Milan GFXGetty Images

ميلان بيولي وإبراهيموفيتش .. كيف تُحيي بطلًا من تحت الركام

المعجزات موجودة في كرة القدم، وهي جزء من جمال اللعبة وإثارتها، تابعنا جميعًا معجزة ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي والفتح في السعودية، وقرأنا عن ما فعله هيلاس فيرونا في إيطاليا ونوتنجهام فورست في أوروبا ... واليوم نحن نعيش معجزة جديدة هي ميلان بيولي وإبراهيموفيتش.

ميلان وقبل 4 جولات على نهاية السيري آ يتواجد على صدارة جدول الترتيب بفارق نقطتين عن إنتر الذي سيخوض مباراة مؤجلة يوم الأربعاء القادم أمام بولونيا، وقد عزز الروسونيري صدارته بالفوز الدرامي على لاتسيو مساء اليوم الأحد بهدف ساندرو تونالي القاتل بعد تمريرة إبراهيموفيتش الحاسمة.

اقرأ أيضًا | كلوب: أفضل مسجل أهداف لليفربول؟ ليس صلاح ولا ماني

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ما يفعله ميلان هذا الموسم أمر لا يُصدق بالنظر إلى عوامل عديدة خاصة به وبمنافسيه، فالفريق هو أقل كبار إيطاليا إنفاقًا في سوق الانتقالات، وأقلهم من حيث فاتورة الرواتب السنوية، وأقلهم كذلك من حيث معدل أعمار اللاعبين.

المثير للإعجاب أن ميلان هذا الموسم أكد ما بدأه الموسم الماضي من استعادة لهيبته وشخصيته وحماسه وروحه وثقته بنفسه وثقة الآخرين به، استطاع أن يعود الفريق المرعب القادر على الفوز في أي ملعب وضد أي منافس، والقادر على جعل أي خصم يُعاني بقوة من ضغطه الشرس بطول الملعب وعرضه .. وهذا رأيناه اليوم جليًا أمام لاتسيو في الأولمبيكو.

باولو مالديني قام بدور مهم في دعم الفريق والقرب من اللاعبين، لكن باعتقادي أنه والإدارة أخطأوا وظلموا الفريق بعدم دعم هجومه في يناير الماضي، وذلك الخطأ سيكون المسؤول المباشر عن عدم فوز الفريق بالاسكوديتو إن حدث.

ميلان ليس فقط أقل كبار الكالتشيو جودة في هجومه، بل حتى بعض أندية الوسط تمتلك عناصر هجومية أفضل مما لدى المدرب بيولي، خاصة مع ابتعاد النجم السويدي عن اللعب للإصابات المتلاحقة، وهذه المشكلة أهدرت الكثير من النقاط على الفريق وكان الجميع يأمل في حلها خلال سوق الانتقالات الشتوي لكن لم يحدث أبدًا.

Serie A GFXGetty Images - Goal AR

بيولي يقوم بعمل مبهر مع تلك المجموعة من اللاعبين، سواء على الجانب التكتيكي الجماعي أو حتى تطويرهم فرديًا، انظروا إلى تونالي وكالولو وتوموري وكالابريا وكرونيتش وغيرهم .. جميعهم تحسن وتطور مستواهم بشكل ملحوظ تحت قيادة المدرب المخضرم.

الفريق يؤدي جماعيًا بامتياز، يقوم بالأدوار الدفاعية والهجومية بتناغم وانسجام ودقة كبيرة، لكن ما يخذله فقط جودة الخط الأمامي وإهداره الكبير للفرص وعدم قدرته تحويل سيطرة الفريق إلى أهداف وانتصارات.

المدرب الذي لم يُتوج بأي لقب خلال مسيرته المهنية واجه العديد من الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة هذا الموسم، أبرزها الإصابات المؤثرة، وقد أجاد التعامل معها جدًا وجعلنا جميعًا لا نشعر بالغيابات رغم أهميتها وقوة تأثيرها.

بيولي مسؤول عن العمل الفني في ميلان ولكن لا يمكن أبدًا إهمال دور إبراهيموفيتش الخاص بالجانب النفسي والذهني ... وصول إبرا قلب الأمور في غرفة الملابس، حول اللامبالاة إلى جرينتا وأعاد الثقة للاعبين وجعلهم يُصدقون ويؤمنون أنهم أبطال لديهم القدرة على مواجهة يوفنتوس وإنتر ونابولي وأتالانتا وغيرهم، بل حتى في دوري الأبطال أدى الفريق جيدًا رغم النتائج المتواضعة.

زلاتان غاب هذا الموسم كثيرًا للإصابة لكن حضوره في غرفة الملابس وفي روح وحماس اللاعبين واضح جدًا، قُربه من الجميع وقدرته على التأثير بزملائه أنتجت هذه الشخصية القوية جدًا وأعادت الهيبة لقميص عانى كثيرًا في السنوات الماضية.

وجود ميلان في المنافسة على لقب الاسكوديتو حتى تلك المرحلة هو معجزة حقيقية، ربما فاقت معجزة الموسم الماضي لأنها تضمنت رحيل اثنين من العناصر الرئيسية هما دوناروما وتشالهان أوغلو، ولو حدث وفاز باللقب الثمين في النهاية ستكون واحدة من المعجزات التاريخية في كرة القدم الإيطالية ... صحيح أننا نتحدث عن نادٍ عريق هو ميلان لكننا أيضًا نتحدث عن فريق دُفن تحت الركام خلال السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ بيعه من مالكه السابق سيلفيو بيرلسكوني.

إعلان