يستعد المدرب كيكي سيتين، لخوض اختباره الأول في سُدّة حكم برشلونة ضد غرناطة، بعد توليه الدفة الفنية، خلفًا لمنبوذ الجماهير إرنستو فالفيردي، في أول قرار من قبل مجلس الإدارة بعد الخروج من كأس السوبر الإسبانية على يد الغريم العاصمي أتلتيكو مدريد.
ومن حُسن الحظ أن الإدارة لم تُبرم تعاقدات جديدة قبل الإطاحة بالمدرب الباسكي، ليبقى لسيتين الحق ومطلق الحرية، في اختيار العناصر التي يحتاجها الفريق في المرحلة القادمة، بما في ذلك البديل المنتظر للمهاجم الأوروجوياني لويس سواريز، بعد انتكاسته الأخيرة.
ربما لو استمر فالفيردي لنهاية الموسم، كان حتمًا سيوقع مع بديل مؤقت للسفاح، باستعارة أحد المهاجمين المخضرمين لنهاية الموسم، لأهمية المهاجم الصريح رقم (9) في إستراتيجية المدرب السابق، بينما في وجود كيكي، قد لا يضطر الرئيس جوسيف ماريا بارتوميو لاستنزاف الخزينة لاستعارة أو شراء مهاجم جديد في الوقت الراهن.
وبصرف النظر عن الرسم التخطيطي الذي يعتمد عليه سيتين ما بين اللعب بثلاثة في خط الدفاع –الطريقة التي تغلب بها على زين الدين زيدان مرتين-، أو بأربعة في الأسلوب الصريح 4-3-3، فهو لا يعول كثيرًا على رأس الحربة الصريح، إذ يميل أكثر لفكرة اللعب بمهاجم كاذب، وهو المركز الذي قد يفجر طاقة أنطوان جريزمان مع البرسا، بعد توظيفه الكارثي من قبل فالفيردي، باستهلاك كل طاقته في مركز الجناح الأيمن أو المهاجم الثالث بجانب ليونيل ميسي ولويس سواريز، لكن في أقصى الجهة اليمنى.
الشاهد، أن سيتين جاء في الوقت المناسب ليشارك مجلس الإدارة في الانتدابات الكثيرة، وكما هو معروف في عالم كرة القدم، أحيانًا مع قدوم المدرب الجديد تُبعث الحياة من جديد للاعبين كانوا مهمشين أو خارج حسابات المدرب القديم، ما يعني أن بعض ممن كانوا يرسمون مستقبلهم بعيدًا عن "كامب نو" من أجل الهروب من جحيم فالفيردي، قد يراجعون أفكارهم وحساباتهم من جديد.
سيتين يكشف عن ملامح تشكيل برشلونة وحديثه مع ميسي
يأتي في مقدمة هؤلاء، لاعب الوسط التشيلي آرتورو فيدال، الذي لم يكن يفوت نصف فرصة لإثارة الجدل حول مستقبله في الإقليم الكاتالوني، كورقة ضغط على المدرب السابق، ليثبته في التشكيلة الأساسية، لكن الآن، أغلب المصادر والتقارير الواردة من داخل النادي، تؤكد أنه استقر تمامًا على خيار البقاء.
نفس الأمر ينطبق على الفرنسي صامويل أوميتيتي، الذي كان يشارك على فترات متباعدة، وأيضًا كان من أكثر الأسماء المرشحة لمغادرة النادي، الآن قد يستعيد بريقه مرة أخرى، إذا استعاد كامل لياقته ونجح في إقناع سيتين بأحقيته في تثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية.
كذلك الأسماء التي كان ينتظر خروجها على سبيل الإعارة هذا الشتاء مثل كارليس آلينا وجونيور فيربو وغيرهم، هؤلاء أيضًا قد يُكتب للبعض منهم حياة جديدة مع سيتين، وفي المقابل، قد يخرج كيكي من حساباته أسماء كانت تلعب بصفة مستمرة تحت قيادة سلفه، لذا من الطبيعي أن خطة النادي في الانتقالات ستكون مختلفة تمامًا مع قدوم المدرب الجديد.