Romelu Lukaku Chelsea 2021-22Getty Images

لوكاكو من إنتر إلى تشيلسي .. الصفقة التي خسر أطرافها الثلاثة

نجحت فرنسا مساء الخميس في قلب تأخرها بهدفين وفازت بثلاثة على بلجيكا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، مباراة شهدت تألقاً كبيراً لروميلو لوكاكو رغم خسارة فريقه، إذ سجل هدفاً مميزاً وأُلغي له آخر.

لوكاكو الذي ظهر مع الشياطين البلجيكية الخميس كان غائباً في الخمس مباريات الأخيرة لناديه تشيلسي تهديفياً، وتراجع مستواه بعد الانطلاقة القوية لتجربته الثالثة بقميص البلوز، مما فتح باب الشكوك والانتقادات بحقه من جديد في إنجلترا.

اقرأ أيضاً .. أبراموفيتش يراقبك .. توخيل والخوف من سيناريو مورينيو وكونتي!

معاناة عامة للبلوز

انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمة

الأسابيع الأخيرة لم تكن الأفضل لتشيلسي ككل وليس فقط لوكاكو، توماس توخيل فقد ميسون ماونت، المحرك والعقل المدبر لخط وسطه، وضربت الإصابات صفوفه وأفقدته عدة عناصر مهمة مثل ماونت وبوليسيتش وكانتي.

ظهر تشيلسي عاجزاً في عملية البناء الهجومي، ومع غياب كانتي في خط الوسط دفاعياً وماونت هجومياً، افتقد الفريق للحلول، وانقطعت الإمدادات عن لوكاكو في الأمام، وأصبحت عرضيات ألونسو أزبيليكويتا غير كافية في ظل تضييق الخناق على العملاق البلجيكي وعدم إعطاء المساحات له.

اقرأ أيضاً .. دكتور جيكل ومستر هايد مدريد وأزمة العملاق الأزرق .. مشاكل بحاجة للحل في كبار أوروبا

أمام مانشستر سيتي لجأ توخيل للدفاع، ولكن فشل في توظيف لوكاكو بالمرتدات كما كانت العادة مع كونتي في إنتر، والعكس أمام يوفنتوس، سيطر البلوز، ولكن عرف دفاع يوفنتوس كيف يعزل لوكاكو ويحيد خطورته، مما يؤكد كلام كونتي نفسه في تحليل المباراة أن تشيلسي ربما يواجه مشكلة مع توظيف لوكاكو الأمثل، ولا يعرف كيف يستغله.

إنتر أقل الخاسرين، لحظياً على الأقل..

Edin Dzeko Sassuolo Inter Serie AGetty

ظن الكثيرون أن بفقدان إنتر للوكاكو ومن قبله حكيمي وكونتي سينهار الفريق ويفقد توازنه، ولكن حتى الآن نجح سيموني إنزاجي في انطلاقة الموسم، بل وأصبح هجومياً أفضل وأكثر غزارة أمام المرمى.

ومن أسباب هذا التألق الهجومي معوض لوكاكو في خط الهجومي، المخضرم البوسني إدين دجيكو الذي بعد سبعة أسابيع يتصدر لائحة هدافي الدوري برصيد ستة أهداف، ويقدم بداية موسم مثالية رغم بلوغه الخامسة والثلاثين.

بداية إنتر الموفقة مع إنزاجي ودجيكو تجعل النيراتزوري، ولو لحظياً، أقل الخاسرين في صفقة لوكاكو، الفريق تحصل على 115 مليون يورو سدت بعض من العجز المالي للنادي، وعوض رحيل نجمه بآخر دون أن يدفع مليماً، والبديل حتى الآن يقوم بدوره.

لوكاكو، هل أحسن الاختيار؟

"صدقوني، سيعود لإيطاليا بعد ستة أشهر هنا"، "فشل في التجربتين الأولى والثاني وسيفشل في الثالثة"، "لاعب بلا شخصية"، "عد لإيطاليا من فضلك"، تلك كانت بعض من تعليقات جمهور تشيلسي بالمباريات الأخيرة عقب دخول لوكاكو في سلسلة بلغت خمس مباريات فقط من الصيام التهديفي، وخلالها قدم مباريات مميزة مثل لقاء توتنهام، وفي أخرى عانى فريقه ككل.

عانى لوكاكو كثيراً في إنجلترا بتجاربه السابقة مع الجماهير والإعلام الإنجليزي الذي هاجمه مع كل صغيرة وكبيرة، عكس ما وجده في إيطاليا من اهتمام خاص ومعاملة مميزة وضعته في مصاف النجوم، وفي إنتر بالتحديد كان البطل ويحظى بشعبية كبرى فقدها برحيله، بل وتحول لمكروه من جماهير النيراتزوري التي اعتبرته خائناً ولم يصن وعده.

Romelu Lukaku Antonio Conte Inter Serie A GFXGetty/Goal

كان يعرف البلجيكي أن عودته لإنجلترا لن تكون سهلة، وعند أقل خطأ أو تعثر ستعود أشباح الماضي لتطارده، وأنه لن يجد تلك الأجواء المثالية التي اختار التضحية بها في إيطاليا من أجل إثبات نفسه في إنجلترا من جديد.

الحكم على صفقة بعد شهرين فقط من الموسم الجديد ضرب من الجنون، وتصنيفها بالفاشلة بالتأكيد ليس صحيحاً، ولكن الأكيد أن جميع أطرافها خسروا شيئاً ما، إنتر خسر نجماً لم يمتلكه في صفوفه منذ سنوات أعطاه بطولة وصيت احتاجه الفريق، وهذا النجم خسر وضعاً ومكانة أعادت له بريقه، وتشيلسي خسر 115 مليون يورو، ولكن كل ذلك قد يصبح العكس إذا ما استمر تألق دجيكو وإنزاجي، واستعاد لوكاكو حاسته التهديفية وثقته سريعاً، وأثبت البلوز صحة دفع هذا المبلغ الضخم وأحسن توخيل توظيفه.

إعلان
0