أثارت مطالب محمد صلاح المادية لتجديد عقده مع ليفربول الكثير من الجدل في الفترة الماضية، فالدولي المصري يريد أن يصبح من أعلى الرواتب في الدوري الإنجليزي ككل بتقاضي 500 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا، وألا يقارعه أحد داخل أنفيلد بشكل خاص.
عقد صلاح الحالي مع ليفربول يمتد حتى صيف 2023، والآن تعكف إدارة الريدز على تجديد عقود القوام الأساسي لضمان استمرارهم لأبعد مدة ممكنة، وهو ما حدث بالفعل مع ستة لاعبين أبرزهم أليسون بيكر وفيرجيل فان دايك.
الجميع يؤمن أن الدور الآن على صلاح، لكن الاختلاف المادي هو السبب الرئيسي في تأخر هذه الخطوة، وربما أراد وكيله رامي عباس إرسال رسالة للإدارة بقيمته بعد مباراة نوريتش الافتتاحية عندما كتب تعقيبًا على صناعته لهدفين وإحرازه لآخر "لعلهم يتابعون المباراة".
برينس بواتينج يقطع علاقته بشقيقه: لا أحب العنف ضد النساء
السؤال هنا هل يستحق صلاح هذا الراتب الفلكي؟ وهل حقًا ما يقوم به رامي عباس مناورات تستهدف بقائه أم أن هناك أندية أخرى مهتمة بالتعاقد مع الفرعون المصري؟
الحلم المشروع
Gettyلا يمكن لوم محمد صلاح على طموحه في نيل راتب فلكي، النظرة المنطقية تؤكد أن هذه هي الفرصة الأخيرة له لجني أموال طائلة قياسًا بوصوله لعامه التاسع والعشرين في وقت قريب.
ما قدمه صلاح منذ وصوله إلى ليفربول عام 2017 لم يقدمه أي لاعب في تاريخ الريدز بدون أدنى مبالغة، ومن الواضح أن عقلية المصري تسير تجاه مقارعة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ما يفسر رغباته المادية على وجه التحديد.
المقارعة للأساطير ليست فقط في أرض الملعب، بل من خلال الأموال والإعلانات والتأثير خارج المستطيل الأخضر وداخله، وليس أدل على ذلك من نموذج نيمار وباريس سان جيرمان، وكيليان مبابي إن انتقل لريال مدريد.
خلاصة القول في هذه النقطة أن ما يطلبه صلاح حلم مشروع قياسًا بما قدمه وبعمره وبطموحاته، فمن دونه لم يكن ليفربول ليعود إلى مصاف الكبار، وبدونه من سيخسر أولًا هو النادي وليس اللاعب.
تهديد غير حقيقي
Getty Imagesفي الوقت نفسه، اللعب بشعار أن صلاح قد يرحل متجهًا إلى الدوري الإسباني أو أي نادٍ آخر يبدو مجرد تهديدات لا أساس لها من الصحة، والدليل على ذلك مطالبه المادية.
ريال مدريد وبرشلونة وحتى أتلتيكو مدريد لا يمكنهم الوفاء بهذا الراتب الضخم الذي يريده صلاح في ليفربول، وحتى إن تمكنوا، فالأولوية الآن للثنائي كيليان مبابي وإرلينج هالاند.
حتى حظوظ صلاح في الانتقال إلى باريس سان جيرمان تراجعت، وهو النادي الوحيد الذي يمكنه مقارعة الإنجليز من ناحية الرواتب بشكل عام.
لذلك، يبدو أن الوكيل يستعمل أداة غير منطقية للضغط على ليفربول، والأولى هو حديث آخر عقلاني عن الفوائد الجمة رياضيًا وماديًا التي يجلبها صلاح إلى أنفيلد.
خيانة ليفربول؟
GettyImageمن الغريب حقًا الحديث عن أن صلاح يخون ليفربول بطلباته المادية المرتفعة، فالواقع أن المصري هو من منح الكثير للريدز وليس العكس.
الوفاء لا يعني بالضرورة عدم أخذ الحق المادي اللازم، وفي عالم كرة القدم هذه الأيام، ما يطلبه صلاح من راتب ليس بالاستثنائي أو الغريب، بل إنه الراتب المنطقي للاعب من نجوم الصف الأول في الساحرة المستديرة.
هل صلاح أقل من نيمار؟ الحقيقة ورغم تفوق البرازيلي مهاريًا ولكن من ناحية التأثير لا، وكذلك مبابي وهالاند وغيرهما، وبالتبعية، من الطبيعي أن يتقاضى ما يتقاضاه أولئك النجوم.
الحقيقة أن ليفربول هو من يخون صلاح إن لم يوافق على ما يريده ماديًا، فالنادي هكذا لا يقدر ما صنعه ويصنعه اللاعب، ولا يؤمن بأنه من نجوم الصف الأول، وهكذا يغدو رحيله عن أنفيلد منطقيًا ولا يعد خيانة أبدًا.
ختامًا.. صلاح من نجوم الصف الأول في العالم، من حقه الحلم براتب مماثل لأولئك النجوم، أرقام في الملعب تتحدث عن أنه أسطورة حية، لكن يُعاب عليه استخدام تهديدات غير منطقية لإقناع الإدارة الإنجليزية بالراتب الذي يريده، وإن كان في كل الأحوال لا يطلب سوى الاحترام الذي يستحقه من جون هنري ورفاقه.


