مُنقذ الاتحاد .. الخيار الأفضل لإنقاذ الأهلي

يعيش الأهلي موسمًا كارثيًا هو امتداد لتراجع تدريجي للفريق خلال السنوات الأخيرة، يحتل حاليًا المركز التاسع في الدوري السعودي وقد خرج من كأس خادم الحرمين الشريفين وفقد كل فرصه في حجز مقعد مؤهل لدوري أبطال آسيا الموسم القادم.

وضع الفريق الجداوي يُذكرنا بجاره الاتحاد قبل موسمين، حين كان يُكافح للنجاة من الهبوط والتقدم في مراكز الترتيب، وقبل أن يتحسن وينقلب حاله ويصل للمركز الثالث الموسم الماضي ثم يتصدر الدوري ويقترب من تحقيق اللقب هذا الموسم.

اقرأ أيضًا | الاتحاد للجميع: لست في خطر .. أنا الخطر نفسه!

تجربة الاتحاد وحكاية ثورته الكبرى بها العديد من الأبطال، سواء الرئيس أنمار الحائلي أو اللاعبين أمثال أحمد حجازي ومارسيلو جروهي ورومارينيو، ولكن هناك رجل لعب الدور الأهم والأكبر وهو المدرب البرازيلي فابيو كاريلي.

الاتحاد وصل خلال الجولة الـ18 من موسم 2019-2020 للمركز الـ12 برصيد 19 نقطة فقط، وقد دفع هذا الأمر الإدارة برئاسة الحائلي لإقالة المدرب الهولندي هينك تين كات والتعاقد مع فابيو كاريلي الذي سبق أن عمل مع الوحدة السعودي.

كاريلي قاد ثورة كبيرة في الاتحاد وحسن الأداء والنتائج بشكل ملفت جدًا، إذ بدأ عمله على الجانب الذهني والنفسي للفريق ومن ثم التنظيم الدفاعي، ومن هنا كانت بداية مهمة إنقاذ النمور من الانقراض الكروي، وقد ساعده توقف الدوري بسبب جائحة كورونا في مارس واستئنافه في أغسطس مما منحه الوقت اللازم لتطبيق أفكاره ودراسة لاعبيه وتوظيفهم جيدًا.

الفريق أنهى الموسم وقد تقاسم المباريات الـ12 التي قادها كاريلي بين الفوز والخسارة والتعادل بواقع 4 لكل منها، وقد احتل المركز الـ11 برصيد 35 نقطة.

قامت الإدارة بما يلزم لدعم الفريق قبل انطلاق موسم 2020-2021، ومنحت كاريلي كل الثقة، والنتيجة كانت تحسن وتطور مذهل في الأداء والنتائج، لينتهي الموسم وقد وصل العميد للمركز الثالث في جدول الترتيب بفارق 5 نقاط فقط عن الهلال البطل.

الأهلي يعيش حاليًا حالة مشابهة جدًا لتلك التي كان عليها جاره، إذ هو فريق فاقد تمامًا للثقة، يمتلك عدد من اللاعبين الجيدين، دعمت الإدارة الصفوف جيدًا في سوق الانتقالات الشتوي، والأهم أن الجميع فاقد الثقة في المدرب ويود تغييره.

كاريلي أقيل منذ أيام قليلة من تدريب سانتوس، وقد أصبح متاحًا في السوق ولا أظن أنه سيرفض العودة للدوري السعودي وتدريب الأهلي، وباعتقادي هو الخيار الأفضل حاليًا لعدة أسباب، أبرزها معرفته بالدوري السعودي وطبيعة لاعبيه وفرقه، وقدرته التأثير ذهنيًا ونفسيًا في اللاعبين خارج الملعب، وامتلاكه القدرة على بناء فريق قوي دفاعيًا وتنظيم الدفاع جيدًا حتى لو كانت جودة اللاعبين دون المستوى المطلوب.

ماجد النفيعي يُمكنه إقالة هاسي الآن وتعيين كاريلي ومنحه عقد لموسم ونصف ليبدأ تلك المهمة لإنقاذ الأهلي وجعله يتقدم قليلًا في جدول الترتيب، ومن ثم دعم الفريق بأسماء جيدة خلال الصيف لتكون الانطلاقة الجديدة في الموسم القادم، وبعدها يكون لكل حادث حديث.

لوائح الاتحاد السعودي تنص على عدم تدريب مدرب لفريقين في موسم واحد، وهذا قد يمنع كاريلي من تدريب الأهلي، لكن أظن أن تلك النقطة يُمكن تجاوزها بالاتفاق بين الأطراف جميعًا، ولا أظن أن الاتحاد السعودي سيُمانع عودة كاريلي خاصة إن وافق العميد.

الحائلي قال عند إقالة كاريلي أن مرحلته انتهت مع الاتحاد، وأشاد بعمله وإنقاذه للفريق وإعادته إياه للمقدمة وتحسين وتطوير دفاعه ولاعبيه فرديًا وجماعيًا، وقد قال أنه حان الوقت للتعاقد مع مدرب يُجيد العمل الهجومي وأكثر جرأة وشجاعة، ولذا تعاقد مع كوزمين كونترا الذي أكمل البناء الذي أسسه سلفه كاريلي.