River Plate Belgrano Promotion 2011AFP / Getty Images

"لا يُصدق ولكن حقيقي" - يوم تغيير وجه الكرة الأرجنتينية وريفر بليت


إسلام أحمد    فيسبوك تويتر

تفصلنا 3 جولات على نهاية موسم 2018-19، من الدوري الأرجنتيني، ويقترب فريق بيلجرانو من الهبوط، السؤال هنا ما هو المهم في تلك البداية، في موسم لن يُتوج فيه بوكا جونيورز أو ريفر بليت باللقب.

سريعًا الدوري الأرجنتيني الموسم الجاري، يشهد تواجد 26 فريقاً، يلعبون دوري من دور واحد، أي 25 جولة، ويهبط آخر 4 فرق للدرجة الثانية على أن يصعد الأول والثاني للدوري الممتاز.

رغم تغيير نظام الدوري الأرجنتيني في السنوات الثلاثة الأخيرة، ليخرج من عباءة النظام اللاتيني "أبرتورا وكلاوسورا"، فأن نظام الهبوط في بلاد التانجو وأغلب دوريات أمريكا الجنوبية ملتزم بنظام "المتوسط".

إذا ما هو نظام المتوسط،  تم إقرار هذا النظام في الأرجنتين عام 1983، من أجل تحديد هوية الهابطين للدرجات الأدنى، ومن أجل حماية الأندية الكبيرة من الهبوط، حيث يتم جمع نقاط جميع الفرق في المواسم الثلاثة الأخيرة، وقسمتها على 3 "عدد المواسم" لمعرفة المتوسط من النقاط، وأقل عدد من متوسط النقاط ليتم تحديد الهابطين.

أبرتورا وكلاوسورا.. تعرف على أنظمة المسابقات المحلية والقارية اللاتينية

ما علاقة هذا مع بيلجرانو، وهو على شفا حفرة من الهبوط للدرجة الثانية في الأرجنتين، لقد كان طرفًا في أهم مباراة بالعصر الحديث، للدوري الأرجنتيني، المباراة التي شهدت هبوط ريفر بليت للدرجة الثانية للأرجنتين لأول مرة في تاريخه في موسم 2010-11، وقد تكون الأخيرة.

في ذلك الوقت كان نظام الدوري الأرجنتيني يقضي بنظام الأبرتورا والكلاسورا، وفي ذلك الموسم أنهى الميلوناريوس "لقب ريفر" المرحلتين رابعًا وتاسعًا، لكن لسوء الحظ الفريق دفع ثمن فشله في الموسمين السابقين، فجاء في المركز الـ17 من جدول الدوري العام بعد احتساب نظام المتوسط، وليخوض مباراتين مع بيلجرانو من الدرجة الثانية، من أجل تحديد هوية الفريق المتواجد في الموسم التالي بالدوري.

River Plate 2011Getty Images

لقاء الذهاب انتهى بهدفين نظيفين لبيلجرانو، وبدأ الأمر غريبًا وصعبًا على لاعبي ريفر بليت، أمام ملعب ممتلئ عن أخره، في المونيمنتال، مباراة تقرر مصير الفريق الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الأرجنتيني حينها وحتى الآن، مباراة شهدت تواجد الحارس خوان بابلو كاريزو، إيريك لاميلا، روبرتو بيريرا، والقائد المخضرم ماتياس ألميدا، وعدة أسماء شابة شاركت في هذا الموسم مثل التوأم فونيس موري، جيرمان بيزيلا، مانويل لانزيني، لوكاس أوكامبوس، وكان أرييل أورتيجا قد رحل قبل تلك المباراة في منتصف الموسم.

لكن ما هي أسباب وصول الأبيض والأحمر لتلك المرحلة؟ في هذا الوقت تم توجيه أصابع الاتهام لرئيس النادي وقائدهم الأسبق دانييل باساريلا، بسبب تزايد ديون النادي لتصل إلى 19 مليون دولار، رغم بيع النجوم واللاعبين الشباب بمقابل كبير، مع تراجع النتائج وفشل الشباب في فرض أنفسهم وغياب الفريق عن المنافسة.

نعود للقاء الذي شهد تواجد 50 ألفاً، حيث بدأ ماريانو بافوني التسجيل المبكر بهدف في الدقيقة الخامسة ليعتقد الجميع أن الأمور ستكون سهلة، تأخر الهدف الثاني للريفر، ليأتي هدف التعادل كالصاعقة في الدقيقة 61، وأهدر بافوني ركلة جزاء بعدها لينتهي اللقاء بصدمة، بالخسارة 3-1 في مجموع اللقاءين.

Erik Lamela River Plate Belgrano Descenso 26062011AFP/Getty

جماهير تبكي وتقذف ما تجده على أرضية الملعب، ورجال الشرطة تقاوم بعنف، الأمور أشتدت خارج أرضية الملعب، إلى الشوارع، حيث خُصص 20 ألف شرطيًا لتأمين المباراة، ومقاومة شغب الجماهير، لتكون الحصيلة 27 مصاباً.

العديد من المُعلقين استخدموا كلمة "الهاوية" لتعريف سقوط ريفر بليت، ووصفوا بيلجرانو بـ"الجلاد" على ما أقدم عليه في تلك المباراة، الجريدة اليومية "كلارين" عنّونت في اليوم التالي: "لن يستطيع أحد، لا أحد على الإطلاق، أن ينسى هذا اليوم"، وجاء في "أوليه": "لا يُصدق ولكن حقيقي".

جماهير بوكا جونيورز الغريم التقليدي لم تفوت الفرصة بكل تأكيد، فالمنافس الأزلي هبط وهم مازالوا لم يعرفوا طعم الهبوط، ليقوموا بتأليف تلك الأغنية، والتي طالما يرددونها في المواجهات الكبرى وتأتي كلماتها كالتالي:

ريفر، أخبرني كيف الشعور باللعب في الدرجة الثانية "ناسيونال".
أقسم رغم مرور السنوات، لن ننسى هذا، أنت في الدرجة الثانية، وأحرقت المونيمنتال.
لن يتم نسيانها أبدًا، ما هذه الفراخ الخبيثة، لقد ضربت لاعبك، أنتم من تبقى من الجُبن.
Matias Almeyda River Plate 2011Getty

هبط ريفر لكنه عاد سريعًا، بقيادة ماتياس ألميدا الذي أعلن اعتزاله اللعب عقب اللقاء، وقاد الفريق فنياً ليعيده لمكانته الطبيعية، ومعه كل من فرناندو كافيناجي، دافيد تريزيجيه، أليخاندرو جوميز، في صفوف الفريق بالدرجة الثانية، ليعود مرة أخرى ويحقق لقب الدوري بقيادة رامون دياز بعد عامين، ويسيطر على البطولات القارية تحت قيادة نجمهم الأسبق مارسيلو جاياردو، ليقودهم للتفوق على الجميع بما فيهم بوكا جونيورز حتى بنهائي القرن.

لذلك سيظل السابع والعشرين من يونيو 2011، يومًا لا يُنسي في تاريخ الكرة الأرجنتينية عامة، وريفر بليت بشكل خاص.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0