Real Madrid

ما بعد المباراة | سبب سوء بنزيمة، والتنوع قضى على الديبور


تحليل | طه عماني | فيس بوك | تويتر


كما كان متوقعًا، حقق ريال مدريد فوزه الأول في الدوري الإسباني عقب التفوق على مُضيفه ديبورتيفو لاكورونيا بثلاثة أهداف نظيفة في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب الرياثور لحساب افتتاحية موسم 2017/2018 في الليجا.

  الديبور | الأجنحة خانت ميل، والمشكلة ليست تكتيكية

رغم الخسارة التي تعرض لها اليوم، إلا أن ديبورتيفو لاكورونيا قدّم في رأيي مباراة مقبولة جدًا تمكن فيها من خلق بعض المشاكل لريال مدريد، وكان قريبًا جدًا من التسجيل في أكثر من مناسبة لولا تدخلات كيلور نافاس، راموس والعارض في مناسبة أخرى. الفريق الجاليسي ظهر منظمًا تكتيكيًا، وسريعًا جدًا في مرتداته، ما مكّنه من استغلال المساحات في ظهر لاعبي الريال.

◄دخل بيبي ميل بخطة 4-1-4-1 اليوم، وهي خطة تتحول لـ4-5-1 في الوضع الدفاعي، وحاول من خلالها الحصول على الكثافة الكافية في منتصف الميدان لإقفال مفاتيح اللعب في ريال مدريد المتواجدة في خط الوسط، كما فرض رقابة فردية على إيسكو في محاولة لعزل بيل وبنزيمة عن البقية. الديبور نجح في بعض مساعيه، لكن الجودة الفردية الكبيرة للاعبي الريال خلقت الفارق بشكل واضح.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

◄مشكلة الديبور لم تكن قطعًا تكتيكية اليوم، بل كانت فردية بشكل واضح، كون كل الأهداف التي سُجلت في مرماه كانت وهو من وضع دفاعي ويحاول إغلاق المساحات أمام خصومه في الثلث الأخير من الملعب. التحركات في ظهر سيدني وشار كانت مهمة سهلة للاعبي الريال، بما فيهم بنزيمة الذي كان وراء الهدف الأول، ولكم أن تتابعوا سرحان دفاع الفريق في لقطة هدف كاسميرو الذي تواجد في ظهر شار بلا ناه ولا منه واكتفى بدفع الكرة للشباك.

◄عوّل ميل كثيرًا اليوم على الثنائي زكريا بقالي وفيدي كارتابيا من أجل استغلال الأروقة، لكنهما لم يكونا في المستوى، وخاصة ذا الأصول المغربية الذي كان سيئًا للغاية وأضاع على فريقه كرات كثيرة بمحاولات زائدة للمراوغة أو رغبة في البحث عن معجزات. أندوني الذي كان يتمركز باستمرار في أماكن مواتية للتسجيل لكنه لم يتوصل سوى بكرات قليلة جدًا.

  ريال مدريد | شخصية البطل، تنوع الأسلحة وشوائب راموس
◄   أظهر ريال مدريد شخصية كبيرة وتمكن من حسم النقاط الثلاث دون أن يُظهر أية معاناة، بل وجعلك كمتابع تعتقد في بعض فترات المباراة أنه في حصة تدريبية يحاول إيجاد حلول متفرقة للخروج بالكرة من الخلف، فيما أخذ متوسطو الميدان حرية هجومية كبيرة أكثر من المعتاد.

◄الريال قوي جدًا وأسس ركائز الفريق الذي يُصعب قهره بالفعل، لكنه اليوم عانى من بعض المشكل خاصة في خط الدفاع، والأمر عائد لسببين في رأيي. السبب الأول هو خطة 4-4-2 الماسة التي جعلت تقدم الأظهرة يترك مساحات كبيرة جدًا في ظهرهما ويجعل لاعبي لاكورونيا السريعين جدًا في المرتدات يحصلون على مجموعة من الفرص للتسجيل عن طريق تلك المساحات، خاصة أن كاسميرو بدوره كان منغمسًا أحيانًا في المهام الهجومية.

◄السبب الثاني هو بعض التراخي الذي ظهر على بعض اللاعبين خاصة بعد التقدم بهدفين النظيفين، فأصبحنا نتابع لاعبي الديبور يتحركون في المساحات الخالية دون ضغط واضح، كما أن التحرك في ظهر راموس وناتشو لم يكن مشكلة كبيرة، غير أن المدافع الأندلسي عادة ما تدارك الأمر بتدخلات جيدة جدًا في اللمسة الأخيرة أو قبل الأخيرة للخصم.

◄وبالحديث عن راموس، فالحقيقة أن بعض تصرفاته لا يُمكن سوى أن تصفها بالغريبة، خاصة بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبها كقائد للريال. الطرد الذي تحصل عليه اليوم كان مجانيًا، ولا يُمكن سوى لومه على البطاقة الصفراء الأولى التي تحصل عليها بعد تصرف غير لائق في حق شار. راموس قائد ويجب أن يكون قدوة للآخرين، لا أن يتلقى نصائح من كروس أو مودريتش جراء بعض تصرفاته.

◄هجوميًا، أظهر الريال تنوعًا كبيرًا في تنشيطه في الثلث الأخير من الملعب. مارسيلو عاد ليقدم مستويات كبيرة جدًا في الشق الهجومي، فمرر هدفًا وخلق صداع رأس كبير لخوانفران، كما أن كاربخال حاول المساندة بدوره رغم أنه كان أقل نشاطًا من اللاعب البرازيلي. الحلول كانت متواجدة في العمق كذلك سواءً بالإضافة المميزة التي أضافها إيسكو كصانع ألعاب أو بالتقدم المستمر لثلاثي الوسط، ما جعل كروس وكاسميرو يسجلان معًا.

◄لا شك أن الريال كان قادرًا على تسجيل أهداف أخرى لو كان بنزيمة وبيل في ليلة جيدة. اللاعب الفرنسي وزميله الويلزي لم يكونا في أفضل حالاتهما على غرار ما تابعناه في الكامب نو أمام برشلونة قبل أسبوع من الآن، والأمر عائد في رأيي إلى قلة الانسجام بينهما داخل منطقة الجزاء ما يجعلهما أحيانًا يغلقان المساحات على بعضهما، كما أن بنزيمة نفسه في هذه الخطة يصبح أقل حركية خارج منطقة الجزاء، ما يفقده أهم نقاط قوته. بيل مازال بعيدًا عن مستواه.

◄التطرق لنقاط أخرى بخصوص ريال مدريد سيكون تكرار ما قلناه في مناسبات سابقة، فالفريق ورغم التغييرات الكثيرة التي تحصل في تشكيلته بين المباراة والتي تليها إلا أنه يحافظ على قوامه ونقاط قوته بشكل واضح، كما أنه اكتسب شخصية البطل التي تجعله يناقش مبارياته بأريحية كبيرة جدًا، ناهيك عن مواصلة لاعبيه بجوع كبير للانتصارات رغم كل ما حققوه.

 
إعلان