فاجأ هانزي فليك الجميع وأعلن رحيله عن بايرن ميونخ بنهاية هذا الموسم، أسئلة كثيرة تطرح بعد ذلك عما إذا كان البافاري "أسطورته" انتهت من هذا الموسم، أم أن برحيل المدرب ستنتهي.
فليك ورغم موسمه الأول الذي حققه في كل البطولات الممكنة، خرج مبكرًا من كأس ألمانيا على يد هولشتاين كيل، ثم خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان.
البطولة الوحيدة التي سيحققها بايرن ميونخ لهذا الموسم هي الدوري الألماني، وفي الواقع فإن هذا لا يعتبر إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى فارق المستوى الجبار بين البافاري وجميع أندية البوندسليجا.
السؤال حقًا، هل تراجع بايرن ميونخ مع فليك هذا الموسم؟ وهل برحيل المدرب يبدو أن بايرن في خطر؟ سنحاول الإجابة على هذه التساؤلات في هذا التقرير.
رسميًا: فليك يعلن رغبته في الرحيل عن بايرن ميونخ
موسم ممتاز إلا سقطة الكأس
في الواقع، قدّم فليك مع بايرن ميونخ موسمًا ممتازًا رغم كل ما يمكن أن يوجه من انتقادات له، والأمر يصير منطقيًا بمجرد النظر إلى قائمة البافاري هذا الموسم.
بعد رحيل إيفان بريسيتش وكوتينيو وغيرهما، لم يستطع بايرن ميونخ أن يتعاقد مع لاعبين لإثراء دكة البدلاء جيدًا، ورغم ذلك ظلّ يقدم الفريق أداءً مميزًا في أغلب المباريات.
لم تقم إدارة بايرن ميونخ بالموافقة على طلبات فليك فيما يتعلق بالانتقالات، وهذا كان السبب الرئيسي في الخلافات بين الطرفين، ورغم ذلك، لم يلحظ أحد أبدًا أن بايرن تأثر بالخلافات على أرض الملعب.
بالنظر حتى إلى الخروج الأوروبي، فإن بايرن ميونخ ذهابًا أمام باريس أضاع طنًا من الفرص التي لو أحرز 1% منها لتأهل إلى نصف النهائي، وفي الإياب بغيابات لا تعد ولا تحصى، كان من الممكن أن يعبر.
باستثناء الخروج من كيل في كأس ألمانيا، قدّم فليك موسمًا عظيمًا مع بايرن ميونخ واصل من خلاله "أسطورة البافاري العنيد الذي لا يرحم"، لكن الإصابات وسوء التخطيط في النهاية كانا سببًا في عدم تكليل جهوده بثلاثية جديدة ربما.
ضبابية ما بعد فليك
Getty Imagesيمكن حقًا طرح سؤال عن انتهاء أسطورة بايرن ميونخ فقط في حالة الحديث عن رحيل هانزي فليك وماذا ينتظر النادي الجنوبي، فالواقع لا يبشر كثيرًا.
حسن صالح حميديتش، المدير الرياضي، الذي رفض كل مقترحات فليك وزادت الخلافات بينهما، لا يبدو أنه أفضل شخص لاختيار من يخلف المدرب في أليانز آرينا، وأغلب الظن أن خليفته سيكون مدرب ضعيف الشخصية لفرض قراراته عليه.
من جهة أخرى، قائمة بايرن ميونخ الحالية تتطلب مدربًا من طراز فليك لا غيره لإظهار أن هذا الفريق قوي بالفعل، والدليل على ذلك كيف فشل نيكو كوفاتش بنفس الأسماء فشلًا ذريعًا بكل المقاييس.
هل يبدو أن سياسة بايرن ميونخ تذهب لجلب أحد بنفس قوة فليك؟ حتى الحديث عن ناجلسمان أو رانجنيك أو غيره، جميعهم مدربون أقل قيمة وقوة فنية من مساعد لوف السابق، وغالبيتهم لن يستطيعوا الصمود أمام الأزمات الإدارية الموجودة غالبًا.
خلاصة القول في هذه النقطة أن الخوف على انتهاء أسطورة بايرن ميونخ يجب أن يبدأ من اللحظة التي يغادر فيها فليك أليانز آرينا تحديدًا، فالمستقبل لا يبدو مشرقًا، وحتى اقتصاديًا لا يمكن ضم لاعبين كثر من طراز عالمي، أي أن دور المدرب هام للغاية، ومن سيخلف فليك لا يبدو أنه في نفس مستواه أبدًا.
الحل
Imago Images / Getty / Goalالحل بسيط وسهل، لقد أثبت حسن صالح حميديتش فشله في منصب المدير الرياضي على مدار السنوات الماضية سواءً بالانتدابات الغريبة أو بالقرارات العنترية التي أفسدت مشروع بايرن ميونخ.
بالتبعية، فالحل الأسهل أمام إدارة بايرن هو الإطاحة بحميديتش ومحاولة إرضاء فليك بكل السبل للإبقاء عليه، ومع بقاء هذا الرجل في أليانز آرينا، سيضمن بايرن الاستمرار بنفس المستوى إذا لم يتطور أكثر بتلبية طلبات فليك.
أما إذا فشلت إدارة بايرن في إقناع فليك بالاستمرار وأبقت على حميديتش، فلا تبدو الأمور مبشرة إلا في حالة واحدة وهي التعاقد مع مدرب من النخبة، والواقع أن الغالبية باستثناء أليجري ينشطون مع أندية النخبة أيضًا حاليًا.
بايرن ميونخ في مرحلة صعبة، إما التقدم ومواصلة الهيمنة الأوروبية والمحلية بالإبقاء على فليك، أو العودة إلى العشوائية ثانيةً بالتخلص من الرجل والإبقاء على من أثبت فشله، حميديتش.