كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
أعلن يوفنتوس رسميًا توقيعه مع ماوريتسيو ساري لقيادته فنيًا خلال المواسم الثلاثة القادمة، ليخلف ماسيميليانو أليجري الذي حقق نجاحات محلية هائلة وأوروبية جيدة جدًا، وإن شاب فترته عدم الفوز بدوري أبطال أوروبا.
يوفنتوس بالتعاقد مع ساري دخل فصل جديد في تاريخه الفني، فالنادي معروف باهتمامه بالنتائج أكثر من الأداء وسيطرة الأداء القوي الحماسي والجرينتا على أدائه أكثر من الجوانب الفنية وسعيه لضم اللاعبين أصحاب الشخصية والقدرات البدنية والتكتيكية أكثر من أصحاب الموهبة الفنية الطاغية، لكنه الآن سيُغير من جلده وهويته ويدخل مرحلة جديدة بأفكار ومبادئ جديدة هي مبادئ "الساري بول" أو كرة القدم الخاصة بساري.
الفائزون والخاسرون من رحيل ساري عن تشيلسي وانضمامه ليوفنتوس
ساري مدرب يهتم بالأداء كثيرًا، بجودة كرة القدم التي يُقدمها، يُفضل اللاعبين أصحاب الجودة الفنية والمهارة الفردية، يلعب بأسلوب ذو جرعة فنية عالية تغلب على الطابع البدني وإن تحتفظ بالتقاليد التكتيكية الإيطالية، تلك الجرعة قد تكون مقبولة لدى الفرق الأخرى لكنها "جرعة كبيرة "أوفر دوز"" بالنسبة لفريق السيدة العجوز.
عامة، هناك مبادئ عامة لأفكار ساري الفنية، نستعرضها معًا ...
الاعتماد على مجموعة محددة من اللاعبين
أكبر مشاكل دي لاورينتيس رئيس نابولي مع ساري كانت اعتماده على عدد قليل من اللاعبين لم يزد عن 15 لاعبًا يمنحهم جل دقائق اللعب، ولا يتطلع لغيرهم سوى في حالات الطوارئ القصوى.
Gettyالرجل الذي قضى جل حياته العملية في المحاسبة لديه حساباته الخاصة وقناعاته التي لا تتغير أبدًا مهما كانت الضغوطات، ربما خضع لبعض الضغوطات في تشيلسي لإشراك بعض اللاعبين مثل كالوم هودسون أودوي، لكن ربما هذا لأنه كان يُدرك تمامًا أنه سيرحل بنهاية الموسم ولا يريد اختلاق أي مشاكل.
لذا من المتوقع أن يُحافظ ساري على مبدئه خلال عمله مع يوفنتوس، وهذا لا يعني أنه لن يستخدم سوى 15 لاعبًا، بل سيستخدم اللاعب الذي يقتنع به وبقدرته على تنفيذ أفكاره الفنية والتكتيكية، ولذا على الإدارة أن تستعد من الآن لمنحه كافة الصلاحيات في سوق الانتقالات واختيار المجموعة التي سيبدأ معها الموسم الجديد.
المهاجم المتمركز داخل منطقة الجزاء
ساري يُفضل الاعتماد على مهاجم هداف يتواجد كثيرًا داخل منطقة الجزاء ويُدعم بالتمريرات العرضية والطولية والبينية، فعل هذا مع ماكاروني في إمبولي وهيجواين في نابولي وحاول مع ماروتا وجيرو في تشيلسي.
قد تختلف طريقة اللعب، وقد يختلف استخدام مناطق الهجوم، لكن العامل المشترك بين كل شيء هو وجود مهاجم يتمركز داخل منطقة الجزاء لاصطياد الفريق وترجمتها لأهداف، إذ لعب مع إمبولي بطريقة 4-3-1-2 ومع نابولي وتشيلسي بطريقة 4-3-3، لكن دومًا كان هناك حضور للمهاجم الهداف والذي يستفيد كثيرًا من فكر ساري كما رأينا.
المثير أن ساري وحين فقد هيجواين في نابولي ولم يقتنع بالخيارات المتاحة في تشيلسي، لجأ لاستخدام لاعب آخر في مركز رأس الحربة، لا أستطيع وصفه بالمهاجم الوهمي لأن تمركزه كان واضحًا داخل منطقة الجزاء رغم أنه لا ينتمي لتلك المنطقة.
Gettyميرتينز في نابولي وهازارد في تشيلسي .. لاعبان أصحاب مهارة فردية كبيرة، وذكاء في التحرك، ولمسة أخيرة ممتازة، وقد استغل ساري هذا ليُوظفهما في مركز المهاجم المتمركز داخل منطقة الجزاء، وإن كان قد منح هازارد حرية أكبر للخروج واللعب في الأطراف والخلف والمساهمة في صناعة اللعب.
وقد نجحت فكرة المدرب وتحول اللاعبان لهدافين ورفعا عدد أهدافهما تحت قيادة ساري بشكل كبير، وقد لاحظنا تراجع مستوى ميرتينز بعد رحيل المدرب الإيطالي.
