عندما خرج ليروي ساني غاضباً من لقاء بايرن ميونخ الأخير أمام ليفركوزن بعد أقل من نصف ساعة من مشاركته أساساً كبديل للمصاب كينجسلي كومان كانت لقطة تعبر عن مسيرة النجم الألماني الشاب مع بطل أوروبا والثلاثية حتى الآن.
ساني انضم في الصيف الماضي مقابل 45 مليون يورو قادماً من مانشستر سيتي، صفقة منتظرة منذ مدة وكان يتوقع أن تشكل إضافة للفريق البافاري، ولكن حتى الآن لم يحدث المأمول.
أرقام الجناح الشاب ليست بالسيئة، لعب 16 مباراة وسجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة، ولكن بالتدقيق في تلك الأرقام تجد أنه لعب مجموع فقط 805 دقيقة، وفقط ثمانية لقاءات كأساسي.
Goal Ar / Gettyلعبت الإصابات دورها في غياب ساني عن بايرن في مطلع الموسم، ولكن بعد ذلك بدا أن هانز فليك يفضل الحرس القديم كينجسلي كومان، توماس مولر، وسيرج جنابري على الوافدين الجدد ساني ودوجلاس كوستا.
تصريحات مسؤولي بايرن ميونخ قد تعطي تفسيراً لعدم تألق ساني، بداية مع مدير النادي أوليفر كان الذي شبه وضعية اللاعب بنجوم الماضي لوكا توني وفرانك ريبيري: "أتيا من فلورنسا ومارسيليا، ولكن نحن هنا في ميونخ نختلف في كل شيء، اللاعب يحتاج للوقت في بايرن لفهم تلك الأمور والتأقلم".
كارل هانز رومينيجه، عضو الإدارة وأسطورة الفريق، كان أكثر صراحة في تفسيره: "الرب أعطاه مهارة فائقة وقدم يسرى رائعة ولكنه لا يملك بعد جينات بايرن ميونخ، مولر مثلاً لا يملك مهارات ساني ولكن يعمل بكل جهده في كل مباراة لهذا الفريق، هنا نضحي بكل شيء من أجل بايرن ميونخ، عليه أن يشكل شخصيته على شخصية الفريق وليس العكس، نعم سنسانده، ولكن إذا احتاج، سنركله أيضاً في المؤخرة!".
Goal Ar / Gettyكلمات قوية يمكن القول إنها تلخص حالة ساني في ميونخ، اللاعب بعد يعيش على نجوميته التي صنعها في مانشستر سيتي والتي يظن أنها تستحق معاملة خاصة في ميونخ، ولكن في بايرن لا يوجد نجم فوق الجميع، يوجد مجموعة تلعب لصالح النادي وتسخر كل إمكانياتها له، والأمثلة عدة من رومينينجه نفسه للوثار ماتيوس، ووصولاً لنجوم العصر الحديث مثل روبن وريبيري، والآن حتى روبرت ليفاندوفسكي الذي أثمر عمله الجماعي عن تتويج لمجهوده الفردي بالجوائز على الصعيدين.
ساني لاعب دولي ألماني ويفترض أنه يفهم جيداً تلك العقلية الألمانية، ولكن الآن يبدو مفهوماً قرار يواخيم لوف بتفضيل استبعاد اللاعب من نهائيات المونديال الأخير رغم إمكانياته الكبيرة وفشل الفريق في البطولة، المدرب فضل المجموعة على المهارة وعدم الالتزام في حالة اللاعب الشاب.
ساني الآن أمام فرصة ذهبية مع الفريق الأفضل في العالم، ومعه يمكنه أن يحقق البطولات ويتطور ليصبح حقاً من الأفضل في مركزه، ولكنه بحاجة للتعلم من الأخطاء الماضية والاستفادة من الجينات الألمانية التي تجري في دمه وإلا سيتحول حلم وجنة بايرن ميونخ إلى كابوس وجحيم يقضي عليه.


