حقق البطولة بمفرده ...
أحيانًا يتم الحديث كثيرًا عن المواسم التي ظهر فيها لاعبًا بصورة خيالية، وحقق نتائج مذهلة جلبت بطولات أحيانًا وأحيان أخرى لا تحقق المطلوب، لكن رغم الإشادة الكبيرة التي يتحدث بها الجمهور عن أمر مماثل لكنّه كارثة حقيقية.
ليونيل ميسي في 2018-2019 كان مرعبًا بحق ولذلك فاز بجائزة الكرة الذهبية وكذلك جائزة الأفضل بجانب الفوز بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في الدوريات الخمس الكبرى، ولكن النتيجة كانت خسارة برشلونة لدوري أبطال أوروبا بصورة سيئة ومهينة.
الأمر الآن يتكرر ولكن في المعسكر الآخر – ريال مدريد – وللاعب يقدم مستويات جيدة مثل كريم بنزيما.
ما هي دلالة تفوق الأفراد فرديًا؟ وهل هذه أمور يجب الاحتفاء بها؟
ميسي الأعظم
Gettyمن المفارقات الغريبة أنّ برشلونة حقق الثلاثية مرتين في تاريخه وفاز بدوري أبطال أوروبا 4 مرات بوجود ليونيل ميسي، لكن في كل هذه السنوات لم يكن البرغوث هداف الدوريات الخمس الكبرى.
فحينما فاز ميسي بالحذاء الذهبي في مواسم 2009-2010 و2011-2012 و2012-2013 و2016-2017 و2017-2018 و2018-2019 حقق برشلونة لقب الليجا باستثناء موسم 2016-2017 الذي خرج الفريق بكأس الملك فقط.
أداء ميسي الفردي تعاظم في سنوات لم تكن منظومة برشلونة في أفضل أحوالها، ولذلك أدواره زادت وتعددت وتفوق في كل المراحل الهجومية تقريبًا عن موسمي 2017-2018 و2018-2019 وهو الذي تزامن مع هبوط البلوجرانا فنيًا مع المدرب إرنستو فالفيردي.
صحيح لم يمر هذا الأداء الفردي دون تقدير والدليل على ذلك فوز اللاعب الكرة الذهبية لكنّه لم يعني الكثير لبرشلونة على المستوى الجماعي.
ميسي سجل 51 هدفًا بجميع المسابقات وصنع 19 هدفًا كما خلق 141 فرصة سانحة للتسجيل وقام بـ196 مراوغة ناجحة وكلها أرقام جعلته الأفضل في الدوريات الخمس الكبرى.
لكن تفوقه هذا جاء بسبب فشل الفريق فنيًا كمجموعة مع فالفيردي وأصبح السائد هو اللعب الفردي، فبالتالي لمع ليو كثيرً وحمل الفريق بمفرده على جميع الأصعدة الهجومية، وكما ذكرت استفاد من ذلك فرديًا دون شك ومجهوده مقدر لكن جماعيًا لم يحقق البلوجرانا ما يطمح له.
بنزيما يواصل الدرب
Getty Imagesلو تابعنا ريال مدريد الموسم الجاري عن كثب، وشاهدنا انتصارات الفريق قبل خسائره نجد أنّ المنظومة كلها تعتمد بصورة كاملة على 3 أسماء فقط لا غير.
3 لاعبين لديهم القدرة على خلق التفوق الفني لريال مدريد على البقية، أولهم هو الحارس تيبو كورتوا بتصدياته الرائعة، ثم لوكا مودريتش في الوسط والذي ينقل اللعب سريعًا من الدفاع للهجوم وأخيرًا وأهمهم كريم بنزيما الذي يتحكم في الوضع الهجومي للنادي الملكي.
بنزيما نفسه هو السبب وراء تألق فينيسيوس خلال الموسم الجاري، فهو الداعم الرئيسي له في التحركات على الأطراف وأن يكون مهاجم محطة أو حتى يضغط بذكاء لاستعادة الكرة سريعًا وتحويلها للموهبة البرازيلية ليضعها بالشباك.
كريم سجل 32 هدفًا وصنع 13 وخلق 61 فرصة سانحة للتسجيل، وكل مساهماته في الملعب ساعدت الملكي على الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وتصدر الدوري الإسباني حتى الآن.
ولذلك بغيابه، عجز ريال مدريد هجوميًا في الكلاسيكو، وبوجوده وفي 17 دقيقة فقط سجل هاتريك وقلب الطاولة أمام باريس سان جيرمان.
هذه الأمور إشادة لكريم، لكنّها انتقاد واضح وجرس إنذار لمنظومة كارلو أنشيلوتي التي لا تعتمد على فكر محدد.
خلاصة القول
Goal/Gettyتوجه ريال مدريد دائمًا يكون في طريق جمع أكبر عدد من المواهب الشابة مع مدرب مرن مثل أنشيلوتي أو زيدان أو غيرهم، وذلك على أمل التفوق على المنافسين وحصد الألقاب.
لكن الوقت والتاريخ الحديث يؤكد أنّ هذا الزمن انتهى، وحتى لو نجحت العناصر الفردية وحدها في خطف لقب أو اثنين فهذا لا يعني وجود مشروع حقيقي وناجح قادر على التتويج بالبطولات لفترة زمنية طويلة.
فرق مثل برشلونة بيب أو ريال مدريد مع مورينيو أو ليفربول مع كلوب أو مانشستر سيتي مع جوارديولا أو تشيلسي مع توخيل وغيرهم لديهم ضمانة أعلى على تكرار الإنجازات بسبب وحدة وقوة المنظومة، بينما الملكي الحالي مهدد بفقدان كل شيء لو خسر لاعبين فقط كلاهما في نهاية مسيرته الكروية!
اقرأ أيضًا:




