بينما كان الجميع منشغلاً بإبداعات زلاتان إبراهيموفيتش أمام ساسوولو، فاجأ ميلان الجميع وأعلن إيقاف مفاوضاته مع الألماني رالف رانجنيك وتأكيد ستيفانو بيولي في منصبه، القرار الذي أصاب إبراهيموفيتش نفسه بالدهشة بعد المباراة.
ولم يخف على أحد على مدار الأشهر الماضية المفاوضات بين الروسونيري والألماني من أجل تولي منصب المدير الرياضي/ المدرب، ودار الحديث طويلاً إذا كان القرار سيكون ظالماً لبيولي بعد الطفرة الهائلة في مستوى الفريق منذ العودة من التوقف.
GettyImageبيولي أعاد ترتيب البيت الميلاني رغم قلة الإمكانيات، فتوصل للتشكيل الأمثل ووظف ما لديه من إمكانيات لخلق فريقاً لم يعرف طعم الخسارة في فترة ما بعد كورونا، ولولا نتائجه المخيبة في النصف الأول من الدوري لكان الآن ينافس مع رباعي القمة.
القرار الذي أتى من العدم هو الحلقة الأحدث من سلسلة تخبط إدارة ميلان والفوضى الدائرة منذ رحيل سيلفيو بيرلسكوني، الإعلام الإيطالي والألماني تحدث عن اختيار رانجنيك للاعبيه المقبلين وخطط طويلة الأمد لمشروع جديد، ليتم إلغاء كل ذلك بين ليلة وضحاها.
ولا يعرف أحد تحديداً مصدر القرار، هل هو من إيفان جازيديس، مدير النادي وأشد المدافعين عن تعيين رانجنيك، وإن كان الرجل ينفي ذلك في تصريحاته عقب تجديد عقد بيولي، أم هو الرئيس باولو سكاروني الذي يعلم الجميع أنه لا حول له ولا قوة، مثل باولو مالديني وفريدريك ماسارا اللذان كانا على وشك الرحيل مع بيولي واللحاق ببوبان، وربما الآن يستمران في منصبهما.
Getty Imagesالبعض حتى أشار إلى مجموعة "إليوت" المالكة للنادي حالياً بعد تراكم الديون على المالك السابق يونج هونج لي، هل شعرت بأن قرار جازيديس خاطئاً بالاستغناء عن مدرب يحقق الانتصارات وأخيراً أوجد الاستمرارية والاستقرار في الأداء والنتائج من أجل مشروع جديد ومجهول النتائج؟ ربما أرادت تكرار سيناريو جينارو جاتوزو مجدداً.
بيولي هو أكبر المستفيدين، المدرب الإيطالي أخيراً سيحصل على فرصته لقيادة مشروع كامل ويتخلى عن صفة المؤقت التي عاشها في إنتر ثم ميلان، وسيحصل على فرصة إثبات نفسه كأحد المدربين القديرين على الساحة الإيطالية منذ بداية الموسم، الأمر الذي لم يحدث معه منذ أيام لاتسيو، ووقتها قاده لمقعد دوري الأبطال.
هل بيولي هو ما يحتاجه ميلان؟ هل سيندم النادي على عدم المضي قدماً في تجربة رانجنيك؟ هل سيبقى إبراهيموفيتش مع مالديني؟ كل تلك أسئلة مجهولة الإجابات بالوقت الراهن، ولكن الأكيد أن الفريق هذا يحتاج للاستقرار بعد سنوات من التغيير بعد كل عثرة، ولربما حان وقت المغامرة هذه المرة بالصبر وليس البحث عن حلول جديدة قد تفشل مثل سابقتها خلال الأعوام العشرة الأخيرة.


