الحرمان، التمزق، المرارة، لوم الآخرين.. أمور صعبة ترافق حالات الانفصال، حتى لو كان الانفصال في كرة القدم
وقد عانى رئيس الإنتر السابق، ماسيمو موراتي، من مرارة الانفصال عندما قرر معشوقه رونالدو الرحيل إلى ريال مدريد عام 2002.
باعتباره مشجعًا للإنتر في المقام الأول، يمكن القول إنه شعر بالخيانة، فقد وقف موراتي إلى جانب النجم البرازيلي خلال المواسم الثلاثة التي دمرته فيه الإصابات.
بعد أن استعاد الظاهرة عافيته وتخلص من كابوس الإصابات، قاد البرازيل إلى لقب كأس العالم، وعقب البطولة قرر أن يرحل إلى ريال مدريد.
حتى أنه لم يبلغ موراتي برغبته في الرحيل وجها لوجه، وترك وكيله هو من يقوم بنقل تلك الرغبة، وكان وقع ذلك صادمًا على موراتي.
وقال موراتي للصحفيين «لم أسمع ذلك من رونالدو، بل جاء من طرف ثالث، لم أكن أصدق ذلك!».
في النهاية أعلن رونالدو عن رغبته في الرحيل عن الإنتر، في المقابل قرر موراتي خوض التحدي ضد رغبة رونالدو والإبقاء عليه، وقال لمراسل صحيفة جازيتا ديلو سبورت «هل تريد أن تعرف كيف ستنتهي هذه القصة؟ سيلعب رونالدو عامًا آخر لنا، رغمًا عن إرادته، ثم سيغادرنا بعده مهما كانت محصلتنا النهائية بالفوز بلقب او لا.. تابعوا ما سيحدث».
خسر موراتي الرهان، ورحل رونالدو بالفعل عن الإنتر في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية لعام 2002.
كان السبب الأول لرحيل رونالدو هو علاقته المتوترة مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، وصرح بذلك علنًا لصحيفة كورييري ديلا سيرا، حين قال «لم يكن هناك أي علاقة بيننا ولم أستطع العمل معه».
وتابع «لم يكن قادرًا على إعطاء الفريق عقلية الفوز. في الوقت المناسب تأكدت أنني على صواب. اللحظة التي طلبت من موراتي إما إقالة كوبر أو المخاطرة برحيلي، اختار موراتي كوبر».
Gettyتأثير تلك القصة على موراتي كان كبيرًا من ناحية الألم والخيانة، لذلك عندما يقول أن علاقة الإنتر المتهاوية مع ماورو إيكاردي هي أكثر تعقيدًا وحساسية من أي شيء تعرض له خلال فترة وجوده في الجوسيبي مياتزا، فهنا تُدرك مدى سوء الوضع الحالي بين اللاعب والنادي.
يمكن القول أن هذا هو الطلاق الأكثر مرارة في تاريخ كرة القدم.
يعود توتر العلاقة بين إيكاردي والإنتر منذ فترة، فسيرته الذاتية «سيمبر أفانتي» شملت مقطفات صادمة للنادي، وأثارت غضب الجمهور، الذين وصفوه بأنه «قطعة سيئة» بسبب اشتباكه مع الجمهور بعد الهزيمة من ساسولو في عام 2015، لكنها انهارت تمامًا في اللحظة التي قام فيها النادي بتجريد اللاعب من شارة قيادة الفريق فجأة في 13 فبراير الماضي.
لم توضح إدارة النادي على وجه التحديد سبب اتخاذ القرار، لكن يعتقد أن السبب في ذلك هو أن زوجته ووكيلته، واندا، هي السبب في ذلك بعدما انتقدت علنا بعض زملائه في الإنتر على شاشات التلفزيون..
بعد رفضه اللعب في مباراة الإنتر أمام رابيد فيينا في 14 فبراير، أمضى إيكاردي الأسابيع السبعة التالية بعيدًا عن الملاعب بحجة الإصابة، وقد أكدها النادي فعلاً.
