الجسد لا يرحم، مع مرور السنوات تصبح الأمور أكثر صعوبة. هكذا تحدث ميسي منذ نحو شهر، الأمر لم يكن مفاجئًا، الجسد لا يمكن أن يظل كما هو، كل شيء يخضع للزمن، والزمن يقول إن ميسي في طريقه ليتمم عامه الثالث والثلاثين، وبناء عليه، فإن برشلونة عليه التخطيط جديًا لمرحلة ما بعد ليو، ذلك لأنها اقتربت بالفعل.
منذ أيام، صرح جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي الكتالوني حول مستقبل ميسي، مؤكدًا أن ليو مستمر مع برشلونة مدى الحياة، بالطبع هو يريد أن يحدث ذلك بالمعنى الحرفي، ولكن للأسف فإن المقصود والمتاح هو أنه سيظل بقميص البارسا حتى نهاية مسيرته، ما يجعل أيضًا التفكير في مرحلة ما بعد ليو حتميًا، خاصة أن الجسد لا يرحم، وأن مرور السنوات يجعل الأمور أكثر صعوبة، وأن ما تحصل عليه من ميسي هذا العام لن يكون بنفس الكفاءة العام المقبل وما بعده.
في الوقت الحالي برشلونة لا يبدو مهتمًا بلاماسيا كما كان الأمر في السنوات الماضية، تشافي سيمونز وكوبو والعديد من الأسماء رحلت إلى أندية منافسة محليًا وأوروبيًا، ريكي بويج الاسم الذي انتظره الجميع مع الفريق الأول يصرح حول الرحيل، وعلى الرغم من وجود لاعبين كأنسو فاتي إلا أنه لا يبدو أن هناك بحثًا من قبل الإدارة عن صناعة ميسي جديد بنفس القصة، والميل الآن بات نحو شراء النجوم الجاهزة، والذي كان أمرًا يفتخر برشلونة أنه لا يقوم به مثل ريال مدريد منذ أقل من 10 سنوات فقط.




مما لا شك فيه أن خريطة كرة القدم قد تغيرت، ومسألة الهوية لم تصبح كما كانت عليه، والأندية في طريقها لأن تصبح مؤسسات ربحية فقط لا غير، بعدما أصبحت كذلك بنسبة كبيرة، وبناء على ذلك، فإن التخطيط من الطبيعي أن يتغير، وألا يصبح نهج الماضي صالحًا للسير عليه إلى الأبد، ولكننا ما زلنا ندور حول نفس النقطة؛ ما الحل؟ ومن هو الخليفة المنتظر الذي سيحمل راية برشلونة في مرحلة ما بعد ميسي؟
ديمبيلي؟ فاتي؟ جريزمان؟ نيمار الموسم القادم؟ كلها إجابات غير منطقية، لا يوجد حتى الآن من أثبت أن لديه ما ميز ميسي، ما جعله ميسي بالأحرى، كل الأسماء المذكورة تعبر عن لاعبين مميزين، ولكن لا أحد منهم يستطيع تسطير فصلًا جديدًا في كرة القدم كما فعل ليو، لا يمكن لأحدهم ارتداء عباءة البرغوث الأرجنتيني في ظروف أصعب من تلك التي شق فيها ليو طريقه.
الآن سيرحل بارتوميو في 2021، والرجل يحاول أن يترك فريقًا قادرًا على التماسك من أجل أن يكون هناك حاصل لمجموع الأفراد يعوض غياب النجم الأوحد، ولكن وفقًا للمنظومة التي تسير حاليًا فإن حاصل مجموع النجوم يكون أقل بكثير مما يملكه الأفراد، وإذا كان وجود ميسي نفسه ليس كافيًا لإنهاء المشاكل كلها، فإن الأمور مع غيابه ستتطلب ما هو أكبر من البحث عن خليفة له.
بيليه: أتمنى مزاملة ميسي والعنصرية حسد
برشلونة في الوقت الحالي يحتاج إلى إعادة بناء منظومة، إلى الحصول على هوية حتى وإن كانت جديدة عليه، الشيء الذي يسمح له بالتتويج بالليجا في موسم كـ 2013، أصيب فيه المدرب بالسرطان وأكمل مساعده الموسم، وكان المدرب المصاب ذلك مساعدًا قبلها بعام، ورغم كل ذلك سارت المنظومة لأنها كانت منظومة من الأساس، أما الآن، فأنت تعلم القصة جيدًا.
في النهاية سنعطيك الإجابة التي تبحث عنها، لا يوجد أي اسم مطروح من الممكن اعتباره خليفة ميسي، وحتى الآن، لا يوجد تصور حقيقي لمرحلة ما بعد ميسي، تصور يضمن استمرار برشلونة كقوة في كرة القدم بالأحرى.
