منذ أيام أعلن تشيلسي رسميًا عدم التعاقد مع عدد من اللاعبين المعارين له، وبالتالي عودتهم إلى أنديتهم، القائمة ضمت أكثر من اسم ولكن ما لفت الأنظار كان اسمًا واحدًا، وبالطبع هو المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين، الذي يبدو أنه لم يتخلص بعد من الأثار السلبية التي خلفها قرار يوفنتوس بالتخلي عنه من أجل رونالدو.
هيجواين كان هداف يوفنتوس في العامين اللذين سبقا قدوم كريستيانو رونالدو، في العامين اللذين لعبهما مع السيدة العجوز بالأحرى، عامل الحسم في أغلب مواجهات الفريق وهدافه وأفضل لاعبيه ربما يتم إرساله خارج النادي فقط لأنهم يريدون جلب رونالدو، ولأنه لا أحد يداور حتى في وجود صاروخ ماديرا.
هيجواين قرر حينها بدء تجربة جديدة مع ميلان، ولكنها لم تستمر أكثر من 4 أشهر، قبل أن يرحل اللاعب إلى تشيلسي عله يجد ضالته مع ماوريسيو ساري، الرجل الذي قدم معه جونزالو أفضل مواسمه وأرقامه على الإطلاق، ولكن النصف الثاني من الموسم المنصرم والذي قضاه المهاجم الأرجنتيني في لندن لم يكن أفضل مما سبقه في ميلانو.
جونازالو هيجواين يبدو أنه يعاني من مشكلة نفسية تتعلق بثقته في نفسه وربما في الآخرين، الرجل شعر بخيانة يوفنتوس في الوقت الذي لم يقدم فيه إلا كل الوفاء لهم، في تلك اللحظة يسأل الإنسان نفسه ماذا عليّ أن أفعل أكثر من ذلك؟ هل سأظل دائمًا في الظل هكذا مهما قدمت؟
طاقة الغضب التي تولدت داخل هيجواين لم تستمر طويلًا، ولم تساعده على تقديم أي شيء في فريق مهلهل كميلان جاتوزو، ولا مع تشيلسي حتى في وجود أقرب المدربين لقلبه، حتى مع انطلاقة قوية وتسجيل 3 أهداف في مبارياته الثلاثة الأولى.
تلك المعطيات هي التي منهت تشيلسي من التعاقد معه بشكل نهائي، والأمر يبدو بديهيًا نظرًا لأن الرجل الوحيد الذي أراده هناك قد رحل إلى يوفنتوس، بمعنى أن ساري وجونزالو سيجتمعان من جديد، ليبقى السؤال الآن هل سيستمر هذا الاجتماع أم أنهما سيتعانقان فقط ليرحل هيجواين في مشهد درامي؟
من المنطقي أن يتنبأ الجميع ببقاء هيجواين في نادٍ يدربه ساري، ولكن في يوفنتوس تحديدًا فلا يبدو جونزالو مستعدًا لتجاوز الحاجز النفسي بينه وبين الجميع هناك، ولا تبدو الأمور منطقيًا تشير إلى احتمالية حصوله على الفرصة التي ترضيه نظرًا لوجود كريستيانو رونالدو الذي رحل من أجله أصلًا.
وفي الوقت الحالي لا توجد مؤشرات على نادٍ بعينه مهتم بخدمات هيجواين، ولكن الميركاتو لا يزال يعيش يومه السادس فقط، وجونزالو كان معلقًا ما بين أحقية شراءه بالنسبة لتشيلسي وما بين عودته للبيانكونيري، الأمر الذي لم يأخذ البلوز وقتًا طويلًا من أجل أن يحسمه.
قائد منتخب أمريكا النسائي تتوقع تجاهل ترامب في حال الفوز بكأس العالم
بالنظر إلى الأندية التي تحتاج إلى مهاجم، فإن إنتر يبدو خيارًا في حال رحيل إيكاردي، ونابولي يبدو خيارًا في حال صفحت جماهيره، هذا فيما يتعلق بالأمور داخل إيطاليا، أما خارجها فلا يبدو أن هناك نادٍ بعينه مهتمًا بالبيبيتا، ولكن الأيام المقبلة ستكون كفيلة بتوضيح ما يخفى علينا الآن، المهم أن ما نعلمه جميعًا أن البقاء في يوفنتوس بالنسبة لهيجواين يدخل تحت خانة المستحيلات.