من الأفضل، ليونيل ميسي أم دييجو أرماندو مارادونا؟ سؤال لا إجابة له، ومحاولة الوصول لها لا تفضي إلا لجدالات لا نهاية لها حول لاعبين من الأفضل في تاريخ اللعبة. اليوم نطرح سؤالاً مختلفاً، ماذا لو حصل ميسي على مسيرة مارادونا؟ ماذا كان سيختلف؟ لنرى معاً.
اقرأ أيضاً .. ماذا لو ضم ريال مدريد رونالدينيو وبرشلونة بيكهام؟
بداية في الأرجنتين
Goal
ميسي رحل منذ طفولته إلى برشلونة، وهناك تفهم مسؤولو النادي الكتالوني وضعه المرضي ومشكله نقص هرمونات النمو، وتم معالجتها بالشكل السليم ليصبح النجم الذي عليه الآن، ولكن مارادونا في المقابل بدأ مسيرته في الأرجنتين، بداية مع أرجنتينوس جونيورز، ثم في بوكا جونيورز.
مارادونا تطور وبزغت نجوميته في الأرجنتين، ميسي ربما كان سيعاني كثيراً إذا استمر في دوري بلاده بسبب ضعف بنيته الجسدية وطبيعة الكرة العنيفة، وكانت النتيجة ربما خفوت نجمه وضياع مسيرته قبل أن تبدأ حتى مثل عشرات، بل آلاف اللاعبين الذين لم يتحصلوا على الرعاية الصحية في سنواتهم الأولى.
مشوار مختلف في برشلونة
Getty
بدأ كلاً من ميسي ومارادونا مشوارهما الاحترافي الأوروبي من بوابة النادي الكتالوني، ولكن تحت ظروف مختلفة، فمارادونا وصل نجماً ولكن الإصابات لعبت دوراً كبيراً في عدم ظهوره بالشكل المطلوب في برشلونة. ميسي لو كان في نفس الظروف أيضاً كان ليعاني، الدوري الإسباني كان أكثر عنفاً، كما لم تكن الإمكانيات الطبية على نفس الدرجة من التطور مثل الآن، مما كان قد يؤدي لمسيرة من الإصابات له أيضاً.
وإذا كان ميسي حالياً يعيش عامه التاسع عشر في القلعة الكتالونية منذ وصوله طفلاً في 2001، فلو كان مكان مارادونا لم يكن ليعمر كثيراً ضد وحشية جويكوتشيا ورفاقه، وكان ليطلب الخروج هو الآخر بعد عامين فقط من مسيرته.
نجومية في نابولي ولكن
Goal.com
أفضل لحظات مارادونا عاشها في إيطاليا بألوان نابولي، المدينة التي عاملتها كإله وليس لاعب كرة بعد أن حول فريقها من منافس في منتصف الجدول إلى بطل محلي وأوروبي، وميسي هو الآخر كان سيجد المناخ المثالي لفعل المثل.
مشاكل ميسي الجسدية كانت ستتضاءل أمام مهارته غير المسبوقة في نابولي، وسريعاً كان سيتحول هو الآخر لمعبود لجماهير المدينة الساحلية الجنوبية، ولما لا قد ينجح أيضاً في تحقيق البطولات لناديه، ولكن هل كان ليستمر أم يرحل كما فعل مارادونا؟
مارادونا رحل بعد دخوله في مشاكل مع المافيا وتوتر علاقته مع نابولي بسبب تعاطيه الكوكايين، الأمر الذي ليس من شيم ميسي المعروف عنه الالتزام وتفضيل الحياة الأسرية عن الصخف والحفلات، ولذا فمن الممكن أن محطة نابولي تكون هي الأبدية له كحال برشلونة الآن، حيث الحب اللانهائي من الجمهور، والاستقرار مع نادٍ يسعى لتلبية كل طلباته داخل وخارج الميدان.
فك النحس مع التانجو؟
Getty
عانى ميسي طوال مشواره مع منتخب بلاده، فلم يفز بأي بطولة حتى الآن مع الأرجنتين، وهو ما يعد النقطة السوداء في مسيرته، عكس مارادونا الذي رفع كأس العالم مع التانجو، ولكن إذا تواجد البرغوث محل الفتى الذهبي لربما بقي الحال على ما هو عليه كذلك.
تشكيل الأرجنتين في عهد مارادونا كان شبيه بالأجيال التي عايشها ميسي، فريق قوي هجومياً ولكن دفاعياً وعلى صعيد خط الوسط ليس الأفضل، والاعتماد دوماً على الفتى الذهبي لحل الأمور، ومع مشاكل ميسي البدنية التي سنعتبر أن وقتها لم يكن لها حلاً بعد سيكون صعباً عليه ربما تكرار إنجاز 1986، وكان سيحتاج ليد الله ربما من جديد لصنع الفارق.
تجربة جديدة قبل الاعتزال
اقرأ أيضاً .. تحطيم المرسيدس فجراً وتدخل بلاتر وبيرلسكوني .. محطات من رحلة مارادونا في إشبيلية
مارادونا بعد نابولي لعب مع إشبيلية، ثم خاض تجربتين في الأرجنتين قبل إعلان اعتزاله، الأمر الذي لا يبدو مستبعداً عن ميسي، خصوصاً بعد الحديث عن بند في عقده مع البلوجرانا يسمح له بالرحيل في الأيام الماضية.
عودة ميسي لفريق الطفولة نيولز أولد بويز مثلما فعل مارادونا في أيامه الأخيرة ليست مستبعدة، ولكنه سيكون بالتأكيد في حالة أفضل من تلك التي عانى منها الأسطورة بعد معاناته مع الإدمان والإيقاف، ودخوله في مشاكل مع الإعلام والجمهور أثرت على مستواه وشعبيته، وجعلته يغادر اللعبة التي جلس على عرشها من الباب الضيق.