مر أكثر من عام على اختيار أليكساندر لاكازيت كلاعب العام في ناديه آرسنال عن موسم 2018-2019، وقد حقق هذه الجائزة بعد الحصول على 35% من أصوات الجمهور.
كانت الجائزة بمثابة الاعتراف الواضح بالموسم المميز للدولي الفرنسي في ملعب الإمارات، خاصةً عندما يُذكر أن شريكه بير أوباميانج حقق لقب هداف الدوري الإنجليزي مع إحرازه 31 هدفًا بمختلف المسابقات.
ربما البعض من خارج آرسنال قد تعجب تجاهل أوباميانج، لكن الرضا كان سائدًا بين جمهور آرسنال، فلاكازيت سجل 19 هدفًا وربما الأهم من ذلك أنه صنع 11 آخرين، لقد كان بمثابة النقطة المحورية في فريقه، الرجل الذي يجعل كل شيء يدق، من يساهم في أن يلعب الآخرون.
عندما لعب لاكازيت بشكلٍ جيد، لعب آرسنال بشكلٍ جيد، ليس أدل على ذلك من أهدافه الهامة التي أحرزها في شباك توتنهام وليفربول وتشيلسي محليًا، وكذلك في مرمى فالنسيا ونابولي على صعيد الدوري الأوروبي.
باكاري سانيا، لاعب آرسنال السابق، عندما سُئِل عن مواطنه، أجاب في تصريحات خاصة لجول بقوله "إنه حيوي، إنه نوع اللاعب الذي يقدم كل شيء للفريق، بالطبع ترى عمل من يسجل الأهداف مثل أوبا، لكن مقدار العمل الذي يقوم بها لاكازيت مذهل".
"الطريقة التي يسيطر بها على الكرة والطريقة التي يحارب بها على الكرة، الطريقة التي يضغط بها على الدفاع، هذا عمل غير مرئي لن يراه الجميع، لكن بالنسبة لنظام آرسنال والطريقة التي يريدون اللعب بها، فإن لاكازيت مدهش."
"لا يرحم أمام المرمى، لكنه في معظم الأوقات يكون ظهره له، فعندما يتلقى الكرة يحاول الدفاع عنها للاعبين الآخرين، لذلك بالنسبة لي هو حيوي للغاية لآرسنال."
بعد عامين من وصوله إلى البريميرليج قادمًا من ليون، بدا أن لاكازيت أتقن فن كرة القدم الإنجليزية وسيستمر كذلك خلال موسمه الثالث على التوالي في ملعب الإمارات.
لكن موسم 2019-2020 كان مخيبًا للتطلعات تمامًا، لدرجة أن البعض يود أن يتخلص آرسنال من نجمه الفرنسي إذا ما سنحت الفرصة في سوق الانتقالات الصيفية في ظل تبقي عامين فقط في عقده، وبالتبعية جلب فائدة مادية ورياضية للنادي.
إذًا، ما الذي حدث في غضون عام لتتبدل الآراء بهذا الشكل؟ لماذا يشعر الكثيرون أن اللاعب، الذي اختاروه لاعبًا للموسم منذ عام وحيد، بات عليه مغادرة آرسنال؟

العامل الرئيسي في تراجع مستوى لاكازيت كان الإصابة التي لحقت به في أغسطس الماضي قبل بداية الموسم أثناء مباراة ودية أمام فريقه السابق ليون اضطر حينها أوناي إيمري لاستبداله فيها.
تعافى الفرنسي بشكل كافٍ ليكون على مقاعد البدلاء عند بداية الموسم أمام نيوكاسل بعدها بأسبوعين، ثم أحرز في شباك توتنهام وبيرنلي بمباريات كانت على أرض ملعب الإمارات.
ولكن بعد ديربي شمال لندن، الذي أقيم يوم 1 سبتمبر، أعلن آرسنال عن استبعاد لاكازيت من المباريات المقبلة بسبب مشكلة الكاحل المستمرة معه منذ عدة أسابيع.
لم يعد لاكازيت إلى الملاعب مرة أخرى لمدة ستة أسابيع، عندما تواجد مع الفريق يوم الهزيمة من شيفيلد يونايتد، ومنذ ذلك الحين ويحاول الفرنسي أن يستعيد بريقه مرة أخرى.
