"برشلونة بحاجة إلى قائد ذو شخصية قوية مثل بويول لأن ليونيل ميسي لا يصلح للقيام بهذا الدور" "ميسي قائد فاشل" أو ربما "ميسي يظن نفسه أقوى من الفريق ويتصرف وفقًا لهواه" "ميسي قائد ولكن قائد عصابة الأبقار المقدسة في غرفة الملابس"!
اتهامات كثيرة موجهة للبرغوث والهداف التاريخي لبرشلونة، ليونيل ميسي، اللاعب الذي يجد نفسه دائمًا في القمة حينما يحقق الفريق أي انتصار، وتحت مقصلة الانتقادات والإهانات حينما يسقط الفريق.
هل تعمد ميسي تجاهل إيدير سرابيا؟ هل يسيطر ميسي على غرفة الملابس ويرغب في التحكم في كل شيء؟ هل الاتهامات ذاتها التي وُجهت له في الأرجنتين بأنّ مدرب التانجو ينضم أصدقاء البولجا دون النظر لأي معيار آخر؟
ضريبة أن تكون ميسي
Captura TV
حينما تكون أفضل لاعب في العالم الفائز بالكرة الذهبية 6 مرات والأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ برشلونة تصبح تحت النظر باستمرار.
لا يكفي أن تكون أسطورة داخل الملعب أو تسجل العديد من الأهداف التي تجلب الألقاب لفريقك، ولا يهم أن تحافظ على مستواك في القمة لأكثر من عقد من الزمان وأن يكون الفارق بين أول كرة ذهبية وآخرها 10 سنوات كاملة.
لأنّه ميسي، فكل ما يفعله يخضع لتقييم الجمهور، حتى حياته الخاصة لم تعد خاصة والبعض يتعامل مع أبنائه وزوجته وكأنهم جزءًا من عائلته الشخصية ويحق له إبداء رأيه فيهم.
الهدف 700 ضد أتلتيكو مدريد .. من هم ضحايا الأهداف المئوية لميسي؟
المتابع لوثائقي برشلونة عن الموسم الماضي يجد أنّ ميسي شخص هادئ، علاقته مع زملائه في الفريق جيدة للغاية ويساعد حتى الأسماء الشابة الجديدة ويدعمهم سواء داخل الميدان أو خارجه، ولكن نظرًا لطبيعته الهادئة لا يمنحه أحد الفضل في ذلك.
القائد الملهم
Getty/Goalجمهور كرة القدم وضع دائمًا في ذهنه صورة القائد الملهم الذي يصرخ وينتفض في الملعب وبالتالي يجعل زملائه يستمعون ويلتزمون، ولكن هذه الصورة النمطية غير موجودة في الحقيقة.
يقولون "نريد ميسي أن يكون مثل بويول" وكأنّ مدافع البلوجرانا السابق لم يكن موجودًا في موسمي 2006-2007 و2007-2008 وكان وقتها رونالدينيو يتغيب عن التدريبات كما يرغب، وديكو يعيش ملكًا في النادي يتصرف وفقًا لهواه والفريق نفسه لم يحقق أي بطولة على مدار موسمين متتاليين في ظل تخبط فني وإداري واضح.
يقولون انظروا إلى ريال مدريد وقائده راموس، وكأن سيرخيو لم يكن الشخص الذي تعمد الإيقاف أمام أياكس وكان يُصوّر فيلمًا وثائقيًا أثناء توديع فريقه للقب دوري أبطال أوروبا أمام مجموعة من المواهب الشابة المنظمة، أو لم كأنّه ليس اللاعب الأكثر حصدًا للبطاقات الحمراء في تاريخ الليجا وريال مدريد، وهذه البطاقات كلفت النادي الملكي الكثير.
وظيفتي لاعب
حينما غضب ميسي من إيريك أبيدال بعد اتهام الأخير للاعبين بالتخاذل وعدم تقديم أفضل ما لديهم، قال إن كل شخص لديه مسئولية محددة في النادي وعليه الالتزام بها.
هذا بالطبع ما يجب أن يحدث، ميسي ليس المدرب وليس المدير الرياضي أو رئيس النادي، بل هو مجرد لاعب كرة قدم حتى لو كان أسطوري والهداف التاريخي لفريقه وللدوري الإسباني والدوريات الأوروبية الكبرى.
إذ أراد الجميع لميسي النجاح في المواسم المتبقية له في برشلونة، فيجب توافر وسائل النجاح للنادي ككل، يجب أن يتواجد مشروع رياضي بأفكار واضحة ومدرب بصلاحيات كاملة ووقتها يستطيع بناء فريق قادر على حصد الألقاب.
ميسي ربما لا يكون القائد المألوف للجمهور لكنّه أيضًا يمتلك شخصية محبوبة بين زملائه في الفريق، كما أنّه ليس متسلطًا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في النادي لأن هذه الأمور ببساطة ليست من مهام وظيفته.
استمتعوا بالسنوات القليلة المقبلة في مسيرة ميسي لأنّ القادم أقل من الفائت وكما قال مورينيو "قريبًا سيعتزل ميسي وسنبكي جميعًا لرحيله".