خمسة صفر، هكذا أشارت اللوحة بملعب "أتلتيي دي أتزوري" ببيرجامو بعد انتهاء مباراة أتالانتا مع ميلان بالدوري الإيطالي، هزيمة جديدة للروسونيري، ولكن هذه المرة ثقيلة ومحرجة تزيد الأوجاع في البيت الميلاني الذي يزداد تصدعاً يوماً بعد الآخر.
هزيمة مساء الأحد كانت متوقعة أمام خصم يعيش أفضل فتراته ليس فقط هذا الموسم، ولكن تاريخياً، ولكن العرض الفاضح والمستوى الهزيل الذي قدمه ميلان هو ما لم يكن متوقعاً بعد التحسن النسبي في الأسابيع الماضية لفريق ستيفانو بيولي.
ومنذ تعيين بيولي ويحاول المدير الفني للروسونيري إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تم تحميله مسؤولية إعادة الهيبة وإصلاح ما أفسده ماركو جيامباولو في الجولات الأولى، ولكن هل هي فقط أزمة مدرب في ميلان، بالتأكيد لا..
في فترته مع إنتر قبل ثلاث سنوات، عاش بيولي أوضاعاً مشابهة، فريقاً بأشباه نجوم ومتراجع على صعيد الأداء والنتائج، والمطلوب منه تصليح كل ذلك في منتصف الموسم وقيادته لمقاعد الأبطال، أو الدوري الأوروبي على الأقل. يبدأ الفريق في التعافي شيئاً فشيئاً، وتتحسن النتائج، ثم تأتي هزيمة كبيرة مع أحد المنافسين الرئيسيين وتكتب نهاية الثورة قصيرة المفعول التي قام بها المدير الفني، ليعود الفريق للتراجع والهزائم.
Getty Imagesفي إنتر الأمر استمر قرابة خمسة أشهر قبل أن ينهار النيراتزوري بعد هزيمة روما بثلاثية في ميلانو وضياع حلم دوري الأبطال، ولكن في ميلان لم ينقض بضع أسابيع وها هو الفريق يسقط بخماسية، ولكن حتى قبلها لم يكن التحسن كبيراً لا في العروض ولا النتائج.
ثلاثة انتصارات فقط لميلان مع بيولي على حساب بارما، سبال، وبولونيا، وبشق الأنفس، وعروضاً فنية تراوحت ما بين المتوسطة والسيئة في معظم اللقاءات، حتى في معقله بسان سيرو، لتأتي خماسية أتالانتا وتعيد بيولي وفريقه إلى نقطة الصفر.
مشاكل ميلان أكبر بكثير من مجرد مدرب، تخبط إداري كبير وعدم اتضاح معالم المشروع الموضوع من قبل مجموعة "إليوت" والثنائي باولو مالديني وزفونمفير بوبان، المعاناة المادية مفهومة، وما يتبعها من قيود في سوق الانتقالات، ولكن ذلك لا يبرر وجود اسماء مثل كالابريا، كيسي، أو سوسو في النادي، وحتى عندما دُفعت الأموال في صفقات مثل كريشتوف بيونتك ورافائيل لياو ولوكاس باكيتا خيبوا الآمال، والآن الحديث عن لاعب يقترب من الأربعين في صورة زلاتان إبراهيموفيتش يتم تصويره على كونه المنقذ للفريق.
Getty Imagesالفريق بعد أن كان على بعد دقائق ونقطة يتيمة من بلوغ هدفه الموسم الماضي بالعودة لدوري الأبطال، الآن يقبع على بعد 14 نقطة عن المرتبة الرابعة، مما يطرح السؤال لماذا رحل جينارو جاتوزو من الأساس، "رينو" ليس بالمدرب الأفضل الذي عرفه النادي بتاريخه، ولكنه صاحب النتائج الأفضل في السنوات الأخيرة، ويكفي أنه كاد يقود تلك المجموعة التي يمكن أن توصف بالمتوسطة من اللاعبين لبلوغ دوري الأبطال، فلما الإطاحة به وتعيين مدير فني جديد، ثم إقالته بعد خمسة أسابيع فقط؟! تخبط غير مفهوم.
Gettyالبعض يلوم على مالديني وبوبان لكونهما من أبناء الكيان، ويتألمان مثل أي مشجع للروسونيري على ما يحدث، خصوصاً وأن مجموعة "إليوت" مجرد مالك مؤقت يصحح أخطاء سابقه ويبحث عن تعويض خسائره، ولكن حتى الآن النجمان السابقان لم يقدما ما يشفع لهما ويبعد عنهما شبح تحمل جزء كبير من مسؤولية التراجع المتواصل، والذي وصل حد الانهيار.
هزيمة أتالانتا ستأتي بالتأكيد بتبعات على ميلان, وقد يكون بيولي هو الضحية الأولى، وقد يتبعه عدد من اللاعبين في سوق يناير، ولكن تلك ستكون مسكنات لا أكثر عند إقالة جيامباولو، ومرة أخرى سيتم تجاهل الصورة الأكبر واختيار كبش فداء لتخطي العاصفة، تصرف تكرر في أكثر من مناسبة السنوات الماضية منذ بداية تراجع الفريق، ولكن هذه المرة، وبعد هزيمة من الأكبر في تاريخ النادي، قد لا تكون كافية أمام الغضب العارم من قبل جمهور سأم رؤية ناديه الذي اعتاده حاكماً بأمره في العالم أجمع يعاني ويسقط أمام الصغير والكبير في إيطاليا.




