Jose MourinhoGetty Images

ما بعد المباراة | «براجماتية» مورينيو التي أعادت اليونايتد للقمة!


تحليل | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر


أحرز مانشستر يونايتد لقب الدوري الأوروبي بفوزه بثنائية نظيفة على أياكس الهولندي في النهائي الذي أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
مانشستر يونايتد | «اليونايتد العسكري»!
Davy Klaassen Ajax Paul Pogba Manchester United

■ مثلت المباراة كل شيء لدى جوزيه مورينيو، موسمه كله توقف على كل دقيقة من الدقائق الـ90، لذلك كان لا يمكن أن يتخلى عن طابعه في أهم مبارياته، التي يتوقف عليها حاضر ومستقبل اليونايتد.

لعب مورينيو بواقعية كبيرة، ترك الاستحواذ على الكرة لأياكس، لم يندفع للأمام خشية ترك مساحات قد يستفيد منها هجوم أياكس وأطرافه الحيوية، وعادت تلك الواقعية بالنفع مرة أخرى، كون أن اليونايتد كان فعالاً واستغل كل الفرص التي أتيحت له. يمكنك أن تُسميها خلق الملل في اللعبة، وضع الحافلة، لكنها «براجماتية» ناجحة بكل المقاييس خاصة في مثل تلك المباريات، وتلك الوضعيات.

■ بالعودة إلى كرة الهدف الأول لليونايتد، عليكم بمراجعة ماذا فعل لاعبو مانشستر يونايتد عند تنفيذ أياكس رمية التماس، ضغطوا بمنتهى القوة، واستخلصوا كرة من العدم وسجلوا منها. تلك إحدى التفصيلات التي لعب عليها مورينيو.

■ اعتمد مورينيو على بول بوجبا إلى جانب أندير هيريرا كمحورين في الوسط في طريقة 4/2/3/1، وهذا المركز يحد كثيرًا من قدرات بوجبا الهجومية، والموسم قد أعطى درسًا لمورينيو بأن أفضل مركز لبوجبا هو يسار الوسط في طريقة 4/3/3 أو جعله أقرب للثلث الأخير، لكن على الرغم من ذلك تفوق بوجبا على نفسه بفضل مجهوده أولاً، وعندما كانت تتاح له فرصة الصعود كان يصعد، واستفاد من قدرته على التصويب في كرة الهدف، حتى لو خدمه الحظ في جزء منه. رغم الواجبات الدفاعية بوجبا هيمن على كل شيء في الوسط.

لكن هناك تفسير لماذا أعاد مورينيو بوجبا إلى هذا المركز.. كما ذكرنا مورينيو لم يلعب بشكل مندفع، حاول الاستفادة بقدر الإمكان من قدرة بوجبا على الخروج بالكرة وإيصالها للثلث الأخير بانسيابية، ولا يوجد لاعب في وسط مانشستر يونايتد قادر على القيام بذلك سوى بوجبا، وهنا ما الفائدة من وجود بوجبا في الثلث الأخير، ولا يتواجد اللاعب القادر على إيصالها له في الثلث الأخير؟!

Manchester United Europa League trophyGetty Images

■ أدوار بوجبا الطبيعية ذهبت لفيلايني الذي لعب خلف ماركوس راشفورد، كمهاجم متأخر في الحالة الهجومية، وأمام ثنائي الارتكاز في الدفاع، وكان منوط به أمرين، أمر أبهر به الكل وهي ربما الميزة الوحيدة التي يستفاد منها مورينيو في قدرته على كسب الكرات الطويلة، وبالتالي جعل اليونايتد يكسب الكرة الثانية، وهنا يجب الإشارة إلى أن المواجهات الهوائية التي فاز بها فيلايني أكثر من كل المواجهات الهوائية لكل لاعبي أياكس.

الشق الثاني في دور فيلايني أن يكون مهاجم محطة يخفف الضغط عن راشفورد، ليمكن الأخير من الانطلاق في الهجمات المرتدة تحديدًا، بما إن مانشستر يونايتد لعب خلف الكرة معظم الوقت.

لكن فيلايني كان بعيد كل البعد عن راشفورد، هذا الأخير كان معزولاً واضطر كثيرًا للسقوط للخلف لطلب الكرة، وبالتالي كان عليه دائمًا أن يحاول قطع مسافات طويلة من الخلف حتى منطقة الجزاء، وفي كل مرة حاول فيها الانطلاق والمراوغة كان يخسر الكرة، لذلك أسلوب الهجمة المرتدة مع فيلايني لم يكن ناجحًا.

