أوشك عام 2019 على نهايته، ودون شك هو أحد أفضل السنوات لكرة القدم السعودية، خاصة في العقد الأخير، سواء على صعيد المنتخب السعودي أو مشاركات الأندية السعودية في البطولات الخارجية، إن كانت العربية أو الآسيوية.
وقد تُوج عام 2019 الناجح إلى حدٍ كبير بمشاركة الهلال في كأس العالم للأندية وحلوله في المركز الرابع بعد تقديمه لمباريات جيدة جدًا، وربما لولا نقص الخبرة وأنها المرة الأولى له في البطولة العالمية لكان أحد طرفي المباراة النهائية.
نستعرض معًا 5 أسباب جعلت عام 2019 أحد أفضل الأعوام لكرة القدم السعودية:
1- ختام جيد للمنتخب السعودي بعد بداية صعبة.
المنتخب السعودي بدأ العام بمشاركة مخيبة في كأس أمم آسيا، إذ خرج من دور الـ16 بالخسارة أمام اليابان، وقد تبعه إقالة المدرب خوان بيتزي وبعد عدة أشهر أعلن الاتحاد السعودي تعاقده مع الفرنسي هيرفي رينارد.
بداية رينارد أيضًا لم تكن جيدة بالتعادل مع اليمن في تصفيات آسيا لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 ، وقد كان الحديث السائد بين المحللين والجماهير أن أفكاره صعبة التطبيق مع اللاعبين السعودييين وقد لا تُناسبهم.
تلك الأحداث الصعبة كان مقدمة لنهاية سعيدة وإيجابية لعام 2019، إذ كانت البداية بانتصار صعب ومهم للمنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية على أوزباكستان في قلب طشقند، مما منحه صدارة المجموعة قبل أن يلعب منافسه الأوزبكي مباراة إضافية ليتقدم بفارق نقطة واحدة، عمليًا نستطيع القول أن الأخضر قادر على استعادة الصدارة وقت تساوي عدد المباريات.
الإنجاز الأفضل والأهم كان الوصول لنهائي كأس الخليج العربي 24 في قطر، ورغم أن النهاية لم تكن سعيدة بالخسارة أمام البحرين إلا أنه كان إنجازًا جيدًا مقارنة بالظروف الصعبة التي مر عليها الأخضر خلال عام 2019، والأهم أن أداء المنتخب السعودي خلال البطولة وانتصاره البارز على قطر قد يُعد أساسًا يصلح للبناء عليه عام 2020، إذ بدأت بصمات رينارد تظهر على الأداء والجيد أيضًا أن العديد من الأسماء الجديدة بدأت تشق طريقها وتُظهر قدرتها على تمثيل الوطن جيدًا.
2- تتويج الهلال بدوري أبطال آسيا وحلوله رابعًا في كأس العالم للأندية.
نجح الهلال أخيرًا وبعد محاولتين فاشلتين خلال العقد الأخير في الفوز بلقب دوري أبطال آسيا، ومثل ذلك عودة الأندية السعودية للتربع على عرش القارة الآسيوية منذ 2005 حين تُوج الاتحاد باللقب.
مشوار الهلال لوحده نحو اللقب يدعو للفخر والسعادة، إذ نجح الزعيم في إقصاء فرق قوية ومنافسة أبرزها مواطنيه الأهلي والاتحاد بجانب السد القطري وأوراوا ريدز الياباني الذي خطف منه اللقب عام 2017.
تتويج الهلال كان له رد فعل ممتاز إعلاميًا وجماهيريًا وعلى الصعيد الشعبي والإعلامي، وقاد الفريق للعب في كأس العالم للأندية حيث قدم مباريات جيدة وحل رابعًا ليختم عامًا مميزًا له.
3- استضافة المملكة العربية السعودية لأحداث عالمية في كرة القدم
ظهر اسم السعودية كثيرًا في وسائل الإعلام العالمية خلال عام 2019، والفضل في ذلك يعود لاستضافة المملكة لعدد من الأحداث العالمية المرتبطة بكرة القدم، أبرزها السوبر الإيطالي والسوبر كلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين.
وازداد الأمر توهجًا بعد الإعلان عن استضافة السعودية لبطولة كأس السوبر الإسباني بنظامه الجديد ومشاركة أندية برشلونة وفالنسيا وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، وهي البطولة التي ستنطلق في بدايات أيام 2020.
عام 2019 كان عام التغيير الشامل في السعودية وكرة القدم كانت جزء من ذلك واستفادت من هذا الأمر جيدًا، سواء بحضور النجوم الكبار للبلاد أو إقامة المباريات ذات الشعبية والأهمية على ملاعبها، وبالتأكيد هو يمثل أساس استراتيجية جديدة ستأتي بالأفضل لكرة القدم السعودية مستقبلًا.
4- نجاح منتخب السعودية للشباب والمنتخب السعودي الأولمبي في التصفيات القارية.
مشاكل المنتخب الأول التي بدت في طريقها للحل عند نهاية عام 2019 كانت بعيدة عن المنتخبات الشابة السعودية، إذ نجح فريق تحت 19 عامًا في حجز مقعده في نهائيات كأس آسيا للشباب 2020 المؤهلة لكأس العالم للشباب 2021 في أندونيسيا.
الأخضر الشاب هزم باكستان والهند وتعادل مع أوزباكستان في التصفيات التي أقيمت في السعودية في نوفمب الماضي.
الأمر لم يتوقف هنا، بل نجح كذلك المنتخب الأولمبي السعودي في التأهل لكأس أمم آسيا تحت 23 عامًا المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، وقد حل ثانيًا في مجموعته بالتصفيات بفارق الأهداف المسجلة عن المنتخب الإماراتي ليتأهل ضمن أفضل ثوانٍ في المجموعات.
تلك النتائج الإيجابية للمنتخبين ترسل رسائل إيجابية حول مستقبل المنتخب السعودي الأول، خاصة أن عدد من نجوم الأخضر الأولمبي يلعبون بالفعل للفريق الأول.
5- النتائج الجيدة للفرق السعودية في البطولات الخارجية.
رغم قوة المنافسة المحلية في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، ورغم حرمان الأندية السعودية لعدد من لاعبيها الأجانب في البطولات القارية، إلا أن تلك الأندية قدمت عامًا جيدًا في دوري أبطال آسيا والبطولة العربية.
إذ نجح الهلال في الوصول لنهائي كأس زايد للأندية العربية الأبطال قبل الخسارة أمام النجم الساحلي التونسي، وتُوج الفريق بلقب دوري أبطال آسيا 2019.
بقية الأندية السعودية أبلت بلاءً حسنًا في دوري أبطال آسيا 2019، إذ وصل النصر لربع النهائي قبل الخسارة أمام السد، وكذلك الاتحاد الذي أقصي على يد الهلال، ونجح الأهلي في تخطي دور المجموعات والوصول لدور الـ16 قبل أن يخرج على يد الهلال أيضًا.
علينا القول هنا أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي نجح جميع ممثليها في الوصول لدور الـ16 من البطولة القارية.
الأهلي وصل أيضًا نصف نهائي كأس زايد للأندية العربية الأبطال ولم يخرج سوى بالخسارة أمام مواطنه الهلال، وربما لو كانت القرعة رحيمة بالناديين للعبا المباراة النهائية.
وفي النسخة الجديدة، بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال ، نجح الشباب والاتحاد في الوصول لدور الـ8، وقد وضع الأول قدمًا ونصف في نصف النهائي بانتصاره الساحق على الشرطة العراقي قبل عدة أيام 6-0 في ذهاب ربع النهائي.