ينتظر نادي باريس سان جيرمان رحيل نجمه الفرنسي الدولي كيليان مبابي عن الفريق في قادم الأيام بعد ارتباطه بنادي ريال مدريد.
مبابي ليس اللاعب الأول في التاريخ الذي يكون بمثابة نجم الفريق ثم يرحل، لكن التعامل الباريسي معه ورغبة الإدارة الواضحة في الإبقاء عليه جعلت الجميع يظن أن فريق العاصمة لن يعيش دونه.
الفكرة في حد ذاتها غير منطقية، بل وتقلل من شأن فريق باريس الذي يرغب في أن يكون قوة أوروبية قاتلة في السنين القادمة.
لا بد وأن يصبح النادي قبل كل شيء، بالطبع هي شعارات فقد قيمتها من كثرة ترديدها حتى في مواقف ليست في موضعها، لكنها تظل الحقيقة التي لا شك فيها.




تمكين المنظومة فوق الأسماء هو ما جلب البطولات والنجاحات للعديد من الأندية الكبيرة مثل برشلونة وريال مدريد وليفربول ومانشستر يونايتد، وقائمة كبيرة تطول، لم يضع النادي الباريسي اسمه فيها بعد.
فريق مفكك
في الآونة الأخيرة تخرج الأخبار من النادي الباريسي عن وجود فرق مختلفة داخل النادي من متحدثي الفرنسية ولاعبي أمريكا الجنوبية، وهو الأمر الذي يعكس كيف أن غرفة خلع الملابس ليست مكانًا صحيًا للتواجد فيه.
بجانب التقارير التي قد أشارت لوجود خلاف بين نيمار ودوناروما بعد مباراة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
فكيف أن تكون تلك هي البيئة التي يرغب لاعب بالتواجد بها وتحقيق النجاحات، فمن المعروف عن كيليان مبابي أنه يرغب في حمل لواء الكرة الفرنسية نحو التقدم، والدليل على ذلك تصريحاته بشأن دوري بلاده واعتباره أنه من الصفوة.
Gettyودعنا الآن من مبابي، ولنركز قليلًا عن النادي الباريسي كمجموعة، سنجدهم صبية يتشاجرون حول من يسدد ضربة الجزاء هذه، ومن يرغب قي تقليد لاعب سجل في مرماهم واحتفل بشكل معين.
ناهيك عن الصدامات مع الحكام في المباريات، فلا تعرف لباريس قائد داخل الملعب يمكنه السيطرة على عناصره، وربما أن يكون آخر من حاول شغل هذا المنصب والتأثير على زملائه هو تياجو سيلفا الذي رحل للبلوز.
باريس سان جيرمان ينظر إليه كمؤسسة تمتلك الأموال وتصرفها في الهواء، فلا يوجد فريق يعمل بدون مشروع حقيقي وينتظر أن يتوج بالنجاح في آخر الموسم.
والاعتماد الواضح على جلب لاعبين بفرديات مميزة دون تطويعهم للعمل كمجموعة لم ينجح ولو لمرة واحدة في التاريخ، وعلى الرغم من ذلك فتلك العملية لا تزال قيد التجربة في باريس سان جيرمان.
برشلونة يعطي الحل
بالنظر إلى ما يحدث داخل أروقة النادي الكتالوني، سنجد أن بعد رحيل ميسي بات وأن كل شيء يميل ناحية الدخول في النفق المظلم.
فكيف لفريق يعتمد بشكل كلي على لاعب واحد أن يستمر في تحقيق النجاحات دونه، وعلى الرغم من رحيل البرغوث إلى الفريق الباريسي إلى أن برشلونة رجع ليقف من جديد.
Getty Imagesوبتحليل الأحداث سنجد أن الفريق الكتالوني لم يعوض ميسي بنجوم في كرة القدم حاليًا، لكنه عمل على إنشاء مشروع جديد يقوده مدرب من خريجي أكاديمية لاماسيا، ومعه الأدوات للوصول للغرض الأهم.
التغير كان كليًا، من أول المدير الفني حتى الطاقم الطبي والاستشفاء، تشافي عمل مع البلوجرانا على تغيير البيئة المحيطة بالفريق وبث الروح الإيجابية من خلال تحقيق الانتصارات واحدة تلو الأخرى.
على الجانب الآخر فإن النادي الباريسي لا يحاول أن يصنع شيء في هذا المفهوم، بل أن مع مرور الأيام تزداد الخلافات والمشاكل، حتى أن وصلت بمطالبات برحيل الإدارة من أولتراس النادي.
الفكرة في المشروع
لم يفهم أحد حتى الآن ما السبب من ضم ميسي لكتيبة باريس سان جيرمان، وكيف أن الإدارة التي تمتلك لاعبًا مثل نيمار يقوم بأدوار البرغوث في الفريق، سيستطيع اللعب معه في نفس الوقت.
وهو ما يطرح التساؤلات حول مدى تدخل المدرب ماوريسيو بوتشيتينو في صفقات الفريق، وهل كان له كلمة في ضم ميسي أم هو مجرد واجهة للنادي وينفذ ما ترغب به الإدارة.
بالنظر إلى عناصر الفريق الباريسي، ومع احتمالية رحيل مبابي عن الفريق، سنجد أنه من مصلحة باريس أن يرحل معه نيمار أيضًا، فلا يعتقد أن لاعب بمعدل إصابات البرازيلي واستهتاره يمكن أن يكون مؤثر مع فريق يرغب في حصد البطولات الأوروبية.
Getty Imagesباريس وضع نفسه في ورطة، لأن مع رحيل مبابي لن يستطيع بناء فريق حول ميسي العجوز الذي ينهي مسيرته في كرة القدم، أو نيمار الذي يرغب بقضاء معظم وقته خارجه الملعب إما في المستشفى، أو حزينًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن ما حدث من قبل برشلونة، يثبت أن الفكرة كلها تكمن في صناعة المشروع والسير معه، أي أن الفريق الباريسي لن تنحل مشاكله عبر خروج بعد العناصر وجلب آخرون، أو حتى خروج المدير الفني.
الوضع يتطلب وجود مشروع كامل على مدار سنوات يديره مدير فني مميز بجانب إدارة رياضية حكيمة لا تجري وراء الصفقات الاستعراضية وتلبي حاجة الفريق فعليًا.
اقرأ أيضًا..
كرهًا في الغريم ورفضًا للاختبار .. صفقات فشلت في اللحظات الأخيرة
شفاف وفقير فنيًا .. ردود الأفعال على حكيمي ضد كليرمونت
التدوير في ريال مدريد ليس بذلك السوء يا أنشيلوتي .. أليس كذلك؟
