NGolo Kante Chelsea 2018-19Getty Images

لوكاس توريرا - كلمة السر في صحوة أرسنال


بقلم    علي سمير تابعوه على تويتر

جرت العادة في كرة القدم أن تكون الصفقات الهجومية هي الآكثر تأثيراً في اللعبة، وهذا أمر طبيعي وبديهي لجذب أنظار الجماهير.

بمثابة تعاقد أي نادي مع لاعب ما، يذهب الجميع لرؤية أرقامه.. كم سجل كم صنع؟.. وحتى إن لم يكن لاعب هجومي فقيمة الصفقة أصبحت معياراً لاحتمالية نجاحها.

إذا كان سعرك أقل من 50 أو 40 مليون الآن فأنت ضمن لاعبي الصف الثالث أو الرابع، ولست من الصفقات المُفضلة لجماهير الفرق الكبرى.

ديربي مانشستر | شعبية غامضة، ومن هو فيرجسون السيتي؟

القصة مختلفة مع لوكاس توريرا.. الأوروجوياني انتقل لأرسنال قادماً من سامبدوريا بـ26 مليون جنيه إسترليني سيدفعهم النادي اللندني على 3 دفعات بالتقسيط.

الصفقة بتفاصيلها وأرقامها لا تبدو بالجاذبية المطلوبة مثل فابينيو ونابي كيتا وجورجينو وغيرها من صفقات بمراكز مماثلة صاحبتها ضجة كبيرة.

بديهيات

Arsene Wenger AustraliaGetty

من الطبيعي تواجد لاعب خط وسط مدافع بأي فريق، يقوم بحماية خط الدفاع من هجمات المنافس ويساعد على إفسادها.

هذا الدور أغفله بغرابة شديدة المدرب السابق أرسن فينجر، حيث كان يفضل التعاقد مع لاعبين بصفات هجومية في هذا المركز.

طابع فينجر الهجومي غير المُفضل للالتزام الدفاعي، جعله يتخلى عن فكرة قاطع الكرات، فلم يجلب لاعب واحد مميز بهذه الخاصية منذ رحيل ماثيو فلاميني إلى ميلان في 2008.

تعاقد الفرنسي مع ميكيل أرتيتا وأليكساندر سونج وجرانيت تشاكا ومحمد النني وغيرهم ولكنهم جميعاً غير قادرين على الالتزام بالمهام الدفاعية.

الصدفة والإصابات دفعت فينجر للاعتماد على فرانسيس كوكلين بهذا المكان، ليقدم أرسنال واحداً من أفضل مواسمه في الفترة الأخيرة، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي بعدما أقصى بطريقه مانشستر يونايتد على ملعبه.

بالطبع كوكلين لم يمتلك الاستمرارية اللازمة كلاعب متوسط، ولكن ما قدمه الفرنسي لم يُشجع فينجر على ضم لاعب أكفأ منه بل رفض التعاقد مع نجولو كانتي بعد موسمه التاريخي مع ليستر سيتي ليفضل ضم تشاكا.. لأنه يمتلك ما يحبه من نزعة هجومية.

إيمري يُصحح الخطأ

Unai Emery Arsenal 2018-19Getty Images

بعد توليه مهمة تدريب أرسنال الصيف الماضي، كان من الواضح رغبة الإسباني في حل هذه الأزمة، بضم لاعب يٌجيد قطع الكرات كأولوية قصوى.

أسماء مثل ستيفن نزونزي، إيفر بانيجا ودوكوري ومروان فيلايني، جميعها ارتبطت بأرسنال قبل أن يستقر إيمري على توريرا.

الأوروجوياني القادم من سامبدوريا لم يكن معروفاً سوى لأقوى المتابعين للدوري الإيطالي، لأنه ليس لاعباً لأحد كبار البطولة.

سباليتي: مورينيو مثل الأسد ويوفنتوس سيفوز بالدوري

توريرا البالغ من العمر 22 عاماً وللوهلة الأولى مع ظهوره بقميص أرسنال، بدا وكأنه يمتلك كل ما احتاجه المدفعجية.

عدم امتلاك أرسنال لأفضل رباعي دفاعي ممكن، لم يعد بالمشكلة الكبيرة، فهناك من يزود عنهم ويحميهم من سيل هجمات المنافس.

تأثيره واضح

Lucas Torreira Arsenal 2018-19

في السنوات الماضية كان خط الدفاع هو أول من يواجه المهاجمين في أرسنال، ولكن الوضع تغير الآن فهناك توريرا.

عبقرية الأوروجوياني تتمثل في منع المشكلة قبل حدوثها، ومنح الفرصة لزملائه ببناء هجمة جديدة لأنه أيضاً قادر على تدوير الكرة.

الأمر لم يتوقف عند ذلك بل وجوده يؤثر على شريكه بالوسط جرانيت تشاكا، والذي تطور مستواه هو الآخر بعدما تم إعفائه من الأدوار الدفاعية التي لا يجيدها.

أرسنال لعب 5 مباريات بدون وجود توريرا بالتشكيل الأساسي، فاز 3 وخسر 2 وتلقت شباكه 9 أهداف وسجل 10.

وأما مع توريرا فاز الفريق في 4 مواجهات وتعادل 2 ولم يخسر ولا مباراة، وسجل 15 هدف وتلقت شباكه 5 فقط.. الأرقام ليست كل شيء لكن الفرق يبدو واضحاً.

ليس بعيداً عن الكبار

NGolo Kante Chelsea 2018-19Getty Images

من المُبكر جداً وضع توريرا وسط أسماء غزت البريميرليج لسنوات مثل نجولو كانتي وماتيتش وفيرناندينو باعتباره لازال يمضي موسمه الأول.

وبعيداً أيضاً عن لقب "كانتي الجديد" الذي انتزع توريرا لتشابه بنيته الجسمانية مع النجم الفرنسي.

ولكن الأرقام تأتي في صالحه مرة أخرى، باعتباره الأفضل في أداء وظيفته الأساسية في قطع الكرات حتى الآن.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0