منذ العودة في أكتوبر الماضي، سجل لاكازيت 7 أهداف فقط، ولم يسجل أي هدف خارج الديار في الدوري، في الواقع منذ تسجيله في شباك فولهام بأكتوبر 2018، سجل مرة وحيدة فقط خارج الإمارات.
لقد سجل أربع مرات في أربع مباريات خلال شهري نوفمبر وديسمبر، لكنه عانى بعد ذلك من تسع مباريات بدون إحراز أهداف قبل أن يسجل أخيرًا في الفوز برباعية نظيفة على نيوكاسل في 16 فبراير.
تحدث بعد المباراة قائلًا "بالنسبة للمهاجم، من الصعب دائمًا عدم التسجيل، لكن ذلك يحدث في كرة القدم أحيانًا. آمل أن تكون هذه المرة الأخيرة بالنسبة لي".
رغم تراجع المستوى، لكن لا يزال لاكازيت يحتفظ بشعبية قوية داخل فريق آرسنال، وهو أمر تم تسليط الضوء عليه بعد كسر نحسه بهدف نيوكاسل.
يقول لاكازيت "لقد تأثرت بالطريقة التي تفاعل بها زملائي عندما سجلت الهدف، إن ذلك يعني الكثير بالنسبة لي".
Getty Imagesبعد التسجيل في نيوكاسل، سجل أيضًا في شباك أولمبياكوس ووست هام قبل توقف كرة القدم بسبب فيروس كورونا، لكنه كان بديلًا، فالشاب إيدي نكيتياه هو الذي بدأ في مركزه في آخر 3 مباريات قبل التوقف محليًا.
ميكيل أرتيتا، المدير الفني للجانرز، تحدث عن الأمر بقوله "لدي مهاجمان حاليًا وهذا يصعب عليّ الأمر كثيرًا، ولكن في الوقت نفسه إنه أمر جيد للغاية".
"قررت أن ألعب بإيدي أمام وست هام من أجل المدافعين الذين لديهم ولخطة اللعب الخاصة بنا، لكنني أعرف أن لاكا وإذا أردناه أن يحرز لنا هدفًا في النهاية فإنه سيفعلها وجاهز لذلك."
عودة لاكازيت للتهديف قبل توقف كرة القدم سوف يُعطي آمالًا للجمهور اللندني في أن يتمكن من العودة إلى مستواه المعهود عند عودة النشاط في 17 يونيو الحالي.
لكن محاولات استعادة مكانته الأساسية من نكيتياه لن تكون مفيدة بالنظر إلى ما قام به في فترة الحجر الصحي، عندما صُوِر وهو يستنشق غازًا من البالون، ما استدعى آرسنال للخروج ببيان "هذه مسألة داخلية سنتعامل معها بجدية".

من المفهوم أن آرسنال غرّم لاكازيت راتب أسبوعين، وهذا الحادث لن يكون جيدًا له في ظل وجود أرتيتا على رأس القيادة الفنية للفريق وهو من يطلب الكثير من اللاعبين داخل وخارج الملعب.
سيخبرنا الوقت إذا ما سيفلح لاكازيت في استعادة ثقة مدربه الأسباني أم لا، ومع بقاء 13 مباراة في جعبة هذا الموسم على مدار الشهرين المقبلين، من المفهوم أن يكونوا مؤثرين في تحديد مستقبل اللاعب مع ناديه.
من المتوقع أن تلجأ الأندية للعمل بصورة مختلفة في الميركاتو الصيفي في ظل الضائقة المالية بسبب كورونا، ومع اهتمام آرسنال الكبير بالتعاقد مع توماس بارتي لاعب أتلتيكو مدريد، قد يكون لاكازيت جزءًا من الصفقة.
ينتهي عقد لاكازيت في آرسنال عام 2022، ولا يريد النادي دخول أي لاعب حيز عاميه الأخيرين دون التجديد، سيحرص النادي مع لاكا على عدم تكرار سيناريو أوباميانج المتبقي في عقده عام وحيد، لذلك فينبغي اتخاذ القرار الحاسم في مستقبل الفرنسي بلندن.
قبل عام، كان من الهزلي التفكير في أن آرسنال قد يبيع لاكازيت، لكن كرة القدم تتحرك بسرعة والآن الفرنسي يقف في مفترق الطرق ويحظى باهتمام كبير من إنتر أيضًا.


