جميل أن تتشابه بداية مدرب شاب مع آخر مخضرم ناجح، ولكن الأجمل أن تتشابه النهاية كذلك في مرحلة ما كانت براقة لذلك الأكبر سنًا والأكثر خبرة ونجاحات .. وهذا ما حدث مع ماتياس يايسله وجوزيه مورينيو.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
تحدثت قبل عام ونصف تقريبًا، وتحديدًا في نوفمبر 2023، عن وجه الشبه بين المدرب الجديد للأهلي والمدرب البرتغالي، وكيف أن الأول هو نسخة مقلدة من الثاني الذي كان الفريق السعودي يرغب بالفعل في التعاقد معه قبل أن يتجه نحو الأول.
ماتياس يايسله .. النسخة "المقلدة" من جوزيه مورينيو
كتبت داخل المقال "يايسله صاحب الـ35 عامًا (37 سنة الآن) عاش بالتأكيد تفاصيل مسيرة مورينيو المهنية ويبدو أنه يُحاول السير على خطواته وتقليده، ويظهر هذا في حرصه على توطيد علاقاته مع الجمهور الأهلاوي، وقد رأينا كيف زار رابطة عشاق الأهلي مؤخرًا وكيف حظت تلك الزيارة وتفاعله مع الأهازيج بإعجاب كبير من عشاق القلعة".
وكتبت أيضًا في فقرة أخرى "جانب آخر نلحظ أن يايسله يُحاول تقليد مورينيو به وهو علاقته القوية مع اللاعبين وقد يُساعده هنا صُغر سنه وقربه منهم، وكذلك دفاعه الدائم عن الفريق وطلب الدعم من الجماهير، وهو ما فعله عقب الخروج من الكأس يوم أمس (كأس الملك 2023 على يد أبها) بقوله "لا ألوم اللاعبين، فقد أرادوا العودة بالنتيجة سريعًا وهو ما جعلهم يرتكبون بعض الأخطاء"، وأضاف حول إطلاق بعض صافرات الاستهجان ضده "ليست جيدة بالطبع، لكني دائمًا أشيد بالجماهير وهم يقدمون لنا دعمًا غير طبيعي، وأتفهم شعورهم بالإحباط، لكن أرجو منهم الدعم والثقة حتى النهاية".
ومن متابعة مسيرة يايسله خلال الموسم والنصف التاليين ليوم كتابة المقال نجد أن "تقليد مورينيو" لم ينقطع أبدًا! بل أصبحت شخصية يايسله شبيهة كثيرًا بتلك الخاصة بالمدرب الحالي لفنربخشه التركي، سواء من حيث توطيد العلاقة مع الجمهور أو انتقاد الإدارة بحثًا عن صالح الفريق أو جمع شمل اللاعبين وتوحيد غرفة الملابس معه .. كل تلك التفاصيل الشبيهة جدًا بمسيرة "السبشال وان" كانت حاضرة تمامًا في رحلة يايسله مع الفريق الجداوي.
كثيرون حاولوا تقليد مورينيو أو مجرد تأثروا بأفعاله وشخصيته وساروا على دربه، لكن قليلون جدًا من وصلوا لنفس النهاية السعيدة! مورينيو عاش النهاية السعيدة مع بورتو وإنتر بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، وبالطبع مع تشيلسي حين سيطر على المسابقات الإنجليزية وحتى مع ريال مدريد حين تُوج بالدوري في ظل منافسة شرسة مع أحد أفضل أجيال برشلونة على مدار تاريخه، وربما حتى مع مانشستر يونايتد مقارنة فيما حدث بعد رحيله.
الجميل أن يايسله لم يكتف بالسير على درب مورينيو، بل عاش كذلك تلك النهاية السعيدة بالتتويج بدوري أبطال آسيا للنخبة بعد أيام صعبة جدًا وضغوطات هائلة .. فالمدرب منذ عدة أشهر كان على وشك الإقالة لولا تدخل الجمهور.
تلك "الخلطة" السحرية المكونة من المدرب واللاعبين والجمهور حتى لو خلت من الإدارة أو وقفت في وجهها خلال بعض الفترات أثبتت نجاحها دومًا مع المدربين أصحاب تلك الشخصية المتمردة العنيفة أمثال مورينيو، وكذلك أنطونيو كونتي وفابيو كابيلو وآخرين شهدتهم ملاعب كرة القدم.
يايسله حفر في الصخر مع الأهلي دون شك، قاوم ضغوطات هائلة من غياب للدعم القوي وتشكيك في عمله واقتراب من الإقالة، ولكنه صمد أمام كل تلك التحديات ونجح في الوصول إلى بر الأمان كما فعل مورينيو مرارًا وتكرارًا .. فهل سيستطيع المدرب مواصلة الدرب الموسم القادم الذي سيشهد بالتأكيد ارتفاع ملموس لمستوى الطموحات والتوقعات؟ سنرى ..
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)


