Hungary fansGoal Ar / Getty

مناصرة العنصرية والنازية ودعوات للعنف .. الوجه الآخر لجمهور المجر المثالي!

ارتفعت وتيرة الأصوات التي تحذر وتتوعد بقرارات وتحركات قاسية قد تصل لحد ترك الميدان في ملعب "بوشكاش" بالعاصمة المجرية بودابست، وذلك في أعقاب أحداث الأيام الماضية بيورو 2020.

ملعب "بوشكاش" ببودابست كان حديث العالم أجمع ومصدر سعادة للكثيرين في عالم الرياضة والكرة بسبب المشاهد المبهجة من المباريات التي احتضنها بدور المجموعات بالبطولة القارية حتى الآن، حيث عادت الجماهير لتملأ السعة الكاملة للمدرجات للمرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا.

وتلقى على الأقل 10.2 مليون شخص الجرعة الأولى من لقاح كورونا، بينما 48 بالمائة من الشعب المجري أكمل الجرعتين، ما يفسر غياب الكمامات وتخفيف القيود، والحضور الجمهوري كامل العدد والصاخب بمدرجات ملعب العاصمة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Hungary France fansGetty

ولكن تلك المشاهد البهيجة بدأت تتعكر، أولاً بعد الحديث عن تعرض نجوم فرنسا والبرتغال لهتافات عنصرية أثناء مباراتي الفريقين ضد المجر، مما أدى لفتح تحقيقاً من الاتحاد الأوروبي بالواقعة، ثم جاءت المشاهد المسيئة لنفس تلك الجماهير وهي في طريقها لملعب المباراة حاملة للافتات تشجع على العنصرية وتشجب مظاهر مناهضتها لتزيد من التركيز على الجانب السلبي لهذا الجمهور.

الجمهور المجري الصاخب هو بالأصل مجموعات من الأولتراس تعرف بمسمى "لواء كارباث" تيمناً بكتيبة حرب بولندية نشطت في سوريا بمطلع القرن الماضي وسابقه، ويشتهرون بارتداء القمصان السوداء أثناء لقاءات المجر أو فريقهم فيرينتسفارش الذي لعب بدوري الأبطال مؤخراً ممثلاً عن المجر.

Hungary fansGetty

تأسست مجموعة الأولتراس المثيرة للجدل في التسعينات من القرن الماضي وتضم تحت لوائها عدة مجموعات أشهرها تلك الخاصة بفيرينتسفارش وتسمى "الوحوش الخضراء"، ويجمع بين كل هؤلاء التوجه السياسي بالانتماء لليمين المتطرف الرافض للأقليات في المجتمع المجري، ويدعو لنبذهم.

تعددت وقائع العنصرية من هؤلاء نحو الغجر واليهود المقيمون بالبلاد، والمهاجرين كذلك، وسبق وتعرض فيرينتسفارش لعدة عقوبات  محلية وقارية بسببهم، كما أن نفس المجموعة كانت وراء أعمال العنف في أمم أوروبا 2016 بعد الاشتباكات الحادة مع جمهور أيسلندا في ملعب "فيلودروم" بمارسيليا.

Hunary Iceland 2016Social

الصدام في 2016 سلط الضوء على المجموعة بشكل أكبر، فرصدت "ديلي ميل" سابق رفعهم شعارات مؤيدة للنازية، كما قالت إنهم قاموا بتنظيم هجوم على الحدود المجرية الرومانية للاعتداء على مجموعة من المهاجرين السوريين.

أزمة المجر والعنصرية ورفض الآخر لا تتوقف فقط عند الأولتراس، بل وصلت في الأيام الماضية للحكومة بعد تصريحات رئيسها فيكتور أوربان بمناهضة المثلية والتشريعات التي أصدرها برلمان البلاد بتجريم المثلية، مما أدى لحملة شجب واسعة من قبل اللاعبين المشاركين بالبطولة، وحتى من حارس الفريق بيتر جولاتشي الذي طالب باحترام حريات الجميع وحقه في التعبير عنها.

وحتى إذا كان رفض "يويفا" التدخل وقال إنه منظمة تقف على الحياد سياسياً ودينياً، ولكن بمثل رفضه لطلب ميونخ بخصوص إضاءة ملعب "أليانز"، كان يجب أن يكون هناك تحركاً أقوى في التحقيقات بخصوص الهتافات بحق كريستيانو رونالدو ووصفه بالمثلي، أو بحق نجوم فرنسا من أصول إفريقية وعربية وسبهم، هتافات صنفت كاتهامات، وذلك قبل استضافة هولندا وجمهورية التشيك مساء الأحد بدور الستة عشر.

(التناول فيما يخص القضايا المذكورة أعلاه لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، أو تؤيد الطرح، سواء بالسلب أو الإيجاب).

Germany Hungary pitch invader pride Euro 2020Getty

جورجينيو فاينالدوم قائد هولندا عند سؤاله عن موقفه من الجمهور المجري وماذا قد يفعل إذا تعرض هو أو أحد لاعبي فريقه للعنصرية قال إنه حقاً لا يعرف لأن مثل تلك التصرفات يفترض أن لا مكان لها، وأن السلطات المعنية مطالبة بالتدخل، وإلا قد يكون ترك الملعب هو الحل.

قد يكون الجمهور المجري، أو بالأصح عودة الجمهور للمدرجات في المجر، أبهرت العالم، ولكن ما حدث هو فقط إعادة ما كان طبيعياً للحياة ليس أكثر، ومعه كما ظهر الجانب الإيجابي للأمر، ظهر أيضاً الجانب السلبي للعبة والجمهور بكل مساوئه، في رسالة ربما لمن يهمه الأمر للتدخل وتطبيق ما يرفعه من شعارات بخصوص المساواة في اللعبة وكونها للجميع بغض النظر عن لونه، جنسه، أو شخصه.

إعلان