ومعهم نابولي سيكونوا أطراف صراع الجولة 38 من عمر السيري آ، فريقان من الثلاثة سيحجزا بطاقتي العبور لدوري الأبطال عقب موسم طويل تباينت فيه النتائج.
ميلان يحل ضيفاً على أتالانتا الضامن للتواجد في دوري الأبطال سلفاً، ونابولي يستضيف فيرونا، بينما يسافر يوفنتوس لمواجهة بولونيا، ثلاث مواجهات ستحدد هوية المتأهلين، ولكن قبل هذا كان هناك 37 أسبوعاً شكلت الموقف الحالي، وعلى أساسها قد يرجح البعض أحقية فريق عن الآخر في التواجد بأغلى المسابقات.
يوفنتوس وصحوة متأخرة
Getty Images
عاش يوفنتوس أسوأ مواسمه في السنوات الأخيرة بالحالي، مغامرة أندريا بيرلو الجريئة من أندريا أنييلي تسببت في ابتعاد الفريق مبكراً عن صراع اللقب، ليفقد فرصة تحقيق دوري عاشر على التوالي، كما أنه ودع دوري الأبطال مبكراً على يد بورتو.
عاشت السيدة العجوز موسماً متذبذباً، والنتائج بالجولات الأخيرة خادعة، سواء التتويج بالكأس أو الفوز على إنتر، ويمكن اعتبار الوجه الحقيقي لفريق بيرلو هو ذلك الذي خسر وتعادل مع بينيفينتو، أو تعثر مع بورتو قارياً.
تفريط يوفي في النقاط أمام الفرق الصغيرة وعدم قدرته في التفوق بالمواجهات المباشرة مع المنافسين المباشرين (أفضلية لإنتر، ميلان، أتالانتا، ونابولي عليه في مجموع المباراتين) تجعل الكثيرون يشككون في أحقيته بمقعد أوروبي.
البعض حتى من جمهور يوفنتوس نفسه يخشى أن العبور للأبطال سيكون معناه استمرار بيرلو في منصبه، الأمر الذي يراه الكثيرون بالقرار الخاطئ في ظل قلة خبرات بيرلو وافتقاده للازم من أجل قيادة فريق بحجم البيانكونيري.
ميلان والرقص على السلالم
Getty
رغم التذبذب الكبير هو الآخر، ولكن يمكن اعتبار موسم ميلان إيجابياً بشكل كبير إذا نجح في حجز بطاقة العبور لدوري أبطال أوروبا، والتي ستعيده بعد غياب لقرابة سبعة أعوام للمسابقة المفضلة للروسونيري.
لا يمكن إغفال أن فريق بيولي هو أكثر من تصدر الترتيب هذا الموسم، وفي النصف الأول كان هو الفريق الأفضل في إيطاليا والأكثر استقراراً على صعيد النتائج، ولربما إذا كان امتلك تشكيلة أفضل لكان قادراً على الاستمرار في صراع اللقب مع الجار والبطل إنتر.
يُعاب على ميلان إضاعة فرصة حسم مصيره في أكثر من مناسبة كما فعل أمام كالياري الأسبوع الفائت، بالإضافة لسجله الضعيف في أرضه بسان سيرو وإضاعة نقاط في المتناول، عوامل كلها كانت لتحسم مبكراً تلك البطاقة.
نابولي الممتع والمقنع
Getty Images
رغم كل ما مر به نابولي من مشاكل بين مدربه جينارو جاتوزو ورئيسه أوريليو دي لاورنتيس والتي نتيجتها ستكون رحيل المدير الفني بحلول نهاية الموسم، ولكن الفريق على بعد خطوة من تحقيق الهدف الرئيسي من الموسم والعودة لدوري الأبطال.
مثل منافسيه على مقعد الأبطال، عانى نابولي من عدم ثبات النتائج والمستوى، فبدأ قوياً واعتبره البعض أحد المنافسين على اللقب، ولكن خسائر مفاجأة مثل تلك مع سبيزيا حولت مسار الفريق للعب على مقعد الأبطال ليس أكثر.
قدم نابولي كرة قدم هجومية وممتعة أعادت للبال فريق ساري قبل أعوام، وأثبت جاتوزو بأنه أحد أفضل المدربين حالياً على الساحة بإيطاليا، وضمان عبوره لدوري الأبطال بالفوز على فيرونا ستكون خير تتويج لهذا الموسم، ورسالة قوية للرئيس والمهتمين على السواء من "رينو".
اقرأ أيضاً .. في غياب رونالدو .. التشكيل المثالي للدوري الإيطالي موسم 2020-2021
صراع ثلاثي ولكن من الأحق؟
Getty
يملك نابولي وميلان مصيرهما بيدهما، الفوز سيعني العبور وتأكيد الأحقية بالتواجد في دوري أبطال أوروبا، بينما يوفنتوس سيكون مطالباً بالفوز في بولونيا وانتظار هدية من أتالانتا أو فيرونا.
مهمة نابولي تبدو الأسهل أمام فريق لا يعنيه الأمر، وعبوره سيكون منطقياً ومستحقاً، بينما ميلان سيكون وضعه الأصعب أمام فريق فاز عليه ذهاباً بثلاثية نظيفة، وفي النفس اللقاء العام الماضي بخماسية، ولكن حال عبوره لن يكون أحد قادراً على التشكيك في أحقيته بالتواجد والعودة للأبطال.
يوفنتوس فوزه أمام بولونيا لن يكون بالمهمة الصعبة، ولكن انتظاره لتحديد مصيره بأقدام الآخرين أكبر تأكيد على الموسم السيء الذي عاشه، والذي ربما عليه كان يستحق العقاب وقطع سلسلة مشاركاته بالأبطال، والتي مؤخراً تحولت من محاولة التتويج بذات الأُذنين لخيبات أمل وفضائح قارية.