سنرى الحل الذي سيلجأ له المدرب مع يوفنتوس، هل سيعتمد على رونالدو في مركز المهاجم المتقدم خاصة أن البرتغالي يمتلك كل ما يلزم لهذا الدور؟ أم أنه سيطلب من الإدارة التعاقد مع مهاجم جديد، أم سيعود للعمل مع خياره القديم "هيجواين"؟ تلك الخيارات متاحة أمام المدرب وباعتقادي أنه سيُجرب كل الحلول حتى الوصول للحل الأفضل.
4-3-1-2 أم 4-3-3؟
لعب ساري طوال مسيرته الكروية بطريقتي لعب، البداية كانت مع إمبولي بطريقة 4-3-1-2 وباستخدام سابونارا كصانع لعب وأمامه مهاجمين هما ماكاروني وتافانو، ومع نابولي غير الطريقة إلى 4-3-3 لتوفر أجنحة جيدة وغياب صانع اللعب، وقد لعب بكاييخون وإنسيني في الطرف وبينهما هيجواين.
Gettyساري نجح بالطريقتين، أجاد وطبق أفكاره الهجومية ونفذها جيدًا دومًا وبغض النظر عن طريقة اللعب المتبعة، والسبب في هذا لأن تنظيم اللعب ومفاتيح الأداء الهجومي تعتمد على وسط الملعب أكثر، وفي النهاية تنتقل الكرة للمثلث الأمامي ليبدأ عمله.
يوفنتوس لا يمتلك صانع لعب حقيقي، ويمتلك أجنحة قوية جدًا ولذا المتوقع أن يلعب ساري بطريقة 4-3-3 وأن يكون للأجنحة دور مهم في منظومته الفنية، وأي قرار خلاف هذا سيتطلب القيام بثورة كبيرة في سوق الانتقالات للتخلي عن كل تلك الأجنحة وضم صانع لعب قوي أو ربما استخدام بيانيتش أو آرون رامسي في هذا الدور ولكن هذا لن يمنع "مجزرة الأجنحة".
الريجيستا
ربما من الأفضل أن نقول جورجينيو! اللاعب الذي رافق ساري في رحلته على ملعب سان باولو والوحيد الذي اشترط ضمه حين انتقل لملعب ستامفورد بريدج، لاعب يُمثل الريجيستا بالمفهوم الإيطالي الذي تألق به أندريا بيرلو، لاعب يمتلك رؤية ممتازة ويُجيد التمرير وقيادة منظومة الوسط.
Gettyساري قد يطلب ضم جورجينيو من تشيلسي، خاصة أنه ليس من اللاعبين المفضلين للنادي الإنجليزي وجماهيره، وربما يلجأ لخيار آخر في سوق الانتقالات أو الحل الأسهل وهو استخدام بيانيتش في هذا المركز وقد لعبه مع أليجري بالفعل وظهر به جيدًا.
من يلعب دور هامسيك؟
ساري يعتمد على دعم الوسط للهجوم من خلال لاعب الوسط الطرفي، لا يستخدم اللاعبين لأن أحدهما يُكلف بمساندة دفاعية للريجيستا، لكن الآخر يمتلك مهام هجومية واضحة تتمثل في تحوله لصانع لعب من العمق أو أحيانًا مهاجم وهمي يدخل منطقة الجزاء فجأة ويقوم بأدوار المهاجم الحقيقي، هامسيك هو المثال الأفضل لهذا اللاعب، وقد حاول ساري استنساخه في البلوز مع باركلي وكانتي ولكن لم يصل اللاعبين لمستوى السلوفاكي.
Gettyمن يلعب دور هامسيك في يوفنتوس؟ هو بالتأكيد آرون رامسي صاحب نفس الأدوار مع آرسنال وإن كان وفق طرق لعب مختلفة، لكن ساري قادر من جعل رامسي "هامسيك يوفنتوس" الذي سيدخل منطقة الجزاء دومًا ويُشارك المهاجمين أدوارهم داخلها.
الخلاصة
ساري سيلعب مع يوفنتوس بطريقة لعب 4-3-3 على الأرجح، سيستخدم رونالدو في مركز المهاجم المتقدم وحوله الثنائي ديبالا ودوجلاس كوستا خاصة أن كليهما يُجيد اللعب خارج وداخل منطقة الجزاء.
في الوسط سيعتمد على بيانيتش ريجيستا ومعه رامسي للأدوار الهجومية، وسيبحث عن لاعب يُوفر له تغطية دفاعية جيدة للوسط مع عدم نسيان الواجبات الهجومية ولكن بدرجة أقل من زميله في الوسط، قد يكون إيمري كان أو لاعب جديد يضمه الفريق ويوفنتوس بحاجة لهذا اللاعب.
Gettyالدفاع سيكون ملفًا صعبًا أمام ساري، الأمور جيدة جدًا في الأظهرة بامتلاك ساندرو وكانسيلو أصحاب القدرات الهجومية الممتازة وذلك يُناسب المدرب، لكن الصعوبة تكمل في قلب الدفاع، حيث يُفضل ساري المدافع الذي يبدأ اللعب ويُجيد البناء والصناعة، وهذا لا يتوفر في المدافعين المتواجدين حاليًا مع يوفنتوس خاصة بعد اعتزال بارزالي.
ربما هنا سيضطر يوفنتوس اللجوء لسوق الانتقالات لضم مدافع إضافي يُجيد بناء اللعب من الخلف، هذا اللاعب قد يكون هدية الإدارة للمدرب الجديد ولن تكون هناك هدية أفضل من خاليدو كوليبالي.