Manchester City Carabao Cup 2019

ما وراء المنطق | الهجوم يجلب الانتصارات والدفاع يحقق الألقاب


    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

في مقولة منسوبة للسير أليكس فيرجسون، المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، أكد على أهمية الدفاع لأنّ تقوية الخط الخلفي هو ما يساهم في حصد الألقاب.

المعلقون على المباريات أخذوا المقولة ورددوها طوالًا، فالدفاع يجلب الألقاب بينما الهجوم يحقق الانتصار، ورغم أنّ المقولة تناقض نفسها لأنّ الانتصار في المباريات هو ما يجلب الألقاب دون شك إلا أنّ إلى أي مدى أثبتت الأيام صحة هذا الأمر.

عشاق الدوري الإيطالي والكاتيناتشو لا يمانعون فوز فرقهم بنتيجة 1-0 في كل مباراة ما دامت ستحقق لهم الألقاب ولا مانع من خوض المباريات تحت حصار من مهاجمي الخصوم مادامت ستنتهي بالفوز.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لو أردنا تحليل المقولة والتركيز على نتائج الفرق الفائزة بالدوريات الأوروبية المختلفة خلال السنوات الماضية سنجد ما قاله فيرجسون لا يتوافق بنسبة 100% مع الواقع.


فان دايك وأليسون


Alisson Becker & Virgil van DijkGetty Images

سواء كان فيرجسون حقًا صاحب هذه المقولة من عدمها، فإن الدوري الإنجليزي نفسه لم يشهد أي دليل على صدق مقولة الدفاع يجلب البطولات.

ليفربول لم يهتم سوى بتدعيم الدفاع فقط وجلب أغلى مدافع في البريميرليج، فيرجيل فان دايك، خلال شهر يناير 2018 وفي الصيف جعل أليسون بيكر أغلى حارس مرمى بعد ضمه من روما.

الفريق دفاعيًا أفضل ولا شك في ذلك، حتى أنّه لم يستقبل سوى 15 هدفًا في الدوري الإنجليزي بعد مرور 29 جولة، بينما في الموسم الماضي وفي التوقيت ذاته كان الريدز قد استقبل 32 هدفًا.

الأداء الهجومي انخفض ولكن بنسبة أقل، فالفريق سجل 64 هدفًا خلال الموسم الجاري مقابل 67 الموسم الماضي.

ورغم أن ليفربول في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي لكن الفريق يعاني مؤخرًا من تسجيل الأهداف وفي آخر 4 مباريات أنهى 3 منهم بالتعادل السلبي.

في آخر 10 سنوات بالبريميرليج لم يحقق الفريق الأقوى دفاعيًا اللقب سوى 4 مرات فقط من بينها مرتين (مانشستر سيتي في 2012 و2018) كان البطل الأكثر تسجيلًا.


حتى سيميوني


Simeone Atlético de Madrid 20 02 2019Getty Images

خلال حقبة برشلونة مع بيب جوارديولا، كان النادي الكتالوني الأفضل دفاعيًا لأربع سنوات والأقوى هجوميًا في مرتين فقط وحقق اللقب 3 مرات.

برشلونة كان الأفضل هجوميًا ودفاعيًا في 2012 وخسر اللقب وريال مدريد كان الأقوى هجوميًا في 2010 و2011 ولم يحقق البطولة أيضًا.

جاء أتلتيكو مدريد في 2013 وحتى الموسم الجاري وهو الأفضل دفاعيًا عدا فقط موسم 2014-2015 الذي تفوق فيه برشلونة في الشقين الدفاعي والهجومي.

ورغم تفوق الروخي بلانكوس دفاعيًا في 2013 و2014 و2016 و2017 و2018 وحتى الموسم الحالي في 2019 فلم يحقق الفريق البطولة سوى مرة واحدة في 2014.

هجوميًا كان برشلونة الأفضل في أغلب المواسم كما أنّه الأكثر حصدًا للبطولة في العقد الأخير بواقع 7 مرات من أصل 10. 


الدفاع يجلب البطولات؟


Juventus Serie A winners 2018

ربما يرد أحد على هذه الأرقام ويؤكد أنّ في إيطاليا الوضع مختلف، فبطل الاسكوديتو خلال السنوات العشر الماضية كان الأقوى دفاعيًا طوال الوقت حتى وإن لم يكن كذلك على الصعيد الهجومي.

ولكن المردود الفني للدوري الإيطالي يتراجع بصورة واضحة مؤخرًا وخاصة بعد سيطرة يوفنتوس على البطولة والتعاقد مع أبرز النجوم في باقي الأندية.

أرقام إيطاليا تؤكد أن الاتكال على الدفاع وحده لا يكفي حتى أن يوفنتوس قرر التعاقد مع كريستيانو رونالدو لزيادة الغلة الهجومية التي قد تساعد الفريق على تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا.

لا نود في التقرير التقليل من أهمية العمل الدفاعي، فأحيانًا تفشل الفريق في حصد الألقاب لمجرد الاعتماد على خط دفاع ضعيف ولكن الدفاع وحده لا يكفي.

منظومة كرة القدم تحتاج لدفاع صلب وهجوم قوي وخط وسط متوازن قادر على مساعدة الفريق على التحول بين الحالتين الدفاعية والهجومية أو السيطرة والاستحواذ.

في معظم فترات جوارديولا التدريبية كان فريقه الأقوى دفاعيًا ولكنّه كذلك كان الأفضل هجوميًا والأكثر توازنًا وابتكارًا وحصد الألقاب.

تطوير الدفاع في ليفربول وحده لا يكفي وفان دايك وأليسون بيكر بمفردهما لن يجلبوا الألقاب طالما هناك خط وسط لا يبتكر وثلاثي هجومي يهدر أكثر مما يسجل. 

إعلان