■ قرأت تصريحًا لبيب جوارديولا في السابق يقول فيه «إن الطابع العسكري وعدم منح الخصم القدرة على التنفس» دائمًا ما يُميز فرق مارسيلو بيلسا، الذي وصفه بالأفضل في العالم، صراحة على جوارديولا أن يُراجع مدى الانضباط والالتزام لعناصر مانشستر يونايتد مع مورينيو.

الانضباط يمثل كل شيء بالنسبة لمورينيو، هو مدرب محافظ، أتذكر فترته الأخيرة في تشيلسي، لم يعتمد على فيليبي لويس الذي كان أحد أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيسر، لكنه فضل الدفع بسيزار أثبيليكويتا وهو ظهير أيمن في الأصل في مركز الظهير الأيسر، لأنه منضبط ويخدم أفكاره.

لذلك لم يجد مورينيو أي حرج لينتقد بشكل علني لوك شو، ويضع ظهير أيمن آخر وهو ماتيو دارميان في ناحية اليسار في الكثير من المباريات هذا الموسم، والمباريات الكبيرة تحديدًا، لا يهاجم على الإطلاق، يكتفي بإحكام الرقابة على أجنحة الخصم، وضع بيدرو في جيبه في مباراة تشيلسي في أولد ترافورد، واليوم التزم بشكل كامل مع جناح أياكس برتراند تراوري.

مرة أخرى تلك البراجماتية الخاصة بمورينيو قد لا تعجبك كمشاهد تريد كرة قدم هجومية وممتعة، لكنها ناجحة، وجعلته مدربًا تاريخيًا.

 أياكس | ماذا فعلوا مع الكرة؟
Davy Klaassen, Ajax - Manchester United, Europa League Final 05242017

■ ترك مورينيو الاستحواذ على الكرة لأياكس، لكن ماذا فعل أياكس بالكرة؟ استحواذ سلبي بشكل تام، وافتقد الفريق هويته الحقيقية المتمثلة في قدرته على التحضير السريع ونقل الكرة بسرعة لمهاجميه، لكنه اليوم عانى جدًا على مستوى بناء الهجمة، وتمادى في التمرير العرضي.

لعب أياكس بطريقته المعتادة 4/3/3، وجل العمل الهجومي وقع على الأجنحة، برتراند تراوري وأمين يونس، بين المهاجم الوحيد، كاسبر دولبيرج.

ووجد برتراند تراوري ظهيرًا ملتصقًا به دائمًا، وهو دارميان، المرة الوحيدة في الشوط الأول، التي هرب فيها تراوري من رقابة دارميان اخترق بعمق الملعب، وذهب للطرف الأخر، واخترق وكاد يُسجل.

■ في ظل تحركات تراوري، كان على المهاجم دولبيرج أن يتحرك هو الآخر، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته تؤكد أنه ظل متمركزًا في العمق لم يدخل منطقة الجزاء أبدًا، المهاجم في هذه الحالة أمام دفاع قوي ومنضبط، كان عليه أن يحاول التحرك على الأطراف، بدلاً من الوقوع في «أحضان» دفاعات اليونايتد.

■ نشرت الصحف الإنجليزية أن نادي إيفرتون يرغب في التعاقد مع لاعب وسط أياكس دافي كلاسين، ربما كبديل محتمل لروس باركلي، الذي تحوم حوله التكهنات، ولا عجب في ذلك فرونالد كومان يحب تلك النوعيات.

ما قدمه كلاسين هذا الموسم كان مميزًا وكان له يد في 32 هدفًا هذا الموسم لأياكس، لكن الدوري الممتاز مختلف عن الدوري الهولندي والدوري الأوروبي، والدليل عدم قدرة ممفيس ديباي على التأقلم.

اليوم كان اللاعب في أسوأ أحواله، ويتحمل في رأيي جزء من المسؤولية في هدف بوجبا لأنه لم يحاول بشكل جدي الضغط عليه ومنحه الحرية في التصويب.

■ في الأخير يُحسب لفريق أياكس وصوله لهذه المرحلة، الفريق يضم عناصر مميزة، لكن قلة الخبرة لعبت دورها، والفريق سيخوض تصفيات التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل على أي حال كوصيف لبطل الدوري الهلوندي، لكن هل سينجح في الحفاظ على جواهره؟!

إعلان