Australia Perú Playoff 2022@Getty

لماذا ما زالت موجودة؟ استفادة آسيا من أستراليا صفر

نجحت أستراليا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها، وذلك بعد فوزها في ملحق التصفيات على الإمارات وبيرو، وستكون مشاركة المنتخب في مونديال قطر 2022 هي الخامسة على التوالي والرابعة منذ الانسحاب من اتحاد أوقيانوسيا والانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

أستراليا كانت قد حاولت مرتين الانضمام إلى آسيا كرويًا لكنها واجهت رفضًا قاطعًا، حتى نجحت في ذلك عام 2005، وقد أقر فيفا انضمامها للاتحاد الآسيوي رسميًا في يناير 2006 بعدما كانت قد ضمنت بالفعل التواجد في مونديال ألمانيا 2006.

اقرأ أيضًا | فرصة ضائعة .. عندما طار حلم المونديال على مصر والسودان بسبب فلسطين

17 عامًا تقريبًا مضت على انضمام أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي، كانت الآمال والطموحات كبيرة أن تُساهم في تطور كرة القدم الآسيوية سواء على صعيد الأندية أم المنتخبات، لكن هل حدث ذلك؟ لا أعتقد أبدًا.

الواقع والحقائق والأرقام تقول أن أندية ومنتخبات آسيا لم تستفد أبدًا من أستراليا، بل العكس ما حدث!

المنتخب الأسترالي نجح في الحفاظ على تواجده في المسرح الكروي الأهم عالميًا طوال تلك السنوات الـ17، إذ تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 و2014 و2018 و2022 بعدما كان طوال تاريخه قد لعب مرتين فقط في المونديال، عامي 1974 و2006.

uae - australia 2022UAE NT Twitter

الحقيقة أن "الكنغر" حرم منتخبًا آسيويًا أصيلًا من التواجد في المونديال طوال تلك السنوات، وآخر من دفع الثمن كان الأبيض الإماراتي الذي ربما كانت فرصه في التأهل ستكون أعلى لو واجه فريقًا آخر، وقبله كان هناك منتخبات عريقة مثل العراق والصين والسعودية ... جميعها كانت ستحظى بفرص أقوى في التأهل لو بقيت أستراليا في أوقيانوسيا وكانت ستخدم آسيا وكرة القدم الآسيوية أكثر كثيرًا لأنها منتخبات آسيوية أصيلة وليست "مهاجرة".

وإن تحدثنا عن البطولات الداخلية، لا نجد أن أستراليا أضافت الكثير لبطولات آسيا، سواء على صعيد المنتخبات أم الأندية، فقد نجح المنتخب في الفوز بكأس أمم آسيا عام 2015 ووصل للنهائي عام 2011، وأعتقد من الصعب القول أن البطولة ازدادت قيمة وجماهيرية بعد مشاركة "الكنغر" بها، إذ لم نلحظ ذلك أبدًا، لا على الصعيد الإعلامي ولا الجماهيري ولا التسويقي وذلك لسبب بسيط أن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.

 Australia in Asia Cup GFXGetty Images - Goal AR

وعلى صعيد الأندية لم تُقدم الأندية الأسترالية الكثير لدوري أبطال آسيا وظلت الأفضلية لأندية الصين واليابان وكوريا الجنوبية في النصف الغربي من القارة باستثناء عام 2014 حين تُوج سيدني باللقب، ولا أظن أن أحدًا سيفتقد الأندية الأسترالية حال غادرت البطولة.

لماذا مازالت أستراليا موجودة في الاتحاد الآسيوي؟ ما الذي استفادته القارة الصفراء من هذا القرار؟ لا نجد الكثير من النجوم الأستراليين يُفضلون اللعب في آسيا بدلًا من أوروبا مثلًا، لم نر أي من لاعبي آسيا ينشطون في الدوري الأسترالي، لو أجرينا استطلاعًا للرأي بين الجماهير والإعلاميين الأستراليين حول كرة القدم الآسيوية فأنا واثق أن معرفتهم ستكون محدودة للغاية.

الاتحاد الآسيوي احتفى مؤخرًا بتأهل أستراليا لمونديال قطر وصراحة دهشت من ذلك وأنا على يقين تام أن الجميع كان سيكون أسعد كثيرًا لو كانت الإمارات من تأهلت، لأن حتى من زاوية تحسين سمعة آسيا عالميًا وتحقيق نتائج قوية في المونديال تُضاف للقارة .. أستراليا لم تُقدم ذلك أبدًا.

المنتخب الأسترالي خلال مشاركاته الثلاثة في نهائيات كأس العالم تحت المظلة الآسيوية لعب 9 مباريات لم يفز سوى في واحدة وتعادل في أخرى وخسر الـ7 المتبقية، وقد استقبل مرماه 20 هدفًا وغادر دومًا من دور المجموعات.

المنتخبات الآسيوية اعتادت تحقيق نتائج ملفتة في المونديال مثل وصول كوريا الشمالية إلى ربع نهائي مونديال 1966 أو تجاوز السعودية للدور الأول في نسخة 1998 أو وصول كوريا الجنوبية لنصف النهائي عام 2002 وهو الإنجاز الأهم والأفضل للقارة الصفراء، وأستراليا خلال 17 عامًا لم تُقدم أي إضافة أو تطور لتلك النتائج.

أظن أن الوقت حان لإعادة أستراليا لقارة أوقيانوسيا كرويًا حيث تنتمي جغرافيًا وتستعيد منتخبات آسيا فرصة التأهل إلى المونديال والتي حُرمت منها طوال السنوات الماضية، خاصة أن الاتحاد الدولي لم يُقدم أي هدية لآسيا بعد قبولها انضمام أستراليا وظلت المقاعد المخصصة للقارة 4 ونصف كما هي.

أستراليا بالتأكيد كانت الطرف المستفيد من قرار 2005 لأنها ضمنت لنفسها مقعدًا دائمًا في نهائيات كأس العالم، فيما آسيا كانت الطرف الخاسر ولم تستفد أبدًا من انضمام أستراليا بل حُرمت من مقعد في المونديال منذ نسخة 2010.

إعلان