مانشستر يونايتد وكريستيانو رونالدو .. النصر منحهما الانفصال الأفضل في التاريخ

التخلي عن كريستيانو رونالدو أمر يتطلب شجاعة هائلة، وهو ما فعله إريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد بعد توتر علاقته بالبرتغالي الذي شد الرحال إلى النصر.

صاحب الـ38 لم يجد فرصة مناسبة في أوروبا، لذلك ظهر الانتقال للنصر بمثابة الخطوة التي ستنقذ أسطورة ريال مدريد بمنتصف الموسم، براتب سنوي قيمته 200 مليون يورو.

البعض كان يعتقد أن رونالدو سيعاني بعد مغادرة أولد ترافورد، وبالتوازي اعتقد العديد من المتابعين أن مانشستر يونايتد سيعاني كذلك بعد التخلي عن مهاجم بقيمته.

وفي الحقيقة أن النتيجة تبدو مختلفة لأن البرتغالي لم ينهار، بينما يقود إريك تين هاج سفينة الشياطين الحمر بنجاح حتى الآن!

كيف استفاد رونالدو؟

Getty

نجاح الانفصال يتوقف في الأغلب على ما سيفعله كل طرف بعد رحيله عن الطرف الآخر، لذلك هذه الصفقة قد تكون الأكثر ربحًا للطرفين.

مانشستر يونايتد خسر العديد من النجوم الذين عجز عن تعويضهم ببدائل، ورونالدو تسبب في أضرار لبعض الفرق التي رحل عنها، ولكن هذه المرة الأمر مختلف والكفة متساوية.

رونالدو انتقل إلى مكان يبدو أنه سيصبح بمثابة أحد أهم الوجهات للنجوم العالميين خارج أوروبا في المستقبل القريب وهو الدوري السعودي، بمقابل مادي ضخم يجعله لا يفكر كثيرًا فيما سيحدث بما تبقى من مسيرته بالناحية المالية.

البرتغالي المخضرم أصبح يشعر بأهميته مرة أخرى كنجم كبير ينتظر الجميع كل لمسة منه، وهو ما افتقده كثيرًا بعد الرحيل عن ريال مدريد في 2018.

الأجواء في السعودية أكثر هدوءًا من مانشستر، لأن رونالدو لن يجد جاري نيفيل وغيره يترصدون كل خطوة يفعلها للقيام بتضخيمها وتصويرها بالكارثة مثلما كان يحدث في إنجلترا.

البعض كانت لديه بعض المخاوف حول أهمية رونالدو الرياضية، وسط ادعاءات بأنه فقد بريقه وحاسته التهديفية، ليرد بسوبر هاتريك جعل رصيده يصل إلى 5 أهداف في 4 مباريات بالدوري السعودي بالإضافة لتمريرتين حاسمتين.

السوبر هاتريك جعل رونالدو يخطف الأضواء من الجميع في هذه الليلة التي تألق فيها ضد الوحدة، وهو بالضبط ما أراده النجم الذي ينتظر قدوم المزيد من الأساطير مثل سيرجيو بوسكيتس وسيرخيو راموس ولوكا مودريتش، لمشاركته في التجربة السعودية.

أحلام تين هاج

Getty

مشروع المدرب الأسبق أولي جونار سولشاير كان يسير على ما يُرام قبل قدوم رونالدو إلى الفريق في 2021، حيث يؤمن البعض أن حصول البرتغالي على كل الاهتمام ولعب الجميع من أجله تسبب في إفساد المنظومة بأكملها.

تين هاج حاول فتح صفحة جديدة بعد المدرب المؤقت رالف رانجنيك، ولكنه وجد أنه سيواجه نفس مصير سولشاير، لذلك قرر تهميش رونالدو حتى لو تسبب ذلك في اللجوء إلى فسخ عقده.

الفريق انتعش بشكل لا يُصدق بعد الانتكاسة الأولى ببداية الموسم، وكلمة السر كانت ماركوس راشفورد، الذي يبدو أن تين هاج قرر التخلي عن رونالدو بعدما تأكد من القيمة الهائلة التي يمتلكها المهاجم الإنجليزي مع إضافة مؤقتة بضم الهولندي فاوت فيخورست.

النتيجة كانت أن راشفورد يعتبر الآن من أفضل اللاعبين في أوروبا، بتسجيله 22 هدفًا وصناعة 8 ونحن لا نزال في منتصف الموسم فقط.

وبالنسبة للمجموعة بأكملها شاهدنا تحسن العديد من اللاعبين مثل لوك شاو، برونو فيرنانديش الذي لعب أسوأ فتراته بجوار رونالدو، كما استفاد الفريق بصفقات مثل ليساندرو مارتينيز وكاسيميرو بأفضل صورة ممكنة.

الفريق يحتل المركز الثالث بجدول الدوري الإنجليزي بفارق 5 نقاط فقط عن مانشستر سيتي المتصدر، وحظوظه قوية في التأهل لدور الـ16 من الدوري الأوروبي بعد التعادل مع برشلونة بمرحلة خروج المغلوب، كما يلعب ضد نيوكاسل يوم 26 فبراير الجاري بنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزي للمحترفين.

وهو ما يأخذنا إلى حقيقة أن الجميع استفاد ولم يخسر أحد، رونالدو خرج بتحديات جديدة وراحة نفسية، بينما تجنب تين هاج مصير سولشاير وتفادى الإقالة من الموسم الأول بل أصبح على أعتاب الفوز بلقب محلي مبكر!