لم يعد هناك أدنى مجال للشك، في تحسن الأداء الدفاعي لريال مدريد، مقارنة بالصورة الباهتة التي كان عليها في الموسم الماضي، ويظهر ذلك بوضوح في الطفرة الهائلة على مستوى أرقام وإحصائيات الدفاع، خصوصًا على مستوى الليجا.
وبحفاظ الملكي على نظافة شباكه في كلاسيكو الأحد الماضي، يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، منها إعادة الاتزان للخط الخلفي ووقف مسلسل استقبال الأهداف في الأسابيع الماضية في مختلف المسابقات، ومنها أيضًا، عادل رقمه القياسي باستقبال 17 هدفًا في 27 مباراة، وهو أمر لم يحدث منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي.
وبطبيعة الحال، لم يأت التحسن من قبيل الصدفة، بل بعمل جماعي منظم، ساهم فيه عودة النجوم الكبار للمستوى المعروف عنه، في مقدمتهم رافاييل فاران وسيرخيو راموس، وكليهما يؤدي بصورة لا تقارن بما كانا عليه في الموسم الماضي المخيب لآمال الجماهير، وقبلهما حامي العرين تيبو كورتوا، الذي يفاجئ الجميع من مباراة لأخرى بما يقدمه للنادي، على النقيض تمامًا من بدايته المتواضعة.
لكن في بعض الأحيان، يتحول الدفاع للغز وصداع لا يوجد له دواء، كما حدث في المباريات الثلاث التي سبقت الكلاسيكو، باستقبال 5 أهداف دفعة واحدة، بخلاف ما حدث في ليلة الخروج من كأس الملك بالسقوط أمام ريال سوسييداد بنتيجة 4-3 في قلب "سانتياجو بيرنابيو"، نفس عدد الأهداف التي استقبلتها الشباك في آخر 10 مباريات في كل البطولات قبل تلك المباراة.
رجل رائع _ رجل مخيب | برشلونة وريال سوسييداد
وفي أغلب الأوقات، تحدث هذه المشكلات نتيجة الإفراط في الثقة من قبل المدافعين، كما جرى مع داني كاربخال في مباراة مانشستر سيتي، بتعامل بيب جوارديولا معه كنقطة ضعف، ليسجل من ناحيته هدفي الفوز التاريخي على اللوس بلانكوس، وهذا لا يعني بالضرورة أن المدافع الأيمن الإسباني هو الحلقة الأضعف في الدفاع، والدليل على ذلك تألقه الكبير في المباراة التالية أمام برشلونة.
Getty Imagesومن حين لآخر يتذبذب مستوى قلبي الدفاع، الاستثناء الوحيد يبقى في مركز الظهير الأيسر، بعد قدوم فيرلاند ميندي، الذي أضاف الكثير على المستوى الدفاعي، وساهم كذلك في تنشيط مارسيلو، بعد وصوله لمرحلة "الراحة" لعدم وجود بديل على نفس مستواه.
وليتخلص زيزو من صداع تذبذب الأداء الدفاعي من حين لآخر، عليه استنساخ ما فعله في مركز الظهير الأيسر، وذلك بخلق منافسة صحية في الجهة اليمنى وقلب الدفاع، بإعادة أشرف حكيمي مع انتهاء إعارته هذا الصيف، أو شراء ظهير أيمن لا يقل جودة ولا كفاءة عن كاربخال، ونفس الأمر في قلب الدفاع، بجلب صخرة لا يستهان بها بجانب ميليتاو، منها لإجبار راموس وفاران على اللعب بهذه الطريقة، ومنها كذلك تأمين الدفاع مع تقدم القائد الأندلسي في العمر.