عاد في النهاية إلى الملاعب في أبريل، بعد 53 يومًا من آخر ظهور له، وسجل هدفًا وصنع آخر أمام جنوى، لكن رغم ذلك كان من الواضح أن علاقته بالنادي لم تستقر بعد.
تأكد أخيرًا أن الطلاق سيتم بعد تصريحات المدير الرياضي بيبي ماروتا والمدرب الجديد أنطونيو كونتي في مؤتمر صحفي مشترك، أكدا فيه أن إيكاردي لن يكون جزءًا من خططهم للموسم الجديد.
وقال ماروتا «نحن مستعدون للتفاوض مع أي نادي يُريد شراء إيكاردي، مع الاحترام لقيمة هذا اللاعب».
من جانبه قال كونتي إن قرار الاستغناء عن إيكاردي اتخذ قبل وصوله، وأضاف مدرب تشيلسي السابق «كان لدى النادي وقت كاف لتقييم الوضع. كل ما فعلته هو إعادة رؤية النادي. يجب أن يعمل المدرب والنادي كوحدة واحدة ونحن متحدون تمامًا في هذا الصدد».
Getty Imagesمهما اختلفت وجهات النظر حول شخصيته أو تصرقاته، لكن إيكاردي كان العلامة الفارقة للإنتر لسنوات عديدة، وكان يمكن أن يكون وضع الإنتر أسوأ من دون أهدافه الحاسمة والغزيرة.
لكن في الوقت نفسه فتعامل إيكاردي وزوجته مع الموقف كان سيئًا للغاية، وقد كتبت واندا مؤخرًا على إنستجرام «نحن فقط الأشرار في تلك القصة!»، ملحمة إلى أنها وزوجها قد تعرضا للإيذاء بشكل غير عادل من قبل وسائل الإعلام.
لكن فكرة أن واندا دائمًا ما اختارت أن تُخرج كل الانتقادات والشكاوى لوسائل الإعلام سبط الضوء على أهم أزمة واجهها الإنتر مع الثنائي المحبين لوسائل التواصل الاجتماعي.
بات رحيل إيكاردي عن الإنتر مسألة وقت، وارتبط اسمه بأتلتيكو مدريد، لكن المهاجم الأرجنتيني على ما يبدو لا يرغب في الرحيل عن إيطاليا، حيث من المتوقع أن تجدد زوجته عقدها مع برنامج تيكي تاكا التلفزيوني لموسم آخر.
يرغب ماوريتسيو ساري، مدرب يوفنتوس الجديد، التعاقد مع اللاعب الذي انخفض سعره بشكل كبير منذ نهاية الموسم، لكن قبل ذلك عليه حسم مستقبل ماريو ماندزوكيتش وجونزالو هيجواين، من أجل توفير مكان لإيكاردي.
وقيل إن كارلو أنشيلوتي مهتم هو الآخر بإيكاردي، لكن تركيز النادي الجنوبي ينصب أكثر على التعاق مع خاميس رودريجيز، ناهيك أن رئيس النادي أوريليو دي لورينتيس استبعد الجلوس على طاولة واحدة مع لاعب مثل إيكاردي وزوجته (على حد قوله).
حيث قال "لقد قابلت واندا منذ 3 سنوات، وليس لدي أي نية لمقابلتها مرة أخرى. كان هذا الاجتماع كافياً. وأيضًا لأن إيكاردي ليس جزءًا من الاحتياجات الحالية لنابولي".
لطالما ارتبط اسم إيكاردي بالكثير من الأزمات بداية من اتهام صديقه السابق ماكسي لوبيز بالخيانة بسبب واندا نفسها -زوجة ماكسي السابقة-، وكونه منبوذًا أيضًا من المنتخب الأرجنتيني بفرمان من دييجو أرماندو مارادونا، لكن القصة الحالية تحمل الطلاق المُر للاعب مع ناديه.
