ممفيس ديباي.. نجم "الراب" الذي فقد موسيقاه في برشلونة

كالعادة وكما تعودنا من ممفيس، نجم هولندا يقود البرتقالي للتأهل من خلال عرض مميز وأداء رائع جعل فريقه يتواجد في ربع نهائي كأس العالم، مع جيل ليس من ضمن الأفضل في تاريخهم.

ترى أداء ديباي مع هولندا وتشعر أن هناك تناغمًا واضحًا في كل شيء، الفريق يلعب من أجل ظهوره في أفضل شكل من خلال اللعب بأسلوب يساعد ممفيس على التألق.

سواء كانت هولندا تحت قيادة فان خال أو رونالد كومان أو أيًا كان الاسم فإن هناك اتفاقًا واضحًا على أن أسلوب اللعب سوف يتيح لممفيس الظهور في مواقف تناسب قدراته وبالتالي نراه يبدع ويمتع ويتألق.

تشعر أن ديباي يجد نفسه في هولندا، كأنه في ساحة "راب" خاصة به يقول فيها كلماته تحت أنغام موسيقاه الصاخبة مع شعور ممزوج بالقوة والسرعة والانتشاء الذي يصحب تلك الحالة.

أما في برشلونة، تشعر أن هناك من استبدل تلك الحالة الصاخبة بأنغام موسيقى هادئة لا تناسب ذوق ديباي، وبالتالي نراه بطيئًا ولا يبالي ويأخذ أسوأ القرارات داخل الملعب وهو لا يعلم أين هو؟ وماذا نريد؟

الفارق بين نسخة ممفيس في هولندا وبرشلونة هو التعامل مع إمكانياته وخصائصه، فنحن الآن نتحدث عن لاعب يحبذ مواقف 1 ضد 1 والتواجد أكثر في العمق، مع مساحة كاملة متروكة من المدرب للارتجال.

لكن في برشلونة فهو مطالب بأدوار متعلقة بالالتزام بالمركز واللعب على نسق الفريق، وفي بعض الأحيان لا يتواجد في الأماكن التي يريد الوقوف فيها، مع نسف احتمالية وجود مساحة للارتجال.

وبالتالي فإنه لا يظهر بالشكل المطلوب ويتعرض للانتقادات من الوقت للآخر، ويطالب البعض برحيله وهو ما كان قريبًا في سوق الانتقالات الماضي لولا فشل الخروج ليوفنتوس في إيطاليا.

Getty

والمشكلة أن المعظم يترك السبب وينتقد اللاعب أو المدرب وتنتهي القصة دون النظر إلى المعضلة الحقيقية التي تتواجد أمامنا باستمرار لكن لا أحد يتحدث عنها، الأمر ببساطة أنه غير مناسب لأسلوب برشلونة وهذا لا يعيبه بالطبع، كما لا يعيب النادي الكتالوني بطبيعة الحال.

كنت أتمنى أن أرى نسخة ممفيس هولندا في برشلونة، كنت أرغب في مشاهدة مهارات الشوارع التي يمتلكها في كامب نو ونتذكر معها أيام رونالدينيو أو حتى بعض اللمحات من نيمار -مع أخذ الفوارق الكبيرة في الاعتبار- لكن وما نيل المطالب بالتمني!