تصريحات واضحة وصريحة أدلى بها جورجيو كيليني، لاعب يوفنتوس، بشأن مفهوم التنافس والكراهية الرياضية للخصوم، إذ أعلن الدولي الإيطالي عن أنه يكره الغريم التقليدي للبيانكونيري، إنتر، ولا يتمنى لهم التوفيق تمامًا.
كيليني قال "أعتقد أن الناس يفهمون ما أعنيه ولا أريد أن يساء تفسيره، أنا أكره إنتر بطريقة رياضية مثلما يكره مايكل جوردان فريق المكابس في كرة السلة".
"لا يسعني إلا أن أكره إنتر، لكن 99.9% من الوقت الذي التقيت فيه مع لاعبين خارج الملعب بعد أن مزقنا بعضنا البعض في المباريات، قد نضحك جيدًا سويًا."
"في الواقع عندما أصبت في ركبتي العام الماضي، كانت أكثر رسالة أسعدتني من خافيير زانيتي [قائد إنتر السابق ونائب رئيس النادي الحالي]."
"الكراهية الرياضية هي ما تدفعك للتغلب على المنافس وإذا أعطيت لها المعنى الصحيح، فهي عنصر أساسي في الرياضة."
لكن لم يتشارك الجميع نفس وجهة النظر مع كيليني، في الواقع، شعر زيدنيك زيمان صاحب التاريخ العدائي الكبير مع اليوفي، بأنه من البغيض التحدث عن الكراهية في كرة القدم.
بالطبع، كان كيليني يُشير إلى الطريقة التي يمكن بها التنافس أن يدفع الخصوم إلى آفاق أكبر، ولكن مفهوم الكراهية الرياضية وانتمائه لكرة القدم لا يزال مثيرًا للجدل ومحل نقاش كبير.
ومع ذلك، فلا يوجد مجال للشك في أن الكراهية الرياضية لا تزال سائدة، لكن تصريحات كيليني الأصلية تسببت في جدل ضخم في الأوساط الرياضية الإيطالية، ما كان مفاجئًا بكل المقاييس.
Gettyلا يوجد إخفاء أو حتى تقليل من العداء الموجود بين يوفنتوس وإنتر والتي اشتدت منذ فضيحة الكالتشيوبولي عام 2006، عندما تم تجريد البيانكونيري من لقبين للدوري الإيطالي ومنح أحدهما للنيراتزوري.
يواصل يوفنتوس احتساب بطولات السكوتيدو التي سُحِبت منه في الكالتشيوبولي، ولا تزال المرارة في حلق كل مشجعي السيدة العجوز بشأن ما يعتقدون أنه ظلم، في قضية يعتقدون أن إنتر عالق فيها.
إنتر لم يخفِ أيضًا كراهيته ليوفنتوس، فمثلًا سُئل ماركو ماتيراتزي، المدافع السابق للنادي الأزرق عن مدى كرهه لليوفي وأجاب بوضوح "كثير"، في الوقت الذي لا يقبل فيه حتى الآن كثير من مشجعي إنتر وجود ثنائي من يوفنتوس بداخل ناديهم وهما المدرب أنطونيو كونتي والرئيس التنفيذي بيبي ماروتا.
في العام الماضي، أعلن ماروتا أن المهاجم ماورو إيكاردي ليس لديه مكانًا في سان سيرو وعليه البحث عن نادٍ جديد، لم يمر الأمر مرور الكرام لمشجعي إنتر، فبعضهم انتابته نظرية المؤامرة وقالوا أن ماروتا وكيل مزدوج يحاول مساعدة ناديه السابق على توقيع مهاجم النيراتزوري.
في الوقت نفسه، فإن يوفنتوس على استعداد للقيام بأي شيء وكل شيء في إطار قواعد كرة القدم لمنع كونتي وماروتا من تحقيق نجاح مشابه لما سبق وأن حققاه في تورينو في بدايات العقد الماضي.
وبحسب مصادر جول، فإن يوفنتوس على استعداد لمساعدة برشلونة للتعاقد مع لاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر، لأن ذلك سيقلل من بشكل كبير من آمال كتيبة كونتي في أن تُنهي على هيمنة كتيبة ماوريسيو ساري في إيطاليا.
حدد النادي الكتالوني لاوتارو كبديل للويس سواريز الذي تقدم في العمر وكثرت إصاباته مؤخرًا، الشرط الجزائي الموجود في عقد الدولي الأرجنتيني 111 مليون يورو، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لنادي مثل برشلونة لديه أزمة سيولة حتى من قبل أزمة كورونا.
وبالتالي يتعين على برشلونة أن يكون مبدعًا للحصول على خدمات لاوتارو، من خلال إرسال نيلسون سيميدو إلى مانشستر سيتي في مقابل تحصل إنتر على جواو كانسيلو، ما سيؤدي هُنا إلى فراغ في مركز الظهير الأيمن بكتيبة كيكي سيتين، وفي تلك اللحظة يأتي دور يوفنتوس.
سيسمح يوفنتوس لظهيره الأيمن ماتيا دي تشيليو بأن ينتقل إلى برشلونة فذلك أيضًا سيعزز من آمالهم في مبادلة ميراليم بيانيتش بأرتور، ومن جهة أخرى سيتسبب في ضعف إنتر بصورة ملحوظة.
(C) Getty Imagesإذا ما عاد الدوري الإيطالي للحياة مجددًا في يونيو، فإن لاتسيو هو النادي الأقرب لكسر هيمنة يوفنتوس، حيث يأتي ثانيًا خلف اليوفي بفارق نقطة، فيما يحل إنتر ثالثًا بفارق 9 نقاط عن الصدارة.
رغم ذلك، فإنتر يمثل خطرًا وتهديدًا طويل الأمد ليوفنتوس يفوق ذلك الخطر المتوقع من كتيبة سيموني إنزاجي، فإنتر الآن نادٍ غني، ولديهم مدرب من طراز عالمي مثل كونتي، ومدير متخصص في إدارة سوق الانتقالات بصورة مثالية مثل ماروتا.
يمكن القول أن هذا الثنائي - كونتي وماروتا - كانا سببًا في عودة يوفنتوس إلى الأمجاد المحلية، وتشعر إدارة اليوفي الحالية بالخطر من تواجدهما في إنتر وإمكانية تكرار نجاحهما ولكن في سان سيرو.
لذلك، فضربة رحيل لاوتارو مارتينيز ستكون قوية وجسمية لإنتر قياسًا بالأداء العظيم الذي قدمه هذا الموسم وثنائيته المميزة مع روميلو لوكاكو، الكثير يتنبأ بأن صاحب الـ22 عامًا سيصير من أهم اللاعبين في العالم في وقت قريب.
مصدر مقرب من يوفنتوس قال لجول "إنتر أقرب المنافسين ليوفنتوس، لديهم أكبر قدر من المال والطموح كما أنهم الأكثر استقرارًا ولديهم أفضل تنظيم".
"إذًا، هل يخاف يوفنتوس من إنتر؟ الإجابة هي نعم، بالتأكيد!. من الطبيعي أن يحاول يوفي إيذاء إنتر في سوق الانتقالات بأي صورة ممكنة".
في الواقع، فرغم أن هذا التصرف لا يبدو نبيلًا، لكنه متوقع للغاية وغير مفاجئ، تمامًا مثلما أعلن كيليني من قبل، إنه مفهوم الكراهية الرياضية..
