Frenkie de Jong Ajax Manchester United Europa League final

مانشستر يونايتد وأياكس - ماذا تغير منذ نهائي الدوري الأوروبي 2016


هيثم محمد    فيسبوك تويتر

الرابع والعشرين من مايو 2017، هو اليوم الذي شهد تتويج جوزيه مورينيو بواحدة من أهم البطولات في مشواره التدريبي، على حد تعبيره، عندما فاز مانشستر يونايتد على أياكس على ملعب "الأصدقاء" وحصد الدوري الأوروبي، ولكن منذ ذلك الحين تغير الكثير في أحوال الفريقين، ما بين تطور مشروع واستمرار انهيار آخر.

لنعود بالذاكرة عامين للخلف، وقتها كانت معاناة مانشستر يونايتد محلياً مستمرة رغم وصول مورينيو، الفريق حل سادساً في الدوري، وفشل في التطور فنياً، ولكن مشوار ناجح بالدوري الأوروبي عبّد الطريق نحو نهائي وبطاقة مؤهلة لدوري الأبطال، الهدف الرئيسي من الموسم.

على الجانب الآخر، كانت ملامح مشروع أياكس بادئة في الظهور تحت قيادو النجوم السابقين مثل إدوين فان دير سار ومارك أوفرمارس في الإدارة، وبزوغ نجم عدد من الأسماء التي تلمع في النسخة الحالية لدوري الأبطال، وعلى رأسهم ماتياس دي ليخت، فرينكي دي يونج، حكيم زياش، وأندريه أونانا.

مانشستر طوال الموسم افتقد للإقناع، ولولا رعونة جون جيديتي، مهاجم سلتا فيجو، في نصف النهائي، لم يكن يونايتد ليكون طرفاً في المشهد الختامي، ولكن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة نجح مورينيو في تحقيق لقب مهم اعتبره البعض خطوة إيجابية في مشروعه المدرب البرتغالي لإعادة إحياء الشياطين الحمر.

في المقابل، الخصم أياكس حافظ على عاداته وتقاليده، فبقى وفياً للكرة الشاملة والاستعانة بمواهب النادي، وكانت النتيجة بلوغه المباراة النهائية، ولكنه اصطدم بخصم أحبطه تكتيكياً وتفوق عليه بالخبرة، ليكتفى في النهاية الفريق الهولندي بالفضة بدلاً من الذهب. وقتها ظن الكثيرون أن كعادته سيبدأ أياكس في التفريط بنجومه واحداً تلو الآخر لأعلى سعر، ولكن الإدارة كانت تملك خطة بديلة.

حافظ أياكس على معظم القوام الأساسي، رحل فقط من التشكيلة التي خاضت النهائي دافينسون سانشيز، أمين يونس، برتراند تراوري، ويان كلاسين، وفي المقابل دعم رحيلهم بعناصر خبرة مثل دالي بليند الذي تُوج بقميص يونايتد لتوه بالبطولة ولكنه خرج من حسابات ناديه الإنجليزي، ودوسان تاديتش من ساوثامبتون، وكلاس يان هونتولار، ومنح فرصة أكبر لدي يونج، دي بيك، وديفيد نيريس، خطوات تشير لوجود نية لتكوين فريق للمنافسة وإعادة الهيبة لأحد عمالقة القارة العجوز.

jose mourinho manchester united europa league 052417Getty Images

في إنجلترا، تواصلت معاناة يونايتد بالموسم التالي، فرغم التعاقدات ولكن الفريق استمر مملاً ومحفوظاً وبعيداً عن المنافسة، نفس الأخطاء تتكرر منذ رحيل أليكس فيرجسون، غياب العقل المدبر في صورة مدير رياضي يساعد المدرب في قرارته وسوق الانتقالات كلف النادي كثيراً، فاحتل المرتبة الثانية خلف مانشستر سيتي، ولكن الفوارق كانت جلية للجميع بين الثنائي، وبدأ شبح الخلافات يخيم بين مورينيو واللاعبين الذين لا يرتقي معظمهم لمستوى النادي رغم ما دُفع من مبالغ لاستقاطبهم.

ها نحن بلغنا الموسم الحالي، يونايتد انتهى به الحال بتغيير المدرب برحيل مورينيو وقدوم أولي جونار سولشار، ولكن رغم التحسن الوقتي على صعيد النتائج والأداء، ولكن عادت نفس المشاكل لتظهر في الأسابيع الأخيرة وتنهي الفترة الوردية للجماهير والمدير الفني النرويجي.

وفي هولندا، يحصد أياكس ثمار مشروعه المخطط له بعناية، الفريق يتصدر ترتيب الدوري الهولندي، والأهم عاد ليكون من عمالقة القارة الأوروبية بعدما أقصى ريال مدريد ويوفنتوس في طريقه نحو نصف النهائي بعد غياب من التسعينيات، كما أن القيمة السوقية لنجومه وصلت لأرقام فلكية، وبدأ المزاد مبكراً حول بيعه بالملايين كما حدث مع دي يونج في يناير الماضي.

Dusan Tadic Ajax Real MadridGetty

معظم المتابعين لم يكن ليتوقع سيناريو تطور الناديين خلال هذا العامين، الكثيرون تفاؤلوا بتتويج مورينيو ببطولة وإعادته يونايتد للبطولات، والأغلبية راهنت على بيع أياكس لنجومه سريعاً كعادته وعدم التخططيط على المدى البعيد، ولكن الواقع كان مختلفاً، مانشستر لا يزال سادساً كما كان في 2017، بينما أياكس يقف على بوابة استعادة درع الدوري، وعلى بعد خطوة من نهائي دوري أبطال أوروبا، سيناريو يؤكد أن كرة القدم لعبة لا تعترف بالتوقعات والمنطق.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0